17 أبريل، 2024 11:23 م
Search
Close this search box.

التظاهرات الى أين؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الخزعلي “يُبشر” بنهاية التظاهرات المطالبة بالقضاء على الفساد
في معرض كلامه” أكد الخزعلي أن التظاهرات التي يشهدها العراق منذ أسابيع وصلت الى مرحلة “الاحتضار والنهاية”، عازيا ذلك الى عدم وجود قيادة محددة، وأهداف واضحة للتظاهرات ، فضلا عن عدم تعامل الحكومة معها بشكل صحيح”. كتابات.
    نبذة: يمثل الشيخ الخزعلي وحزبه “عصائب الحق” دورا في الواقع السياسي للعراق في طابعة التراجيدي، وله مكانة محمودة في المعارضة، أي أنه يفكر ويتحرك خارج العملية السياسية، بل ويرسم خطواته على منظور النظام الرئاسي في العراق، ويشكل هذا الحراك أثافي ثلاث: الدور المشرّف لعصائب الحق في العمليات العسكرية للحشد الشعبي، محاضرات الشيخ التي يستعرض فيها الواقع العراقي وما فيه من نماذج الفساد ومناهجه، وكنت قد حضرت واحدة منها؛ وقناة العهد التي تضرب على وتر الفساد بعصا الاستحمار والانبطاح وما إليها من تغريدات وجيه عباس. مثلث الحراك هذا يجسد أيقونة التظاهرات في محاولة القضاء على الفساد، أو هو من مفاتيح التظاهرات على الفساد.
    شكر: للشيخ الخزعلي على قراءته أو تنبؤه، أما قراءة مستقبل التظاهرات، وتبيان أسباب ضمورها في الاسابيع الأخيرة، فهي دعوة غير مباشرة لتنظيم التظاهرات وزيادة الوعي الجماهيري في معرفة الحقوق وطرق التعبيرعنها. وكنت قد حضرت أخيرا بصفة ضيف مشارك الى أحد اجتماعات قيادة التظاهرات، فيه شرعوا بتنظيم التنسيقيات، وتعيين الناطق الرسمي، وبلورة الأهداف، ووضع ستراتيجيات.
    أما التببؤ او التبشير-كما ورد في الخبر- فيثير سؤالات عدّة على الساحة، منها: هل “الاحتضار والنهاية” للتظاهرات ضد الفساد يتوافق مع ستراتيجية العصائب ؟ أ لم يعارض منهج الحراك العصائبي في أعلاه؟ هل يروق أحد أن تنفرد بعض الاحزاب بالتظاهرات؟ بعد ان اضطلعت بها شرائح الشعب المضهودة، أم يبتغي أن يحدد قائدا لها؟، بلحاظ القول:”عدم وجود قيادة محددة” . هل أن بعض الضمور يرجع الى ايعاز الأحزاب الدينية الى مؤيديهم بعدم المشاركة؟ أم هو استجابة لأجندات بعض القيادات الإيرانية المؤثرة، والمعارضة للتظاهرات بكل أشكالها؟ هل هذا الاحتضار دلالة على مقدمات ضعيفة، أو غير منطقية؟ أ لم تقدم التظاهرات خطوة في مساحة الوعي الجماهيري لانتزاع الحقوق ومحاربة الفساد؟ هل ثمة توافق مع الناطقين باسم بعض الاحزاب الدينية، بأن القائمين بها من طائفة الزنادقة والهراطقة والصعاليك والعلمانيين والخارجين على النظام وهلم جرا؟ وأخيرا، هل كانت الهجرة بين الشباب وجها آخر للتظاهرعلى الفساد السلطوى؟ أ ليس التفكير بالهجرة سببا في ضعف التظاهرات، لشيوع الاحساس بعدم جدوى التظاهر في وجه صمائية وبكمائية المسؤول.
    ليس من شك ، ان تأصيل الدولة المدنيّة في العراق رشح من التصويت على الدستور، وممارسة الانتخابات عدة مرات، إذًا، ليس من عيب في نظرية الدولة، بل العيب في ممارسات السياسيين، وترجيح انتماءاتهم الخارجية والطائفية والحزبية على المواطنية، ولا سيما مصالحهم الشخصية فوق كل غاية، وفشل تنظيرات المحاصصة السياسية في إدارة الحكومة، وجعل العراق ترسانة عسكرة وساحة تصفيات دينية واقليمية ودولية، هذه جميعا أدت بالبلاد الى حافة الهاوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية. بيد أن التظاهرات هي ظاهرة صحية، ومنوال طبيعي للاستجابة ورد الفعل على ما تقدم، تهدف الى التغيير في الهنات، وإصلاح الشنات. والاستمرار عليها يزيد من روح المواطنة والانتماء،وأن الوطن للجميع، والتنشئة الاجتماعية على استيعاب الحقوق، ومعرفة المسافة بين الحقوق والواجبات، وتحقيق العدل الاجتماعي والتوازن في الفرص…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب