23 ديسمبر، 2024 3:15 ص

التظاهرات السلمية وصبرشعبنا الطويل !

التظاهرات السلمية وصبرشعبنا الطويل !

ليس هنالك من منصف يمكن ان يشكك بعفوية التظاهرات التي انطلقت شراراتها في بغداد الثلاثاء 1/10 ، وما يردده البعض من تهم جاهزة بتبعيتها لهذه الجهة اوتلك باتت محل سخرية واستهجان، لذا فمن غير المنطقي ان لا تلقى التأييد والدعم من ابناء الشعب كافة . فقد انطلقت باسمهم ومن اجل تطلعاتهم المشروعة بحياة كريمة حرة في وطن اضعفته واوهنت قوته احزاب سياسية لم تراع مصلحته حتى تكالبت عليه الدول كل يريد قضم ما يمكن من جسده المثخن بالجراح ..
كل من تابع سير التظاهرات في بدايتها يجدها سلمية خالية من مظاهر الحرق والتخريب للمتلكات العامة التي نثق بان المتظاهرين ابعد ما يكونون عنها لانها ليست في مصلحة تنفيذ مطالبهم كما انها تشوه طبيعة احتجاجاتهم السلمية . ومن المؤكد ان هنالك مندسين تعمدوا القيام بمثل هذه الافعال التي تتقاطع وما دعت اليه اللجان التحضيرية للتظاهرات واكدت على سلميتها .. لذا فمثلما رفض الشباب المتظاهر وبقية ابناء شعبنا مظاهر التخريب فانه لايمكن الا ان ندين و نرفض استخدام القمع المفرط ضد شباب عزل يرفعون علم العراق ويهتفون من اجل سيادته وعزته ويطالبون باجراءات عملية تضع حدا لعبث الفاسدين بحقوق العراق وكرامته وتحقيق العدالة والمساواة وحماية ثرواته من النهب المنظم وهذا لايتحقق من دون تغيير جذري ينهي المحاصصة المقيتة ويعيد الاعتبار لقيم المواطنة .. وبغض النظر عن الاقاويل والتحليلات ، التي بالغ البعض فيها واعطاها اكثر من حقيقتها لاسباب وغايات بعيدة عن جوهر الاسباب الحقيقية ، نقول بغض النظر عن كل ذلك فان اسباب خروج هذه التظاهرات وبهذا الحجم والطريقة التي ظهرت بها، ، معروفة لدى الجميع وهي باختصار تتلخص بنفاذ صبر المواطنين خاصة الشباب منهم خريجين ام سواهم من العاطلين فقد ارتفعت نسبة الفقر والعاطلين واستمرار ضياع هيبة القانون وانتشار السلاح وزيادة عدد الميليشيات المسلحة الى اكثر من مائة وباعتراف رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في اكثر من مناسبة وانتهاك الحقوق والحرمان من ابسط الخدمات وتفشي المخدرات بشكل غير مسبوق والاهم من كل ذلك تساؤل مشروع يثير قلق المواطنين عن انتهاكات متكررة للسيادة من كل حدب وصوب. ان استخدام اساليب قمعية وصلت حد استخدام الرصاص الحي لايمكن تبريرها تحت اية ذريعة فقد ادت الى سقوط شهداء شباب وجرحى بالمئات وكل هذا يصب بمصلحة اعداء العراق والفاسدين من السياسيين الذين لايروق لهم اجراء اي تغيير يهدد مصالحهم النفعية الضيقة وينهي المحاصصة والفساد وهما وجهان لعملة واحدة !
لقد سئم شعبنا البرامج والوعود ومطلوب الان اجراءات عملية للتغييرلايمكن ان تتحقق بوجود احزاب تتحمل مسؤولية كل هذا الخراب الذي حصل في العراق .
لا ندعي ان رئيس مجلس الوزراء عنده عصى سحرية لكننا ايضا لانعذره حيث لم نلمس كمواطنين اية خطوة باتجاه الطريق الصحيح .. ومن الغريب بل من المعيب والمخجل ان البعض يدعو وسائل الاعلام الى تذكير المواطن بالمنجزات التي لاندري اين ومتى حصلت وفي اي قطاع !!.. وهذا منتهى الاستخفاف والاستهانه بعقلية شعب صبر طيلة ستة عشر عاما وتحمل وضحى بالكثير.. ويكفي ان يطلع اي سياسي على صور واسماء الشهداء ليعرف انهم في الغالبيية العظمى من شريحة الشعب الفقيرة وليس فيهم احد من ابناء واقارب المسؤولين !!
التظاهرات حق مشروع كفله دستور ملغوم وقمع المتظاهرين مرفوض وعذرا لكل متظاهر فكل الكلمات لاتساوي قطرة دم شهيد وعذرا لوطن لم نفه حقه .