22 ديسمبر، 2024 5:22 م

التطبيع من الداخل

التطبيع من الداخل

حاولت اسرائيل ان تطبع من الخارج وتلتف على القضية الفلسطينية بمساعدة وضغط امريكي ،فجرتمحادثات مدريد عام 1991 التي انتجت اتفاقية اوسلو عام 1993 التي تحدثت عن حكم ذاتي في الضفةوالقطاع ، ولم تذكر الدولة الفلسطينية، بل سمتها السلطة الفلسطينية .

وهي بمثابة ادارة حكم ذاتي منزوعة القرار والارادة . واستمرت اسرائيل باجتراح الحلول من الخارج ، فطرح الرئيس الامريكي ترامب ما سمي بـ ” صفقة القرن ” وهي مقايضة الرفاهية بالوطن ، وتحدثت الصفقة التيكان من المزمع تمويلها من دول الخليج ، ان يتركوا الفلسطينيين ذكر الوطن وليعيشوا بحبوحة من السكنوالعمل والوظائف.

وفشلت صفقة القرن ، وتبدل السيناريو الى تدمير الدول العربية التي اعتقدت اسرائيل انها كانت تمثلخطراً عليها ، كـ العراق وليبيا وسوريا ، واليمن، ونجحت الى حدٍ ما في ذلك ، لكنها فشلت في انتزاع القضيةالفلسطينية من عقول ابناء الشارع العربي ، وخير دليل على ذلك ، ما يحدث في مصر ، والعراق.

فجاء دور التطبيع واتفاقات ابراهيم مع الدول العربية وراحت الدولة العبرية تقضم الدول العربية واحدةتلو الاخرى ، ظناً منها ان التطبيع سينهي المشكلة ، فما دامت الدول العربية لا تحارب والدول المجاهرةبالعداء لها تحطمت، فالدولة العبرية في امان وستكون في سبات ونبات وتخلف صبيان وبنات .

لكن ” ما ضاع حق ورائه مطالب ”

وحينما فاجئت حماس العالم بهجومها النوعي ، الذي قال عنه نتنياهو انه ” غير مسبوق”

ظهرت معادلة جديدة لم يستطع الاسرائيليون هضمها ، او فهمها وهي ان الحل يكمن في الداخل وليس فيالخارج .

الحلول الخارجية كالفتاة التي تستخدم مساحيق. التجميل ، ينكشف وجهها الحقيق بمجرد ان تزيلالمساحيق عنها.

وهذا ما حصل بالضبط .

فبائت محاولات اسرائيل بالفشل ، ” وذاب الثلج وبان المرج ” وخرج المارد الفلسطيني و

عرف الفلسطينيون ان ” الحمل الثقيل لا ينهض به الا اهله ” وانهم وحدهم اصحاب القضية ، والحل يكمنعندهم وليس في القاهرة او عمان. او الرياض .

الحل في غزة وفي داخل البيت الفلسطيني، والتطبيع يجب ان يكون من الداخل ضمن القرارات الدوليةوالانصياع لارادة العالم .

لا معاهدات السلام ولا اتفاقات ابراهيم و لا السلاح يجلب لاسرائيل الامان والسلام .

حقيقة يجب ان تفهما اسرائيل . وتتخلى عن غطرستها، ما حدث نتيجة طبيعية للغطرسة والعنجهيةوالتعالي.

الفلسطينيون ارسلوا رسالة واضحة للعالم وللعرب تقول : « طبعوا ما شئتم ، اعملوا معاهدات سلام ،افتحوا سفاراتكم وبلدانكم للاسرائيليين، فنحن لا نعول إلا على قدراتنا الذاتية بعد الله .

لاول مرة حمل الفلسطينيون قضيتهم بصدق متناهي ، فكان النصر يسير معهم فكل خطوة .

صولاتهم المرعبة وقلوبهم القوية اعادة للاسرائيليين حساباتهم ، وربما ستعيد جزء ًمن عقلانيتهم.

ليفهموا ان التطبيع يبدأ من الداخل .