23 ديسمبر، 2024 11:15 ص

التصعيد الايراني والاحساس بالقلق و الضعف

التصعيد الايراني والاحساس بالقلق و الضعف

خلال الفترة الاخيرة، برزت أحداث و تصريحات سعت طهران من خلالها لما يمکن أن نسميه من إستعراض للعضلات و القوة أمام دول المنطقة و العالم، حيث أن إحتجاز السفينة الامريکية و التصريحات التي أطلقها نائب وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبداللهيان، بأن لها مصالح أمنية في اليمن، قد جسدتا على سبيل المثال لاالحصر هذا السياق.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يواجه وضعا داخليا بالغ الصعوبة و التعقيد، حيث أن الفقر و المجاعة و البطالة و الادمان، صارت من ظواهر مألوفة فيها کما أن الاحتجاجات و التظاهرات و الاعتصامات باتت مشاهد تتکرر بصورة ملفتة للنظر وحتى أن خروج الالاف من العمال في يوم الاول من أيار الجاري إحتجاجا على أوضاعهم المتردية، قد جاء ليٶکد بأن إيران تمر بمرحلة حرجة و غير مستقرة من جراء أوضاعها الاستثنائية.

تظاهر الالاف من العمال، يأتي في ظل أسوء أوضاع تعانيها هذه الشريحة حيث يٶکد مطلعون بالشأن الايراني بأن العمال وخلال أکثر من سبعين عاما، لم يمروا بثل الاوضاع الصعبة و الوخيمة الحالية في ظل هذا النظام، وقد إعترف مسٶولون إيرانيون بأن 90٪ من العمال في البلاد يعيشون تحت خط الفقر، وان ال10٪ المتبقين ليسوا بتلك الحالة المثالية. ووفقا لإحصاءات الدولة، خلال الاعوام 2003- 2012، تزايد عدد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر 150٪، رغم أن عائدات النفط خلال هذه الاعوام تحديدا قد تضاعفت عدة أضعاف.

الهزائم التي منيت بها مخططات الحرس الثوري الايراني في سوريا و اليمن و العراق، و إزدياد الکراهية للأحزاب و الجماعات و الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة، مضافا إليها الموقف الحرج لطهران في المفاوضات النووية ولاسيما بعد خطوتيها التراجعيتين في جنيف و لوزان، فإنها بدأت تشعر بأن سطوتها و هيبتها بدأت تتلاشى رويدا رويدا، ولذلك فإنها کانت بأمس الحاجة للقيام بتحرك ما توحي من خلاله بأنها لازالت على سابق عهدها، ومن هنا جاءت مسرحية إحتجاز السفينة الامريکية التي لم تستمر طويلا بالاضافة الى أن الرد الامريکي جاء أيضا سريعا بإرسال قطع بحرية حربية للمنطقة مما يٶکد الاستخفاف بالتصعيد الايراني و مواجهته برد أقوى.

قبل أيام، أکد محمد محدثين، أحد القادة البارزين في المعارضة الايرانية خلال تصريحات لها أمام وسائل الاعلام العالمية، بأن” النظام الإيراني هو نظام هش وفاقد المناعة للغاية.”، مستطردا بشأن مايذکر عن قوة القدس و تدخلاتها في المنطقة و الإيحاء بأنها قوة منيعة:” بخصوص قوة القدس و توسعها في دول

المنطقة، فإن النظام يسعى للإيحاء للمجتمع الدولي بان قوة قدس هي قوة قوية جدا لا تقبل الهزيمة نهائيا. غير ان قوة قدس الإرهابية ليست جيشا مقتدرا تليدا. ان هذه القوة استطاعت ان تتمدد نفسها في المنطقة بسبب السياسات الخارجية الخاطئة خاصة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ليست الا. وطيلة سنين عدة لم يكن هناك رادع ومانع أمامها وفي مواجهتها، سوى الشعوب الآمنة العزل، بل انها حصلت على تنازلات وجوائز بدلا عن العقوبات بذريعة المفاوضات النووية او بحجة الحرب ضد داعش.”، هذا الکلام برأينا يعطي تفسيرا واضحا و مقنعا لما قام و يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة و في نفس الوقت يطرح الموقف الطلوب و الامثل لمواجهة تحرکاته و مخططاته.
 [email protected]