10 أبريل، 2024 5:08 ص
Search
Close this search box.

التطبيع وخديعة الاعتراف الفلسطيني بالكيان الصهيوني

Facebook
Twitter
LinkedIn
يتحجج النظام الرسمي العربي سواء الذي قام بتطبيع علاقته مع الكيان الصهيوني بصورة رسمية؛ باتفاقيات اوسلو التي وقعها الفلسطينيون في عام 1994 بواسطة وضمانة الولايات المتحدة الامريكية مع الكيان الصهيوني او الذي طبًعَ في السر في انتظار الظرف المناسب؛ وهي حجة لا تصمد امام التحليل الواقعي والموضوعي للوضع في فلسطين والمنطقة العربية. كما ان المبادرة العربية لوضع حل للصراع العربي مع الكيان الصهيوني، استندت على قاعدة قانونية؛ وهي، الارض مقابل السلام. اتفاقيات اوسلو والمبادرة العربية؛ الاولى لم يطبق الكيان الصهيوني اي بند من بنودها؛ الا بندا واحدا الا وهو اقامة السلطة الفلسطينية الانتقالية في رام الله. كان اقامتها ذا فائدة امنية له. أما الثانية فقد رفضها الكيان الصهيوني رفضا تاما. اتفاقيات اوسلو تعتبر لاغية من الناحية القانونية، لأن الكيان الصهيوني لم ينفذ اي بند من بنودها على الرغم من انتهاء الفترة الانتقالية منذ سنوات. مما يؤدي بالنتيجة الى ان اعتراف الفلسطينيون يعتبر لاغيا؛ لأن شروط الاعتراف لم تأخذ طريقها الى التنفيذ على الارض بل ان العكس هو الصحيح؛ فقد استثمرها هذا الكيان في قضم المزيد من اراضي الضفة الغربية. عليه فان الاعتراف كان مشروطا بتنفيذ ما ورد في الاتفاقيات، ولم يكن اعترافا بلا قاعدة قانونية، بل بقاعدة قانونية، اعتمدت على تنفيذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ارضا وشعبا، اي اقامة دولة فلسطين على الحدود التي كانت قائمه قبل الخامس من حزيران عام 1967. عليه فان هذه الحجة باطلة من الاساس؛ لأن الاعتراف الفلسطيني لم يكن قائما على بياض بل كان اعترافا كما اشرنا اليه؛ اعترافا مشروطا. هناك الكثير من الكتابات لكتاب، ومنهم مع الأسف الشديد، كاتب ومحلل سياسي من الفلسطينيين، ممن هم على درجة عالية من الحرفية والكفاءة والحصافة في الكتابة والتحليل السياسي، ويكن له كاتب هذه السطور؛ الاحترام الوافر، والتقدير الفائق لما يبوح او يسيل قلمهم به من القراءات العميقة والاحاطة الشاملة؛ للهم العربي والفلسطيني في هذا الزمن العربي الرديء؛ تذهب تلك الكتابات (باستثناء كاتبنا الفلسطيني الكبير؛ في مقاله الاخير؛ لأن زاوية تناوله لموضوع اتفاق السلام الاسرائيلي الاماراتي، يختلف عن الاخرين، مع تحفظنا الشديد على بعض ما جاء به المقال من فقرات..) في تبرير اتفاق السلام بين الامارات والكيان الصهيوني الى الأتي:
المنطقة والعالم قد تغيرا، لم يكونا كما كانا قبل سنوات. هذا الامر صحيح ولا جدال فيه. العالم فعلا قد تغير، لكن هذا التغيير هو لصالح قضايا العرب ان احسنوا استثمار مخارج هذا التغير في العالم، وليس الانبطاح امام كيان غاصب ومجرم. وهو اي التغيير في العالم، وصعود قوى دولية تناطح الولايات المتحدة على ريادة العالم، وهي اي هذه الدول تبحث عن مصالحها بالدرجة الاولى وقبل كل شيء؛ بشراكات اقتصادية وتجارية وسياسية مع دول المنطقة العربية ذات الاهمية الاستراتيجية؛ في عقد المواصلات، وفي النفط والغاز، وفي جميع الحقول الاخرى. لذا، فان هذا التغيير في كوكب الارض هو لصالح العرب وليس بالضد من مصالحهما، خصوصا وان الولايات المتحدة في حالة تراجع واضح؛ في ريادتها للعالم، وفي الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب والدول. أما ان المنطقة قد تغيرت؛ مما يؤدي كما تذهب اليه تلك الكتابات؛ من ان على دول المنطقة العربية ان تبحث عن مصالح شعوبها في اتون هذا التغير( الخراب العربي) او من حقها السيادي ان تبرم اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني مع عدم التخلي عن القضية الفلسطينية، او ان هذه الاتفاقيات تتيح المجال للحوار والنقاش من اجل الوصول الى حل للقضية الفلسطينية بضمان حق الفلسطينيين في دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة؛ ان هذا القول الاخير ما هو الا فرية وخدعة لتبرير الاستسلام. في السياق؛ نتن ياهو، في معرض تعليقه على اتفاق السلام مع الامارات او في وصفه لهذا الاتفاق: السلام مقابل السلام اي الاستسلام بلا شروط. بمعنى اخر؛ نحن من نقرر شكل العلاقة مع الفلسطينيين..وحجم ومساحة وشكل ونظام ما يمنح لهم من الارض..
