9 أبريل، 2024 5:12 ص
Search
Close this search box.

التظاهرات الخائرة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

التظاهرات تعبير عن إرادة جماهيرية ذات مطالب تعذر تحقيقها في المجتمع , وتكون ضد نظام الحكم القائم , وفي المجتمعات التي يكرَّم فيها المواطن وتصان حقوقه الإنسانية , للمظاهرات وقع كبير وتأثير حاسم في تقرير مصير نظام الحكم , وتدفع للتغيير الفوري , وكم من التظاهرات نجحت بالتعبير العملي عن الإرادة الجماهيرية.
وفي مجتمعات الحكومات المستوردة بواسطة القوى ذات الأجندات المطلوب تنفيذها , لتأمين مصالحها وتطلعاتها , وإنجاز مشاريعها الخفية والعلنية , تصبح التظاهرات فرصة للفتك بالمتظاهرين , وإشاعة الفوضى والسعي لإذكاء أسباب الحرب الداخلية , اللازمة لإبقاء الحكومة وتحقيق المكاسب والمغانم للقوى الطامعة.
ومهما تعاظمت التظاهرات , وطالت مدتها وكثرت تضحياتها , فلن تنجز شيئا , وسيزداد المستبد إستبدادا وتجبرا وقسوة وعنفوانا ضد المواطنين , فما يقوم به يخدم مصالح أسياده , ولا تعنيه مصالح المواطنين.
وأي تظاهرة في أي بلد يتم إخمادها بالنار , دليل على أن حكومة ذلك البلد تخدم الآخرين لا المواطنين.
فالحكومات الوطنية الصادقة , ما أن تثور الجماهير بوجهها حتى تنسحب , وتدرك بأنها أصبحت غير جديرة بالحكم , لفشلها بتأمين الحياة الحرة الكريمة.
وشهدنا التغيرات والإستقالات في بلدان العالم التي تعز الإنسان وتخدم حقوقه وقيمته , وتبقى المجتمعات المقهورة بحكوماتها في دوامة الإبادة القاسية للناشطين وما تختاره من المتظاهرين , ما داموا يرفعون شعارات معادية للنظام , فهم خونة ومجرمون ويجب إنزال أقسى العقوبات بهم.
والعالم الحر الديمقراطي الحريص على حقوق الإنسان يتفرج , ويشعر بالسعادة , لأن عناصر الهدف تفتك به , وهو ينال ما يريد بلا جهد ولا خسائر , وسعيد من إكتفى بغيره!!
فهل من وطن ومواطنة , وقيمة إنسان؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب