23 ديسمبر، 2024 12:52 ص

التطهير بعد التحرير

التطهير بعد التحرير

أستقبلت تلك المرأة الموصلية جنود جهاز مكافحة الارهاب بالأهازيج والهلاهل ( هلة بيكم يمة خلصتونة من الدواعش الانذال ….) (الله لايوفقهم موتونة جوع ) (الله يحفظج يمة احنة بخدمة كل أهلنا بالموصل بس سوينا درب خلي نفتش البيت ) وبعد التفتيش تبين ان دار العجوز كان مشجباً ومستودعاً للأسلحة والاعتدة وأولادها كانوا من اشرس الدواعش .. من المؤكد أن الدواعش لم يكونوا في نزهة أو نائمين خلال السنتين المنصرمتين من حكمهم لمدينة الموصل وأستطاعوا بأساليب الترغيب والترهيب والاقناع العقائدي والعزف على الوتر الطائفي التمدد أفقياً وعمودياً وأن يجمعوا الكثير من الانصار والاتباع ممن تورطوا معهم وأصطفوا بجانبهم ضد أبناء جلدتهم و مدينتهم وهؤلاء الدواعش الجدد سيكونوا حواضن الارهاب الداعشي وخلاياه المختبئة حتى بعد طرد داعش من الموصل وسيكونوا البذور والنواة لأي صفحة أو لباس جديد سيرتديه هذا الفكر التكفيري الارهابي كما غير لباسه وأسمه من القاعدة الى الدولة الاسلامية الى داعش ، فهؤلاء يجب أن يحاصروا ويضبطوا ويشخصوا ويتم التعامل معهم حسب  القضاء فمن تلطخت أيديهم  بدماء أو أموال واملاك و أعراض العراقيين يتم محاسبتهم بصرامة وعدم التهاون معهم أما من لم ينخرط بأفعال إجرامية فيمكن أعادة تأهيلهم قبل أن يتم دمجهم مع المجتمع وتطهير أدمغتهم وتنظيفها مما ألصق بها من أفكار متطرفة وانحراف فكري وعقائدي فهؤلاء خطرهم على المجتمع والبلاد أشد من العبوات والمفخخات لأنهم الموارد البشرية المختزنة لداعش التكفيري ، وهنا يفرض سؤال نفسه من يقوم بهذا التطهير ؟ 
فنحن لانملك أي جهة أو مؤسسة  تتولى هذه المسؤولية ويقوم بهذه المهمة وأنا أرى أن الجهة المناسبة للقيام بهذه الدور هي وزارة العدل العراقية بالتعاون مع المرجعية الدينية والواجهات الدينية المعتدلة والوقفين الشيعي والسني وإعداد مناهج علمية وعقدية وفكرية متقنة يخضع لها هؤلاء الملوثون فكرياً ولا يتم اطلاقهم الى المجتمع الا بعد التأكد من الشفاء التام مع مراقبتهم بعد أطلاقهم للتأكد أن البرنامج ناجح، فبدون هذا التطهير لن يكون هناك نصر حقيقي ، وسنعود بعد أيام الى التعرض لمخاطر أعمال عنف وأستهدافات للمواطنين والقوات الامنية ، بل من استراتيجيات داعش العسكرية هو الانسحاب من أرض المعركة بأقل الخسائر والاعتماد على العجلات المفخخة والعبوات الناسفة والقنص في المعركة التي يخوضونها و بأعداد قليلة من الافراد لإيقاع أكبر الخسائر بعدوهم وبعد انتهاء المعركة وتسكين الاوضاع وأستتبابها  يقوم باستخدام العمليات الانتحارية الفردية كما كان يستعملها في بغداد ويستخدمها اليوم في الفلوجة ، لأن المدينة لم يتم تطهيرها من البؤر الملوثة والخلايا المختبئة في الجحور ومن الخطأ أن تسمى( نائمة ) لأنهم لا ينامون مطلقاً فنحن أمام عدو يتمدد تحت الانظاروفي الخفاء ويخرج رأسه حين الغفلة ليلدغ في الزوايا الضعيفة ولن نتخلص منه بلا تطهير مباشر  يعقب التحرير .