19 ديسمبر، 2024 6:27 ص

التطفيلية الإقليمية!!

التطفيلية الإقليمية!!

التطفلية من التطفل أو براسِتزم من البراسايت , وهي أي كائن حي يتطفل على كائن حي آخر , بمعنى يعيش فيه أو عليه ويستنزف طاقاته وقدراته.
والطفيليات كالديدان والبكتريا والفيروسات وغيرها من المخلوقات التي تعتاش في داخل مخلوق آخر , والعجيب في أمرها أنها تتكاثر بسرعة في رحاب معيلها لأنها تتلقى ما تريده منه بالمجان , مما يزيد من شراهتها ويدفعها إلى التنامي والإبتزاز حتى تقضي عليه , كما تقعل الدودة الشريطية وطفيليات الملاريا داخل جسم البشر.

وفي اللغة تطفل الرجل: صار طفيليا , أي مَن يضيّف نفسه عند غيره بلا دعوة.
وتطفل الغريب: تدخل فيما لا يعنيه.

والتطفل سلوك قائم بين البشر , وذات مرة قال لي صديقي الياباني , أن الفتاة اليابانية الغير متزوجة تتطفل على أهلها , وتشكل عبئا كبيرا عليهم , أي تستنزفهم ماديا.

ويكون في العائلة الواحدة وبين العوائل , وبين الأفراد , وكذلك ما بين الأمم والشعوب والعديد من المؤسسات والشركات , وما شئت من الحالات.

وفي السياسة هناك أنظمة طفيلية وأخرى مُعيلة لها , وهذه المتطفلة تنهك المعيلة وتستنزف قواها فتخور وتضمر , وتفقد دورها وقيمتها وإمكانيتها على الحياة العزيزة.

وما نقصده بالتطفلية الإقليمية , أن بعض الدول المجاورة لهذه الدولة أو تلك تتطفل عنوة على جيرانها , لكي تتخلص مما يعتريها من ضنك العيش والقبض على عنقها من قبل الدول القوية , التي ستستسلم لها حتما وسترضخ لإرادتها , رغم تظاهرها بغير ذلك.

وهناك دولة مجاورة لدولة عربية لم تساهم في إعانتها على شظف العيش ومرارات الحصار الذي عانت منه لأكثر من ثلاثة عشر سنة , وما أن تم فرض الحصار عليها حتى إندفعت نحو التطفل على تلك الدولة , التي ما أسهمت بالتقليل من ويلاتها بل أمعنت بقسوتها عليها .

وتتعجب من نظام حكم هذه الدولة العربية الذي خنع وخضع وإستسلم لإرادتها ونفذ أوامرها , وصار يصرح بالوقوف إلى جانبها ومساعدتها على مواجهة الحصار , وأشرع أبواب البلاد لتكون لها الحرية في التطفل على وجود الوطن ومصير العباد , مما يعني أن الحصار الحقيقي سيكون مفروضا على الدولة المُعيلة للدولة المتطفلة عليها , وأن أبناءها سيعانون الويلات , وستتحقق التداعيات اللازمة لإدامة التطفل وإشغال الناس بعيدا عن تبعياته ونتائجه الإقتصادية القاسية التي ستحيق بالدولة المُعيلة , والتي تمتص رحيق وجودها الدولة المتطفلة عليها.

وهذه قضية مصيرية يتم التعتيم عليها والتضليل حولها , وتساهم في هذا البلاء القوى التي تفرض الحصار على الدولة المتطفلة , مما يعني أن الهدف الحقيقي هو تلك الدولة العربية وليس الدولة التي منحت كافة الحقوق التطفلية في الدولة المبتلاة بالتابعين لغير بلادهم.
فهل من يقظة ووعي بمكائد الوجيع ؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات