23 ديسمبر، 2024 5:34 ص

التضخم النقدي …أخر رصاصة توجه الى جسد المواطن العراقي

التضخم النقدي …أخر رصاصة توجه الى جسد المواطن العراقي

بعتبر التضخم النقدي من أخطر الأمراض الأقتصادية التي تضرب المجتمع و يصيب بالدرجة الأولى أصحاب الدخل المحدود ( موظفو الحكومة و أصحاب المعاشات ) . ويؤثر التضخم النقدي بشكل مباشر على أسواق الأسهم و سعر الفائدة, و يؤدي الى إرتفاع أسعار السلع الغذائية والإستهلاكية والكمالية. ان إرتفاع الأسعارهو الضربة الموجعة التي تصيب المواطن الذي يعتاش على دخلآ محدود , وقد يصل مستوى قوة هذة الضربة الى إنهيار العملة بشكل كامل , وهذا يعني إنهيار النظام الإقتصادي , والذي بدوره قد يؤدي الى إنهيار البلد .

يحدث التضخم النقدي عندما تفقد أموالنا ومدخراتنا جزءٍ أو كما كبيرا من قيمتها الحقيقية , فيؤدي ذلك الى ضعف القوة الشرائية وهذا بدوره يؤدي الى إرتفاع الأسعار. ان أرتفاع الأسعار يتناسب عكسيآ مع قيمة العملة , وبما أننا نستورد جُل المواد الغذائية والإستلاكية والكمالية , اي بمعنى أخر لا ننتج أي شئ, فان الضربة سوف تكون مؤثرة جدآ وقد تتركنا نعاني لعقود طويلة.

أن سوء التخطيط و تفشي الفساد المالي والإداري والمحسوبية و إهمال الزراعة والصناعة وإنخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية, كلها عوامل أوصلتنا لما نحن فيه , فهي عملية تراكمية , وهذا ما يجعلها مخيفة جدآ وخصوصآ و نحن نعيش مرحلة إنعدام الإستقرار والأمن, وهذا بدورة سوف يولد حالة من العوز والفقر لدى قطاعات كبير من المواطنيين. أن أنخفاض قيمة الدينار العراقي سوف تكون مرعبة, وان الإنخفاض مستمر و سريع و سوف نصحوا في يوم من الأيام و نجد سعر صرف ورقة الــ 100 الدولار تصل الى أكثر من 200 الف دينار.

ونأسف أن نقول أن بسبب الوضع الذي نعيشه والذي سوف نشهده قريبآ, ووجود هذا الكم الكبير من الجهلة في دائرة صنع القرار, نقول و بكل أسف لا حل لهذة المعضلة, ولا نملك إلا أن نردد أبيات الجواهري :

نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي

حَرَسَتْكِ آلِهة ُالطَّعامِ

نامي فإنْ لم تشبَعِي

مِنْ يَقْظةٍ فمِنَ المنامِ