17 نوفمبر، 2024 6:50 م
Search
Close this search box.

التظاهرات مفتاح التغيير في العراق

التظاهرات مفتاح التغيير في العراق

اندلاع التظاهرات العراقية يوم الجمعة 25 أكتوبر 2019 بعد تعليقها بسبب الزيارة الاربعينية، يجعل العراق وتطورات الاوضاع فيه مفتوحة على كل الاحتمالات، والتي لا يمكن التوقع لما ستؤول اليه الامور بسبب الزخم الشعبي الكبير والمشاركة الواسعة لمختلف الفئات من مختلف الاعمار الى جانب دخول اطراف وحركات سياسية معروفه على خط الاحتجاجات التي وصلت الى حد مشاركة بعض الوزراء والشخصيات السياسية فيها.

في حين تخسر الحكومة العراقية والطبقة السياسية في العراق كل يوم المؤيدين والمناصرين لها، بل وتضيق الظروف والاحوال بها الى درجة انتشار الاخبار عن هروب او مغادرة الكثير منها هي وعوائلها من العاصمة بغداد.

العراق في خطر بل وفي جملة اخطار لان طابع العنف هو السمة الرئيسية للشخصية العراقية التي تسود حياتنا الفردية او المجتمعية وصولا للحكومة واجهزتها الامنية والعسكرية التي فشلت كثيرا في احتواء الغضب الجماهيري من سوء الاوضاع وكانت الحصيلة الاعداد الكبيرة للضحايا من الشهداء والجرحى.

العراق بعد يوم 25 أكتوبر هو عراق آخر، اذا ما أدرك العراقيون ان العراق وطننا جميعا وعلينا العمل جميعا من اجله وليس الصراع من اجل المصالح او تصفية الحسابات او حتى السكوت والرضوخ عندما يحصل البعض على مصلحة خاصة او نفع مادي، وعندما تفهم الطبقة السياسية ان التغيير قادم ومطلوب تنفيذه وهو اشبه بالعملية الجراحية الصعبة والمعقدة التي يجريها فريق طبي همهم ومهمتهم الاولى انقاذ حياة مريض ودفع الموت عنه، عليه فان امكانية الحل يمكن ان يتقدم على الفوضى وحالة الفراغ الذي يمكن ان يتشكل بعد اسقاط هذه الحكومة.

العراق يموت او هو مشرف على الموت، وللامانه وصل الى ما وصل اليه ليس بسبب الحكومة الحالية او شخص عادل عبد المهدي بل منذ عقود العراق ينزف، لكن المسؤولية اليوم هي على الطبقة السياسية التي تولت الحكم بعد عام 2003 لانه توفرت لها فرصة الوصول الى الحكم بطرق ديمقراطية واستلمت بلدا لم تستطع ان تعالج اي مرض او علة فيه بل العكس عاثوا فسادا وقتلا وتدميرا وانهاءا لكل صور من صور الحياة.

الشباب الذين خرجوا بمظاهرات او احتجاجات او ايا كانت التسمية التي تطلق عليها هو شباب منتفض ثائر ناقم يائس حاقد على كل ما هو موجود من شخصيات واحزاب ورموز تحكمت بثروات وسلطة العراق منذ اكثر من 16 سنة، وهو شباب لا يحمل الكثير من الصبر والتروي والتعليم والثقافة و..و ..وهم شباب صدورهم عارية وجيوبهم خاوية وقلوبهم حامية وراياتهم عالية وهم لا يمكلون ما يخافون عليه بعد كل الظلم والحيف والتهميش والخطف والاغتيال والتوقيف والاختفاء والقتل وهم اليوم لا يريدون الا حقوقهم والتي يُجملها شعار(انا طالع آخذ حقي).

أحدث المقالات