الخراب في الدول المحورية في الصراع العربي الصهيوني، ما كان ليكون بهذا الدمار والخراب، لولا تدخل الاصابع الصهيونية والامريكية واداوتهما التي حُرفت ربيع الثورات العربية بالاصابع سابقة الذكر عند خط شروعه. كان الدافع او الاهداف المرجوة من هذا التحريف؛ هو تخليق وضع عربي في غاية السوء والضياع والتشتت، من اجل الوصول الى الوضع الذي يسمح باتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني كما تشهده المنطقة العربية في الوقت الحاضر..هذا الامر يؤكد لنا بما لالبس فيه ولاغموض بل واضح كل الوضوح؛ ان علاقة جميع الدول العربية مع القضية الفلسطينية؛ هي علاقة مصيرية وعضوية. اي حديث بخلاف هذا؛ مجافِ للحقيقة والواقع الموضوعي.
يقول الصهيانة ان عدو العرب هو ايران وليس اسرائيل. ويقول النظام الرسمي في الخليج العربي( السعودية والبحرين والامارات) ان عدونا هو ايران وهي من تهدد وجودنا. اي خديعة هذه واي نفاق واي لوي لأعناق الحقائق على الارض. ايران، اولا واخيرا؛ دولة تبحث عن مصالحها القومية، وهذا حق من حقوقها. لكنها من الجانب الثاني؛ تدعم مقاومة مخطط الكيان الصهيوني في المنطقة العربية بصرف النظر عن موجهاتها ومرجعياتها، توافقنا معها او اختلفنا معها، لكنها في المحصلة؛ دعمها ضروري ومهم لمقاومة هذا الكيان الغاصب. هذا من جانب اما من الجانب الثاني وكما ورد في ديباجة اتفاق (السلام) او في الاصح ما يروج له او ما تم الافصاح عن قاعدة ضرورته؛ هو انه حلف لمواجهة ايران بمعنى اخر؛ اسرائيل سوف تكون ملزمة بالدفاع عن دول الخليج العربي( البحرين والامارات والسعودية) في حالة تم تشكيل حلف عسكري مع دول الخليج انفة الذكر، في مواجهة ايران، كما كشف عنه وزير الخارجية الامريكي، طبقا او تنفيذا لهذا الحلف. هناك سببان يدحضان هذه الكذبة؛ اولا ان ايران ليس في وارد مهاجمة تلك الدول، لأنها ليس في حاجة لهذه المواجهة، لأسباب لامجال للخوض فيها في هذه السطور. الجانب الثاني لا الولايات المتحدة في خططها؛ مهاجمة ايران باي شكل كان ونشدد على هذا بقوة: لا ولم ولن تهاجم الولايات المتحدة ايران مهما كانت الظروف. أما الكيان الصهيوني فهو الاخر لن يهاجم ايران لا الان ولا في المستقبل الا بضوء اخضر امريكي، وهذا الضوء لن يفتح ابدا؛ لحسابات الاستراتيجية الامريكية الصهيونية في المنطقة العربية.
ايران حاجة استراتيجية امريكية، لاتعمل الولايات المتحدة على اضعاف ايران بدرجة تكفي لتفككها، ضمن نظرة امريكية استراتيجية ذات افق وامد مستقبلي كما بيناه في اعلاه. هناك علاقة تخادمية؛ لأيران الموحدة القوية، ببعد استراتيجي، متعالق مع بقاء ايران الواحدة؛ لضمان هيمنتها( الولايات المتحدة) على دول الخليج العربي لأمد بعيد..
يقول كتاب تلك الصحف: ان الفلسطينيين اعترفوا بدولة اسرائيل. فلماذا نلوم الامارات او غيرها!؟ تلك كذبة كبرى، وكسر رأس الحقيقة والواقع الموضوعي.. وهنا نشير الى ان التطبيع قد اضر بالفلسطينيين ونضالهم. لكنهم من الجانب الثاني؛ قادرون على انتزاع حقوقهم بالنضال على اديم ارضهم، بلا دعم عربي ونقصد هنا الدعم العسكري بالجنود ولانقصد الدعم المادي والمعنوي فهو ضروري. اقض الفلسطينيون راحة المستوطنين الصهيانة بانتفاضات الحجارة والسكاكين ولم يزلوا يجهادون بمختلف دروب الجهاد الذي به سوف يصلون او يحققوا بإرادتهم ما يريدون من اقامة دولة ذات سيادة. وهنا لانقصد سلطة السيد محمود عباس بل المجاهدون من الجهاد الاسلامي وحركة حماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية. ان استمرار كفاح الفلسطينيون في مقارعة الكيان الصهيوني بادوات بسيطة ولكنها قوية الفعل والتأثير على هذا الكيان المسخ؛ يعني ان الشعب الفلسطيني لم ولن يعترف بوجود هذا الكيان من دون الحصول على دولة ذات سيادة. صحيح ان السلطة الفلسطينية حتى الان لم تنسحب من اتفاقات اوسلو، ولكنها في المقابل تشدد على ضمان تنفيذ كامل بنودها في مفاوضات الحل النهائي التي ماتت منذ سنوات ونعني المفاوضات، ومن اهمها؛ القدس كعاصمة للدولة الفلسطينة كما ورد في تلك الاتفاقات مع حق العودة مع كامل اراضي الضفة الغربية. عليه فان الاعتراف الفلسطيني بهذا الكيان المسخ لم يعد قائما او ليس له وجود على ارض الواقع. كوشنير مستشار الرئيس الامريكي، في كلمته التي القاها في العاصمة الاماراتية، قال: ان الفلسطينيين يستحقون قيادة جديدة؛ تنسجم مع التغير الجديد، لتلبي طموحاتهم… يقصد قيادة جديدة تقبل بصفقة القرن وان لم يقل صفقة القرن بفصيح التوصيف، لكن الاشارة لها واضحة لكل لبيب العقل..هذا القول يعني ان تحت سطح الكلمات التي صاغت (اتفاق السلام)؛ مؤامرة كبيرة على القضية الفلسطينية…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب