18 ديسمبر، 2024 11:56 م

التطاولات المعمارية على مقدساتنا الدينية !!

التطاولات المعمارية على مقدساتنا الدينية !!

يبدو ان الحكومة العراقية (السابقة والحالية) انتهكت قدسية المراقد المقدسة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة ،. وفي الكاظمية المقدسة، بشكل واضح ومتعمد.. لانها سمحت بانتهاك المعايير المعمارية التي سنتها الدولة العراقية.. وذلك بالسماح (المشبوه) في ايجاد كتل معمارية تطاولت على قدسية المراقد ورمزيتها.. وهذا تطاول (وقح) لم يحصل سابقا (1) .. وتفاصيل ذلك هي:

اولا: من الناحية المعمارية – اجمالا- تمتاز المباني الدينية بصفة الهيمنة على محيطها المعماري.. وصفة البروز. وهذا يعكس – بالملازمة – المائز العقائدي في الواقع المحيط بها، على الاقل (2).

ثانيا: حرصت الدوائر ذات العلاقة في الدولة العراقية – لغاية 2003- على الهيمنة المعمارية للمراقد، بعدم السماح في البناء العمودي لاكثر من 3 طوابق في النجف الاشرف (3) والكاظمية المقدسة (4) وفي كربلاء المقدسة (5).

ثالثا: بعد 2003 تطاول البناء العمودي حول المراقد المقدسة في العراق، مما ضيع بروزية المراقد وافقدها امتيزها المعماري، ثم العقائدي.

رابعا: من الناحية الفقهية، تعد هذه اهانة عرفية تستوجب التحقيق والمحاسبة. وهو سعي في الخراب المعماري.

قال تعالى:

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 114سورة البقرة ) ..

خامسا: الطرف المسؤول الاول هو الحكومة وجهاتها التنفيذية في المحافظات المقدسة.. !!

قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (البقرة 206).

هوامش.

(1) يمكن للباحث والقاريء ان يراجع القانون والعرف المعماري في العراق لغاية 2003، ليجد ان البنايات العالية موجودة في العراق بعيدا عن المراقد المقدسة ، حفاظا على بروزها وعظمتها في محيطها. ولكن بعد 2003 تطاولت الطبقة السياسية ، لتبنى عماراتها حول المراقد، دون اية مراعاة لتلك القيم والمفاهيم الاخلاقية والعقائدية. اما جوابهم ان (الهدام) ضرب المراقد، فهو موضوع اخر، لان ذلك كان بعد انتفاضة شعبان، وهذا امر مختلف. والحكومة الان تسمح بتطاولات على المراقد، واضحة عرفا، ومرفوضة شرعا واخلاقا.

(2) . أي ان المرقد او البناية المقدسة او المعبد يمتاز بكتلة متعالية في محيطه، وبارز، ويمتاز بتفاصيل بارزة، تكون متناظرة غالبا، تجمع بين (البساطة) من جهة، وبين (العمق) و (الدقة).. نعم يمتاز المسجد بمركزيته في وسط المدينة، منفتحا على الواقع، وعلو منارته التي ترشد القدم والغريب ولنشر صوت الاذان.. كذلك تكون (الكنيسة) متعالية ولكنها –غالبا – في اطراف منعزلة عن المدينة وضجتها، منغلقة، لاعتقادات (رهبانية) وكذلك المعابد البوذية. الا ان البنايات المقدسة – عموما – لها بروزها وتفردها المعماري وهيمنتها على محيطها، دون ان ينازعها ذلك التفرد اي بناء اخر. وهذا ينطلق من احترام عقائدي، وله رمزية ودلالة على الشأنية والاحترام.

(3) لاحظ المباني حول مرقد الامام علي (ع) قبل 2003 وهي منخفضة، بينما تعالت البنايات بعد حكم الاحزاب التي دخلت مع الاحتلال، وصار الضريح المقدس مغمورا بالبنايات العالية.. !

(4) كانت المباني حول مرقد الجوادين (ع) قبل 2003 منخفضة، ولا زال القديم منها شاهدا على ذلك.. بينما تعالت حاليا بنايات جديدة، وصار الضريح المقدس مغمورا لا تظهر معالمه.. !

(5)لا زالت المباني القديمة بين الحرمين منخفضة، وهي من الشواهد على القانون والعرف المعماري قبل 2003 على ذلك.. بينما تعالت حاليا بنايات جديدة، وصار الضريح المقدس مغمورا لا تظهر معالمه.. !