23 ديسمبر، 2024 7:53 ص

التشنج والمناكفة ، لا يليق بالسياسيين

التشنج والمناكفة ، لا يليق بالسياسيين

حـقـيـقـة أن يـجـلـس عـلـى مـقـعـد الـبـرلـمـان مـن لـيـس لـه بـاع أو مـعـرفـة سـابـقـة بـالـشـأن الـسـيـاسـي كـمـن يـرتـدي سـمـاعـة الـطـبـيـب ، وهـو لـيـس كـذلـك ،
فـأول تـعـريـف أطـلـقـه الـحـكـمـاء عـلـى الـسـيـاسـة بـأنـهـا ( فـن الـمـمـكـن ) وتـوالـت التـسـمـيـات حتـى وصـلـت إلـى ( خـذ وطـالـب ) الـتـي استـنـبـطـهـا  أولاد الـعـم سـام فـي سـتـيـنـات الـقـرن الـمـنـصـرم ، وقـبـلـهـم تـداولـهـا الـفـقـهـاء فـي عـبـارة ( الـضـرورات تـبـيـح الـمـحـرمـات ) وأخـيـرهـا ولـيـس آخـرهـا ( ولايـة الـفـقـيـه ) وكـل هـذه الـتـسـمـيـات والـمـسـمـيـات تـنـصـب فـي بـوتـقـة الـسيـاسـة !
 ولـكـن مـن يتـابـع التـصـريـحـات والـمـقـابـلات والـمـؤتـمـرات الـصـحـفـيـة ، ومـقـالات الـبـرلـمـانـيـين الـعـراقـيـين ، وبـالأخـص رؤسـاء الـكتـل والـنـاطـقـيـن الـرسـمـيـيـن عـنـهـم ، يـدرك دون عـنـاء أن بـيـنـهـم وبـيـن الـسـيـاسـة سـاحـة شـاسـعـة تـرعـى بـهـا الـغـزلان .
فـحـالات الـتـوتـر والـتـشـنـج والمـــشـاطـرة ، أضـحـت مـلازمـة  للـغـالـبـيـة الـمـطـلـقـة مـنـهم ، وعـبـارات الـتخـويـن والـتـحـريـض والـتـشـهـيـر صـفـة طـاغـيـة عـلـى الـمـشـهـد الـسـيـاسـي الـعـراقـي ، وعـلـى حـد يـقـيـنـي بـأن الـعـراق يـحـبو بـبـط صـوب الـديـمـقـراطـيـة ، ومـا يـرافـق الـديـمـقـراطـيـات الـفتـيـة والـحـديـثـة الـنـشـوء مـن عـلـل وأمـراض مـا قـبـل التـلـقـيـح ، ولـكـن الـسـنـوات آخـذة بـالـمـرور والأيـام تـتـقـدم ، والـمتـصـدون للـعـمـل الـسـيـاسـي لا زالـوا يـراوحـون فـي امـكـانـهـم ، إذا لـم أقـل إنـهـم يـنـكـفـئـون .
الـسـيـاسـي حـتـى يـنـجـح عـلـيـه أن يـمتـلـك خـزيـن مـن الـمـعـرفـة ، وخـلـفـيـة واسـعـة عـن التـاريـخ الـقـديـم والـمـعـاصـر وسـعـة أفـق ، ومـلـمـا ً عـلـى أقـل تـقـديـر بتـاريـخ الـعـراق الـسـيـاسـي ، لا كـمـا حـدث ذات مـرة فـي إحـدى الـفـضـائــيات عـنـدمـا سـأل الـمـحـاور ضـيـفـه الـبـرلـمـانـي ( الـعـتـيـد ) عـن حـقـبـة الـعـهـد الـمـلـكـي بـالـعـراق والأخـطـاء التـي ارتـكـبتـهـا حـكـومـة نـوري بـاشـا الـسـعـيـد بـإقـدامـهـا عـلـى إعـدام يــوسـف سـلـمـان ( فـهـد ) فـرد رجـل الـسـيـاسـة الـبـارع ، بـعـد أن اعتـدل   ( لـم يـمـر عـلـي هـذا الاسم  ! )  
لازال أمـام مـن يـرغـبـون فـي ركـوب قـارب الـسـيـاسـة أن يتـعـلـمـوا الـمـزيـد مـمن سـبـقـوهـم ، ومـن خـلال مـتـابـعـة سياسي الـبـلـدان الـمتـحـضـرة ، وأن تـكـون وجـوهـهـم مـشـرقـة بـالابتـسام ، والابــتـعـاد عـن الـمـنـاكـفـة والتـجـهـم والـعـبـوس .