22 نوفمبر، 2024 4:31 م
Search
Close this search box.

التظاهرات والبرلمان والجسر .!

التظاهرات والبرلمان والجسر .!

جسر الجمهورية وقبل ان يغدو دراما العرض ليوم امس الأربعاء , فسنبتدئُ الكلِم عنه من زاويةٍ جانبيةٍ وبعيدةٍ عن فحوى الموضوع او العنوان , حيث كان إسمه في العهد الملكي ” جسر الملكة عالية ” وتحوّل الى ما هو عليه في ثورة تموز 1958 ” ولعلّ الأجيال الجديدة او بعضها لا دراية لها في ذلك ” , وإذ التسمية الجمهورية فقدت بريقها طوال هذه السنين , وأخذَ هذا الجسر طابعاً سياسياً وستراتيجياً آخراً يجسّد حجم الهوّة بين الجماهير والأحزاب الحاكمة , واضحى مسرحاً تراجيدياً مجسّماً يجتازوه المتظاهرون وهو مغلق , ثمّ يزيلون ويُنزلون الكتل الخرسانية العالية في وسطه وفي آخره وبدايته ولمرّاتٍ عدّة , فالأجدر والأحرى تسميته ” بجسر الثوّار ” وعلى وسائل الإعلام ان تتبنّى هذه التسمية وترويجها وتعويدها على الألسن .! , ولعلّ هذه المقدّمة المطوّلة قد تكون بشكلٍ او بآخرٍ كعاملٍ نفسيٍّ يهيّئ للولوج الى ما بعدها ممّا تبقّى من فقرات الموضوع , وربما ايضاً يفتح او يسدّ الشهية لذلك , او لكلاهما ايضاً .!

ثمّ بالرغم أنّ تظاهرات امس – الأربعاء كانت مختلفة عن تظاهرات التيار الصدري السابقة نوعيّاً وكمّياً او عدديّاً , ولم تستطع او لم يكن هدفها التقدّدم الى الحواجز الأخيرة من الجسر , ولا طبعاً محاولة اقتحام المنطقة الخضراء , وبدا وكأنها تمهد ” لتظاهرة تشرين ” في الأول من الشهر القادم , وعلى الرغم كذلك من المشتركات بين هذه القوى السياسية المتباينة في محاولة منع انعقاد جلسات البرلمان المدعومة كلياً وجذرياً من الإطار التنسيقي , لكنّ الأشد اهميّةً من المتظاهرين والجسر والحواجز ودينامية هذا الحراك المحدودة , والتي اربكت القوات الأمنيّة الى زيادة قطع المزيد من الجسور والشوارع , فهو التوقيت والتزامن ” اللامقصود ” في تعرّض المنطقة الخضراء الى صواريخٍ او قذائفٍ صاروخيةٍ مجهولة المصدر لحد الآن < ولم تتسبب بإصاباتٍ بشريةٍ – وربما عن طريق الخطأ او بالمصادفة , ويصعب الجزم او التأكيد بأنها كانت دقيقة التسديد الدقيق .! – > , لكنما الأشدّ شدّةً من كلّ ذلك , فماذا لو تكررّ القصف الصاروخي اثناء وخلال انعقاد الجلسة الأخرى للبرلمان , ومع احتمالاتٍ مفترضةٍ وموضوعية بسقوط صاروخٍ ما على سقف قبّة البرلمان , وبحيث لا يُبقي ايّ نائبٍ او برلمانيٍ على قيد الحياة ” مثلاً ” , فماذا ستمسى وتضحى الحالة الدستورية للبلاد .!؟ , كما ومن ذا الذي او التي ستحاول تعويضها او الإستعاضة الوقتيّة – الآنية عنها وتضميدها ومعالجتها ! هل هي حكومة الكاظمي او قيادات اطار السيد نوري المالكي .!؟ , وكأنّ الشعب العراقي برمّته يقتحم عالم المجهول جرّاء حكم وتحكّم الجهلة وبتوصيفاتٍ أخرياتٍ ايضاً .!

أحدث المقالات