16 سبتمبر 2025 12:35 ص

التضليل الإعلامي – العسكري الإسرائيلي .!

التضليل الإعلامي – العسكري الإسرائيلي .!

على مدى او قرابة معظم ايام الإسبوعين الماضيين ذكرت وكررت ” بشكلٍ متقطع ” صحيفة ( تايم اوف اسرائيل – الناطقة بالإنكليزية ) بتزامنٍ مع صحيفة ” ها آرتس ” وجريدة ” معاريف ” خبراً منقولاً عن رئاسة الأركان في تل ابيب , مفاده أنّ القيادة العسكرية قررت استدعاء 5 فرق عسكرية من الجنود الأحتياط كتهيئة لدخول معركة غزة .. من الطبيعي القول والإقرار المسبق أنّ استدعاء خمسة فرق عسكرية بقضّها وقضيضها هو رقمٌ فائق المبالغة , وكأنه دخولٌ الى حربٍ ضروس او معركة حامية الوطيس .! وكأنه ايضاً ولوجٌ الى احدى كبريات المعارك بعد الحرب العالمية الثانية , وبما يكاد يشابه < معركة شرق البصرة لعام 1987 التي كسرت معظم اجزاء العمود الفقري للجيش الأيراني , قبل الشروع في معركة تحرير الفاو في السنة التي اعقبتها > . اعلان التحشيد الأسرائيلي المكثّف هذا هو لغرض تضليل الرأي العام العالمي بأنّ الجيش الإسرائيلي بصدد مواجهة قوة عسكرية كبرى ” لحماس ” وبما يعادل جيشاً جرّار .! في مدينة غزة التي تبلغ مساحتها 56 كم مربع , والتي لا تستوعب انتشار حتى فرقة عسكرية واحدة او ربما لواء ضمن هذه المساحة المحدودة التي تكدست عليها وعلى رؤوس اصحابها ومنازلهم مئات الآلاف من الصواريخ والقنابل خلال طوال السنتين الماضيتين , بينما تقتصر مقاومة حماس على اعمالٍ شبه فردية وشجاعة كنصب الكمائن وعمليات القنص , وقد واجهت المقاومة الفلسطينية هناك صعوباتٍ جمّة وهائلة إثر ارغام الجيش الأسرائيلي للسكان المدنيين بإخلاء مناطق غزة والتوجه الى جنوب المدينة ( كمنطقة آمنة يجري فيها قتل وقصف حتى طوابير الذين يصطفون لإستلام المساعدات الغذائية المحدودة ) , ممّا قيّد ذلك والى ابعد الحدود من حركة المقاتلين الفلسطينيين المتفرقة والذين بقوا لوحدهم في الساحة , امام آلة القتل الجمعي الأسرائيلية .

التناقض الذي اوقعت القيادة السرائيلية نفسها فيه ( وهو تناقضٌ لابدّ منه ) هو أنّ الصور والفيديوهات الحيّة اليومية التي تبثّها التلفزة الإسرائيلية عن مجريات المعارك الدائرة في غزة ” وبإشرافٍ من الرقابة العسكرية ” فلا تُظهِر أيّ ملامحٍ لمعركة او حتى اشتباك .! سوى تدمير الأبراج والعمارات السكنية الخالية اصلاً ( حتى انّ نتنياهو اعترف بأنهم دمّروا 50 برجاً سكنيا خلال يومين)

   التعثّر في مطبّات الإعلام الذي اصطدمت به كل القيادات السياسية والعسكرية الأسرائيلية , هو لإيهام الرأي العام العالمي والداخلي الأسرائيلي لمحاولة تبرير وتسويغ إفناء وهدم لكل او معظم البنى الفوقية والتحتية لغزة بطريقةٍ مبرمجة وممنهجة بنحوٍ شبه يوميّ , تحت الزعم والإدّعاء بإستدعاء 5 فرقٍ عسكرية من جنود وضباط الأحتياط .! وكأنّ وحدات الجيش الأسرائيلي تحت الخدمة لم تعد كافية لإحتلال مدينة غزة المسكينة .! وكلّ المؤشرات تشير بعدم استدعاء حتى سريّة او فصيلٍ واحد من جنود الإحتياط , وفق مراقبة ومتابعة دقيقة حتى من وسائل الإعلام الأمركية والغربية .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات