23 ديسمبر، 2024 1:45 ص

التطاول على کرامات بلدان المنطقة

التطاول على کرامات بلدان المنطقة

ليس المهم أن تجد سبيلا للحصول على طريقة و اسلوب تنجيك من شر عدو بعيد و العدو القريب يتربص بك ولم تتخلص من شره بعد! فالمهم هو أن تتخلص من العقبة التي تعترض طريقك أولا ومن ثم التفکير في الخلاص من شر العدو البعيد.
في العراق، أو بالاحرى العراق الجديد کما يحلو للجالسين في المنطقة الخضراء أن يطلقوا عليه الان، نجد إن هذه القاعدة لايتم العمل بها، فبنظر الساسة العراقيين وبشکل خاص المقربين من طهران(وللأسف هم کثر)، يترکز التفکير على الاعداء البعيدين عن العراق، و يتم وعن قصد و سابق إصرار تجاهل العدو القريب الذي يشکل الخطر و التهديد الاهم خصوصا عندما نجده يعبث بالاوضاع و يتدخل في کل شاردة و واردة.
عندما يبادر وزير خارجية العراق”بالاسم فقط”إبراهيم الجعفري، الى مهاجمة دارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرا إلى أنها تحاول السطو على ثروات شعوب المنطقة والتطاول على كراماتها، فلسنا هنا نضع أنفسنا في موضع الدفاع عن هذه الادارة إذ لنا أيضا موقفنا کعرب أولا و کمسلمين ثانيا من هذه الادارة وبالاخص فيما يتعلق بنقلها للسفارة الامريکية الى القدس، لکننا وعندما نجد الحديث يتعلقو و يدور حول التطاول على کرامة المنطقة، فإننا نجد إن أکثر نظام يتطاول و بکل صفاقة و صلافة عليها إنما هو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وإن الجعفري و أقرانه يعرفون هذه الحقيقة جيدا خصوصا وإنهم قد کانوا ولايزالوا رهن إشارة الاوامر و التوجيهات الواردة إليهم من طهران.
الجعفري لايعتبر تدخلات النظام الايراني في الشٶون الداخلية العراقية و إنتهاکه للسيادة الوطنية العراقية و إصراره على فرض هيمنته على الحکومة العراقية و جعل قراره هو الاصل و الاساس في کل مجال، لکنه يرعد و يزبد ضد الولايات المتحدة الامريکية التي لولاها لما کان يحلم في يوم من الايام لاهو ولا أقرانه بأن يشموا هواء العراق، لکن من السخرية عندما نجده يهاجم الامريکيين و يتجاهل الايرانيين متصورا بأن العراقيين”نايمين بالفي و رجليهم بالشمس”، بل إن الذي على هذه الحالة هم ساسة(ساخت إيران) أي صنع إيران، الذين لاينتبهون جيدا بأن الماء قد بدأ يجري من تحتهم کما إنه قد جرى قبل ذلك من تحت النظام الايراني وخصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة و الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي و الموقف الروسي المطالب بسحب القوات الايرانية و الميليشيات التابعة لإيران في سوريا.