18 ديسمبر، 2024 2:58 م

التطّبيع مقابل الحماية من الغزو الصفوي !؟

التطّبيع مقابل الحماية من الغزو الصفوي !؟

هكذا هو حال قادة أمة العرب والمسلمين من المحيط إلى الخليج منذ بداية القرن الواحد والعشرين .. (( طَبّع وأعترف وأستسّلم .. تَسّلم …)) !؟ , وها هم بعد غياب تام للدور الريادي للعراق ومصر وسوريا واليمن وليبيا والجزائر … باتوا كالأيتام على موائد اللئام , يحاصرون في عقر حدود محمياتهم وقصورهم , وعواصمهم ومطاراتهم التي تحولت في ليلة وضحاها إلى قواعد عسكرية وحاملات طائرات للولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبريطانيا وفرنسا , وجيوشهم الكارتونية لحماية عروشهم ,ونفوذ ومصالح وسلامة سفارات أسيادهم !.

ها هم بعد مضي أكثر من سبعة عقود من الصراع العربي – الصهيوني يرفعون الراية البيضاء صاغرين ينشدون الاستسلام المهين وليس السلام العادل الذي يحفظ ما تبقى لهم من ماء وجوههم الكالحة !, وها هي قنواتهم الفضائية وإعلامهم المأجور يطبّل ويزمّر للتطبع .. !؟, بل أنهم باتوا يتسابقون على كسب ورضا وود قادة وحاخامات الكيان الصهيوني الذي يحتل قبلتهم الأولى كما هي القدس الشريف , والمسجد الأقصى منذ عام 1967 , ويتفنن في قتل وإذلال أشقائنا الفلسطينيين .. ومن منهم يتنازل أكثر , ومن يطبع أفضل , ومن يفتح غرف نومه أسرع ….!!!

بعد مرور قرّن من التدريب والتدجين واتباع سياسة الترغيب والترهيب … لم يبقى خيار أو حتى طماطم … ؟, وأصلاً لا يوجد متسع من الوقت أمام حكام محميات الخليج خاصة وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية , والدول العربية المجاورة والقريبة وحتى البعيدة , للتخلص من دوامة ومتلازمة الخوف والرعب والأرق الذي بات يقض مضاجعهم , للتخلص من كابوس وشبح البعبع والقوة العسكرية الإيرانية المتنامية !, ناهيك عن الرعب من البرنامج النووي الإيراني المزعوم .. الذي لا يهدد أحد غير الدول والشعوب العربية .. بل هو فقط للضغط وللحصول على مزيد من التنازلات والإبتزاز والحلب الدائم , وتركيع العرب من محيطهم الهادر إلى خليجهم الخادر , ولهذا لم ولن يبقى أمامهم حل غير الاحتماء والارتماء في حضن إسرائيل الكبرى التي باتت تتحكم بكل خيوط اللعبة , وتدريجياً تحقق حلمها الأزلي بدون شن حروب استباقية واستخدام سلاح الردع النووي , ما عدا تدمير وحرق لبنان ومطار دمشق وقطاع غزة بين الحين والآخر للضحك على عقول العرب , ومن أجل ترسيخ نظرية الممانعة والمقاومة في عقول الأغبياء , الخطط تسير بشكل سلس ومنتظم بالضبط كما نَصّت عليه برتوكولات حكماء بني صهيون ” من الفرات إلى النيل ” !.

الخطة التبشيرية التطمينية الجديدة التي تدور رحاها , وفصول مسرحياتها , خاصةً بعد تدمير وتركيع الشرق الأوسط برمته , والتي بدأت بوادرها تلوح في الأفق … بعد أن سلطوا إيران مع سبق الاصرار على خمس عواصم عربية بشكل مباشر , و 6 دول خليجية بشكل غير مباشر منذ عشرين عاماً , انتقلت من التهديد والوعيد على مدى 42 عام …!؟, وباتت تقتضي أتباع سياسة الردع المباشر , لكبح جماح ملالي إيران , وتقطيع أواصر الصلات المباشرة وغير المباشرة بينهم وبين أدواتهم وزعانفهم وأذرعهم في المنطة والعالم , ووقف تمددهم مؤقتاً صوب مكة والمدينة المنورة اللتان باتوا يتحدثون عن تحريرهما من الوهابية علناً …!؟؟؟, بما فيها … استبدال النظام الحالي في إيران , كي يتنفس المحاصرين واللاهثين وراء سراب التطبيع والسلام الصعداء , وهذا بطبيعة الحال غباء منقطع النظير , وأضغاث أحلام , كون إيران أو بلاد فارس بما تمتلكه من موقع جغرافي عظيم ومتميز يربط الشرق بالغرب , وما تحمله جينات العنصر الفارسي وما يكنّه من عداء للعرب والمسلمين كونهم أسقطوا امبراطوريتهم الغابرة , كانت وما تزال وستبقى حتى إنهيار وسقوط هذه القوى العظمى التي تحميها بالسر وتهددها بالعلن لدغدغة مشاعر الأغبياء والسذج فقط … ستبقى صمام الأمان الوحيد في العالم لمصالحهم وتنامي نفوذهم , وبسط سيطرتهم على الشرق الأوسط خاصة والعالم عامة , وأن تغيير نظام بنظام آخر جديد كما حدث عام 1979 , لا يعني على الاطلاق الاستغناء عن الدور والموقع الإيراني , أو تغيير واقع الحال في العراق أو المنطقة نحو الأفضل .

نافلة القول :

نقول للذين بدءوا يزفون البشرى لهذه الشعوب المسحوقة , وللذين باتوا يتبادلون التهاني والتبريكات فيما بينهم , ويعقدون الآمال بعد تعيين سفيرة أمريكية فوق ” العادة “!, في بغداد , وبقدوم سيدهم “بايدن ” لمنطقة الخليج , لتقديم التهاني للمملكة العربية السعودية بالتنصيب المرتقب للأمير محمد بن سلمان ليكون ملكاً فوق العادة !!!, ولعقد قمة مصيرية مع قادة وزعماء المنطقة , بما فيهم الزعيم والقائد مصطفى أبن مشتت !, لدق آخر مسمار في نعش العداء والمقاطعة وعدم الاعتراف بالدولة العبرية , ليتسنى لأمريكا وحلفائها الغربيين التخلي تدريجياً عن خدمات ملالي إيران بعد أن أكملوا وأنجزوا المهمة على أكمل وجه , وأبسط دليل على ما تقدم صمود الهدنة بين الحوثيين والسعودية !؟, وإنسحاب القائد الهمام ” مقتدى الصدر ” من مسرحية العملية السياسة في العراق , ناهيك عن قطع الطريق على التحالف الثلاثي __ الصيني – الروسي – الهندي .. ورابعهم كلبهم …!!!