18 ديسمبر، 2024 11:47 م

التصميم الهندسي للانتفاضة القادمة؟ -2-

التصميم الهندسي للانتفاضة القادمة؟ -2-

حددنا في مقالنا السابق أن شكل الصراع الحالي والقادم بين السلطة الحاكمة والشعب سيتمخض في جملة توصيفية هي (صراع يسعى لتقصير عمر بقاء سلطات الفساد والتخلص منه, ضد الساعين لاطالة عمر دول الفساد ) ذلك أن الانتفاضة الشعبية قد انتجت كسبا جماهيرا وعالميا وتأييدا لحقوق المنتفضين خصوصا بعدما وصل الفساد والسرقة الى شرعنته من قبل المراجع الدينية العليا المسيطرة على الحكم!!, ولما لم تستطيع الانتفاضة الحصول على تأييد الجيش اوكسب موقف حكومات قوية أو الامم المتحدة تجبر السلطة فيه على التنازل عن الحكم للمنتفضين فانه يفترض بهذه الحالة أن يتحلى المنتفضون على نفس أعلى وتخطيط ذكي لأدارة هذا الصراع فيتمكنون من انهائه لصالحهم باقصر فترة ممكنة بدلا من السقوط في كمائن السلطة واذنابها وتحريف الانتفاضة عن هدفها الرئيسي فتنشغل في فرعيات او دوامة تبقي الدستور الفاسد أطول مدة ممكنة ..
ان بعض ممن يعتبرون انفسهم يمتلكون خبرة سياسية ونضالية طويلة عليهم ان يخرجوا انفسهم وتأثيرهم من هذا المشهد ويتركوا الجيل الجديد يخوض حروبه بانفسهم ذلك لأنهم يجعلون بتأثيرهم هذا أن يصرالمنتفضين على تحقيق اهدافهم جميعها مرة واحدة وهذا خطأ وفق قياسات مساقات القوة وتأثيرها ويعتبر خطأً قاتلاً يستحسن تلافيه ,منطقيا لما تكون غير قادر على تحقيق المطلوب فان عليك أن ترضى بما تكتسبته او تنازلت لك السلطة عنه او حققته لك كخطوة متقدمة تستثمرها للانتقال الى الخطوة القادمة فهل الاصرار على تحقيق كل المطالب ( والمراوحة بنفس المكان ) دون النجاح بتحقيقها وتقديم التضحيات المستمرة أفضل أم حقن دماء الثوار وتحقيق واحد أو أكثر من هذه الاهداف ؟ .. بالطبع شيء خير من لا شيء ما دمت سائرا على نهج الانتفاضة و حقوقها التي تسعى اليها..
فعليه يكون التحرك ورفع المطالب والضغط ضمن مواصفات محددة مختصرة ودالة على المتغيرات المطلوبة وتحديد اهمية الخطوات الاجرائية لتحقيق الفوائد وحصدها التي متوقع أن يحصل عليها المنتفضين مع عدم نسيان او أهمال خطوات الانجازات التي تم تحقيقها.نضرب مثلا انجاز الانتفاضة في اسقاط الحكومة السابقة و تأليف حكومة جديدة مؤقتة تستمع للمنتفضين وتسعى لتمهيد الطريق لاقامة انتخابات حرة ونزيهة , في تأكيدنا لمعالجة هذا الامر و مسعانا لتحقيق ذلك هل يجب أن نصر ونضغط على الحكومة من أجل أن تسرع خطوات انجاز قانون انتخابات وتهيئة مستلزماته أم أن الضغط يجب أن يكون باتجاه نزع السلاح من الميليشيات الغير منضبطة ؟ بالتأكيد لن تكون هناك فائدة من وجود قانون للانتخابات مع وجود ميليشيا الفساد لأنها ستقلب الموازين لصالح ممثليها الفاسدين فبالحالة هذه تكون الاولوية الضغط ومطالبة الحكومة على تحقيق انهاء الوجود الميليشياوي وليس أكمال قانون الانتخابات .الذي يمكن ان يرحل ليكون الخطوة التالية .
المرحلة تتطلب قيام تنسيقيات التظاهرات بكل محافظات القطر على ايقاف مظاهر الفوضى و التظاهرات الغير مبررة والتي تؤدي لتعطيل الحياة او السماح للمندسين من اجل اشعال الفتن .نسجل هنا عدم استساغتنا أواستحباب أن ينزل الى الشارع منتفضين مسلحين لانهم يعطون انطباعا ارهابيا و تشجيعيا لبقية الميليشيات الارهابية لفعل نفس الشيء ولأن يكون رد فعل الحكومة عنيفا .. نقول اذا حملتم السلاح فاستعملوه فهو ليس اداة مسرحية تهديدية صامتة !..هنا نعيد قولنا للتأكيد على صفة الانتفاضة وبيان اذا ما كانت انتفاضة سلمية أم مسلحة, فان كانت سلمية فان السلاح لا يجب ان يكون الا بيد السلطات التنفيذية الحكومية والا سنناقض انفسنا في مطلبنا نزع السلاح من ميليشيات الفساد من حشد وغيرها . وعليه فالغاء قانون الحشد يعتبر من ضرورات المرحلة لأن وجوده اضعاف للدولة ومؤسساتها واختطاف هالتها وخلق منافسة وقلق لاجهزة الدولة العسكرية و الامنية .

قد تلجأ بعض القوى الثائرة لتشجيع الحكومة والوقوف خلفها واسنادها من أجل كسب ودها وتشجيعها على حسن الاداء وعدم نسيان أنها لم تكن لتكون لولا الانتفاضة من أجل أن لا تنسى هذا الفضل .. وهذا التأييد يشكل عاملا مشجعا ومحركاً لقيام الحكومة بتنفيذ الخطوة تلو الاخرى التي تلبي المطاليب الجماهيرية وأهمها سحب السلاح و شل فاعلية هذه الميليشيات الاجرامية وانهائها

فلا ننسى ذلك !