البحث عن مراجع للإيجار!
إنّ المنهج العلوي نعرفه اليوم بحجم الإستهداف الذي يتعرض له، إضافة إلى الخطاب الذي يحاكي العقل والإبتعاد عن كل ما يؤجج؛ فلا هم لهذا المنهج سوى مصلحة الناس. وجود هذا التيار العلوي يعد عاملاً معرقلاً للمنهج الأموي الذي يسير عليه المالكي جملة وتفصيلاً، لذا لا بد من إزاحة أعضاء المنظومة المرجعية لتخلو الساحة.
المالكي ينتمي لحزب إسلامي شيعي، وأي رغبة بالتسلط لا يمكن تمريرها دون توفر دعم شعبي، وهذا الدعم الشعبي لا يمكن إستحصاله إذا ما حدثت مواجهة مباشرة مع المرجعية لإن الجماهير الشيعية تعتبر المرجعية جزءاً من تاريخها وعقيدتها، وهنا وجدت سلطة المالكي نفسها أمام مفترق طرق؛ إما شراء المرجعية وتطويعها لخدمة السلطة وأحلام الحكم، أو إيجاد مرجعية بديلة يمكنها إزاحة المرجعية الصالحة!.
الخيار الأول يستحيل فالتيار العلوي غير قابل للمساومة، لكن مساومته تكشف إنّ المساومين لم يفهموا حقيقة التشيع والمدرسة العلوية، وهذا إثبات عدم إنتماء فريق المالكي للتشيّع الأصيل. الخيار الثاني هو الخيار المتاح، إذ عمل حزب البعث ومنظومته المندثرة على صناعة رجال دين موالين لهم بغية تخريب الحوزة الدينية العلوية وإنشاء جسم غريب داخل الوسط الشيعي. مصاديق صناعة البعث كثر، نذكر منهم العميل محمود الصرخي والذي فاوضه المالكي ودعمه لتحقيق الغرض الخبيث. أيضاً لا يخفى كيف تعامل الأموي المالكي مع الحوزة التي أراد إستبدالها بأخرى موالية له وتابعة لحزبه ولعصابته تحديداً. بالضبط كما كان يفعل معاوية، فعل صاحب الفساد الأكبر؛ محاولاً إحتواء الدين داخل أهدافه الشخصية الأنانية..الديانات المحرّفة عن الإسلام، كالوهابية، ممكن إحتوائها، لكن المذهب الإسلامي الأصيل المتمثل بالمرجعية العلوية التي تعد إمتداداً طبيعياً للرسول وعلي، لا يمكن تجييرها مطلقاً.
ثبات المرجعية، دليل علويتها، ومحاولات المالكي دليل أمويته التي يمثلها الخط الوهابي.
إنّ المالكي ونهجه السقيم، لا يحملون عداءاً جوهرياً لصدام وعصابة البعث الفاشي؛ إنما عدائهم شخصي يأخذ طابع صراع المصالح، ومن هنا مثلت سلطة (الدعوة) منذ سقوط النظام البعثي ولغاية اليوم إمتداداً حقيقياً للبعث ولصدام، إذ حكموا بذات الوسائل الصدامية البغيضة ونفس الأشخاص الذين غيروا ولائهم من ذاك إلى هذا. والإنحدارات التي يتعرض لها العراق بظل سلطتهم، تشير بوضوح إلى طريقة التخلف الصدامي الحاقد الموجود في رؤوس الحكّام. كذلك تشير محاولات المالكي الساعية لشراء (مراجع دين) إلى نفس النهج البعثي الذي وضع عمائم فساد كخرق في الجسد الشيعي لتشويه صورة التشيع الناصعة..المالكي مضى على نفس النهج، محاولاً تشويه التشيع بأي ثمن!.