التصديق بما ُيراد لنا أن نكون عليه , سياسة محكمة ذات آليات معقدة تترحمها وسائل الإعلام , والعديد من الرموز والأقلام.
وتطحن واقعنا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى , أي لما يزيد عن قرن شديد التفاعلات والتداعيات والإنهيارات المتنوعة , التي عبثت بوجودنا وأنهكتنا وأتلفت جوهرنا , وصدق إنتمائنا للأمة والحياة.
ومن الواضح أن العديد من أنظمة الحكم التي إعتلت كراسي السلطة , كانت تتحرك ضمن تلك الدائرة , لكي تبقى في الحكم حتى ينتهي دورها المناط بها , بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
فمعظم أنظمة الحكم تحوّلت إلى أدوات لتنفيذ الأجندات الأجنبية , بسبب فرديتها وردود أفعالها الإنعكاسية المطلوبة , للإنطلاق نحو مشاريع أكبر ربحا وأعظم إنجازا.
وبسبب التفاعل المعقد والمعادلات المركبة التي يُدام تفعيلها والإستثمار بنتائجها , أصبحت مجتمعاتنا في أفواه الوحوش المفترسة , التي تريد فرائسها حارة طرية لترضي بعض شرهها , وتطلعها إلى مزيد من الإفتراس والإلتهام.
بل أن بعض القوى تسرط ما تستطيعه , فكم من الشعوب والبلدان قد سُرطت , بعد أن نفثت فيها سموم الأحقاد والكراهيات والطائفيات والمذهبيات , وغيرها من أسباب التمزق والتهتك والإنتهاء.
وتجدنا في معظم بلداننا نتحرك على سكة ما يُراد لنا أن نكون عليه ونصل إليه , ولا يستطيع الواحد منا أن يشق طريق وجودٍ صحيح.
إنها معضلة المواجهة ما بين إقتدار يسرط ويلتهم , وحِملان تريد أن ترتع في حظائر القابضين على مصيرها بإسم الدين , والدين منهم براء , وهم له من ألد الأعداء.
فالدين تجارتهم والناس بضاعتهم , وما أرخص الأرقام!!