الشيعة والسنة والمسيح والايزيدية والصابئة أخوان في وطن واحد (العراق)ولا فرق بين اي منهم ولا مفاضلة ، هذا هو الحق الذي لاعبرة بمن لايأخذ به من الطائفيين والسياسيين الفاسدين ذوي الغايات ، وانظمة الدول الاقليمية المجاورة ذوي المطامع .بل انه في داخل الاسلام الواحد “لافضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى”. أو كما قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
والحرية الدينية اصبحت مكفولة تماما في مجتمعاتنا الى حد ان بعض الشباب والبنات اخترعوا اديانا جديدة ، وصرنا نرى البعض يُصبّح بدين ويمسي بدين آخر على حسب توافق هواه ورؤاه (وما اكبره واكثرها) .
فمن باب اولى ان يُحترم الانتقال من دين لدين او من عقيدة لأخرى ولابأس في ذلك حتى ان المُرتد من الاسلام ماعاد يُحاسَب ولاخوف على حياته وملكه .
إذن لم يعد هناك من مبرر لإخفاء دين معين او عقيدة والتظاهر بغيرها (فهذا من مُستَقبح الامور) وهو نوع من النفاق طبعا ولامسوّغ له ، وقد حدث هذا كثيرا في زماننا ويحدث ،كثير من الذين يعدون انفسهم (تنويريين) في مصر والشام والمغرب وحتى في شبه الجزيرة والعراق استمروا بالتظاهر باالاسلام رغم خروجهم منه الى الالحاد او غيره وذلك كخُطة جديدة يتّبعها ممولوهم ومجنّدوهم لغرض تحقيق غايات ضد الاسلام العظيم، او لغايات شخصية انتفاعية او لخوفهم (غير المبرَّر) من عواقب الردّة . فذاك ينتحل (مفتي استراليا) وهذا (رئيس المركز الاسلامي الفلاني) وثالث (مفكّر اوباحث اسلامي) وهكذا ، بينما كل الدلائل والافعال تشير بوضوح الى خروجه من ملة المسلمين ولايُظهِر ذلك !بل بعضهم يعلن ذلك للمقربين من حوله فقط او لمن يهمه امرهم في مصلحته ويخفي عن الاخرين.
وهنا نستغرب من امرٍ مثل هذا يجري بيننا اليوم ونتساءل :لماذا اصرار الرجل الذي يريد ان يمارس (دورا مشوّها) تحت مسمّى (مفتي السنّة) ويتخذ من أكبر مساجد السنّة مقرا له ، وهو رجل قد اعتنق التشيّع وكل افعاله وشؤونه تدل على ذلك ، فضلا عن شهادة الكثيرين بانه صرح بذلك في مجالس مصغّرة كثيرة ! أليس في هذا بلبلة للناس (وسبيل جديدة) لزرع الفتنة بين الشعب الواحد الذي ماعاد يعنيه التديّن وأمره ؟!
يُفترض ان المرجعيّة الشيعية الرشيدة تحاسبه ، وان الشيعة يرفضون تصرّفه لانه ينتقص من العقيدة الشيعية المحترمة والتي لها وزن كبير وسمعة طيبة علميا واخلاقيا في العراق وحول العالم .
فليس التشيّع (حاشاه) مثلبةً لأخفيها عن الناس . هذا امر مستهجَن ولانقبله غيرةً منا على الشيعة وعقيدتهم المحترمة والسنّة كذلك ، كما كل دين اخر ومُعتقَد. أمّا القول ان إيران تموّله وما الى ذلك فلا اؤيده ولا اميل الى الترويج له، ليس كل امر يرتبط بايران ، وليس من الصحيح ان نجعل لايران او غيرها سبيلا لزرع التفرقة بيننا . الرجل بكل بساطة تحوّل الى التشيّع وهذا حق مكفول له ومحترم، بقي انّ عليه أن يسير بين الناس بمُعتقده هذا وبكل فخر . وبقي علينا ان نعرِفه بذلك ونعامله على ضوءه كما يُعامل بعضنا بعضا من كل دين ومعتقد.
وبمناسبة هذا فان رؤية (الناس على دين ملوكهم) -والمقصود بالناس هنا هم المتلونين من الناس- فيها كثير من المصداقية على الارض ، ولذا ولأن الامر الآن للشيعة فان كثيرا من الناس اعتنقوا دين ملوكهم “اليوم “وكانوا يعتنقون دينا آخر “أمس” ، وسيعتنقون دينا ثالثا بعد حين، ولابأس في حريتهم ، ولكنهم يخفون ذلك ويعيشون بين اقرانهم واصدقائهم بثوب آخر مُنتحل ، وهذا هو المستغرَب والمرفوض ، ف”مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ”