23 ديسمبر، 2024 12:36 ص

التطبير والمُغالاة في القبول والرفض

التطبير والمُغالاة في القبول والرفض

من اهم الامور التي تميزت بها الملحمة الحسينية هو خلودها على مر الازمنة والدهور وهذا الخلود له اسبابه التي قد يطول بنا المقام لذكرها ولعل من تلك الأسباب وهو الشعائر والاحياء من الشيعة لهذه المصيبة العظمى وسأركز هنا على الموضوع الابرز بين هذه الشعائر في هذا الزمان وهو التطبير فأقول :
لم يصدر رأي من اهل البيت عليهم السلام او من العلماء بتحديد الشعائر الحسينية وانما بقي الباب مفتوحاً لذلك يمكن ازالة او ادخال اي شيء في تلك الشعائر .
موضوع التطبير من الممارسات التي ظهرت في القرون المتأخرة عن الائمة عليهم السلام لذلك لم يصدر شيء بخصوصها .
التطبير لا يعدو كونه ممارسة سواء كانت صحيحة ام خاطئة فلا تستوجب التكفير والتشهير وكذلك لا تستوجب الدخول للجنة بغير حساب .
المؤيدون للتطبير وانما الذي يدفعهم لذلك هو رأي لمرجع ديني او شخصية دينية معروفة لذلك لو شرحت الاثار السلبية للتطبير وان فيها ضرر على العام والخاص فلن يتم الاستجابة لك حتى لو اتيت بكتاب خطي من الامام الحسين ع برفضها .
الرافضون للتطبير يدفعهم لذلك ايضا رأي لشخصية دينية يعتقدون بصحة رأيها لذلك كما في النقطة السابقة لو يأتي الامام الحسين ع ويقول لهم عليكم بالتطبير لقالوا انه يستخدم التقية .
البعض من الرافضين للتطبير انما يرفضونه ليس اعتمادا على رأي فقهي او علمائي في الموضوع انما يرفضونه كحالة مزاجية لا تستند الى دليل .
بعض الذين يؤيدون التطبير انما يدفعهم لذلك شعورهم بأن تلك الشعيرة ما دام يصاحبها دماء واذى للنفس اذن هي صحيحة ويتقربون بذلك للإمام سلام الله عليه .
بعض الرافضين للتطبير وكذلك بعض المؤيدين له يخافون من التصريح بذلك خشية الاحراج لذلك ترى احدهم ساكت يكتم ما في داخل نفسه .
انا اعتقد ان الذي يرفض التطبير عليه الا يروج لذلك الموضوع لا سلبا ولا ايجابا والا يقدم على تلك الممارسة وليدع الناس احرار بما يفعلون سواء اخطئوا ام اصابوا .
الذي يؤيد التطبير ولأي سبب كان عليه ان يتعامل مع ذلك على انه قربة لله وان يقدم على فعل ذلك الامر ولا اعتقد ان احدا يمكن ان يطالبه بالدليل على صحة ما فعل ولا خطأ من لم يفعل .