18 ديسمبر، 2024 8:09 م

التشيع سلوك …أم هوية في زحام إرتداء الأقنعة .

التشيع سلوك …أم هوية في زحام إرتداء الأقنعة .

أن التشيع الحقيقي هو ذلك السلوك المترجم على أرض الواقع الذي يأخذ من خط أهل البيت منهجاً في التعامل مع المجتمع وبأختلاف عناوينهم وأنتماءاتهم وهوياتهم تعاملاً إنسانياً, أو ليس الإمام علي (ع) صاحب أروع وأقدس نظرية تحترم الإنسان بقوله : ( الناس صنفان: أما أخ لك في الدين, أو نظير لك في الخلق) ما قيمة أن ندعي أننا متشيعيون وننتمي لعلي صوت العدالة للإنسانية ,ولكن الواقع يختلف جذرياً عما نقوله فأفعالنا تنافي أقوالنا لما نقوم به من سلوكيات غير صحيحة, يقودنا التشيع لأن نكون صادقين متواضعين مع ذاتنا والناس نسعى بقضاء حوائج المحتاجين ونتسابق لأنجازها ونتصدى لباطل أياً كان موقعه ومنصبه ,مبرئين ذمتنا في قول الحقيقة تاركين الركون على التل, نرفع الحيف الذي يقع عن المظلومين,علينا أن نكون كفوئين مهنيين عمليين علميين, نترك بصمات وشواهد في مواقع عملنا ويشار لنا بالبنان, أو ليس الإمام الحسين المصلح الاجتماعي الذي تمرد على الطغاة وأتخذه الأحرار وكبار الشخصيات والقادة في العالم مناراً ونبراساً لنيل الحرية والاستقلال من طواغيت عصرهم ولغاية يومنا هذا , فنحن نسير على سيرة تراث ائمتنا الذين ملأوا الدنيا نوراً وإنسانية حتى مع من أقاموا لهم العداء والأذى قابلوهم بالحسنى, أذكر جيداً أن مناظرة جرت بين جابروالإمام الصادق (ع) قال لي: يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا امناء عشائرهم في الأشياء. قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة، فقال: يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول: أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا؟, وفي مورداً آخر يدخل رجل على الصادق (ع) فيقول: إن القوم يعيرونا فيقولون: يا جعفري , فقال له الإمام والله ما أقل من يتبع جعفر بن محمد منكم !!وهنا يقصد الإمام الأتباع يجب أن يكون أتباعاً بالنهج في النهي عن كل فعل به الإساءة, والمضي بعمل كل خير يعكس صورة مشرقة ومشرفة لتراث بيت النبوة وما جاءوا به من رحمات للعاليمن ,ومن ثم يتحول بعدها لهوية تميز المرء عن الآخرين .