ما ان انتهت الانتخابات النيابية العراقية في 30-/4/2014 حتى
منفكت بعض الجهات السياسية بالتشكيك المبكر بالانتخابات ونزاهتها وشفافيتها وحيادية المفوضية العليا المستقلة للانتخابات واستقلاليتها. وهذه من الامور الغير خفية في كل انتخابات العالم والتشكيك يكمن في توقع تلك الجهات باحتمال خسارتهم او عدم تطابق النتائج مع رغبتهم او فوزهم بمقاعد اقل مما كانوا يحلمون به و يتوقعون اذا ما كنا نعرف ان جميع القوى السياسية الرئيسية على الساحة العراقية طرحت برامجها واهدافها وتصوراتها وشعاراتها للمرحلة المقبلة قبل اجراء العملية الانتخابية …وكانت المفوضية لم تزل مستمرة في عد نتائج الانتخابات ودراسة الشكاوي كجهة مسؤولة. وهذا جزء من الاتهامات التي كانت توجة للحكومة بالفساد والتفرد والدكتاتورية احياناً , كذلك بعدم الكفاءة والنزاهة والتدهور الأمني , وكل يدعي نظافة ثوبه مع مشاركتهم فيها… ولعل من الاسباب الموجبة هي عدم اطلاعهم على معنى الديمقراطية وجهلهم بمسيرتها الطويلة والمستمرة وهوليس نظاماَ كاملاً يولد منذ البداية كما يعتقد البعض وأنما هناك خطوات ومراحل يمكن ملاحظتها في التطور الديمقراطي والمؤلم، بل المعيب، ان يجري تشويه ماهو مصيري في بلدنا من أجل أغراض حزبية او فئوية او سياسية او حتى شخصية وانكار كل شئ وكيل التهم واظهار المعايب فقط دون ان يوضع حلول لتجاوز الاخطاء والنواقص والتخلفات … لا ينكر ان هناك الكثير من السلبيات وهناك صورا مؤلمة في بلدنا.يمكن للمراقب ان يسردها قد تطول لو اراد ذكرها. لكن المؤكد ان هناك نواحي إيجابية يمكن التحدث عنها وعرض صورها في المشهد العراقي بمجالاته المختلفة. والإنصاف يقتضي من المنصفين ان يحافظوا على المكاسب والدفاع عنها والحفاظ على ماهو سليم وصحيح في المسيرة لتعزيز ادامة الطريق …ان على الشعب العراقي ان يفتخر بالطريقة التي قامت عليها الانتخابات وفي هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العراق وكذلك المنطقة وهي تعيش على براميل من البارود تنفجر بين لحظة واخرى واصبح نموذجاً يمكن الاقتداء به عالمياً والانتخابات محطة جديدة في تاريخ العراق السياسي المعاصر، تترتب عليها اسس العهد جديد من اجل خلق واقع سياسي يرسم تاريخ ومستقبل البلد بعيدا عن الصراعات والتقاطعات والمتابعون يرون ان هناك الكثير من المخاطر الحقيقية قد تلوح في الافق وتهدد وحدة العراق واستقلاله وكيانه و التشكيك بنتائج الانتخابات وهو جزء من السيناريوهات المعدة لتقسيم العراق وما مطالبة بعض الكتل السياسية لتدخل المنظمات الدولية في التحقيق بنتائج الانتخابات ووضع الشكوك المسبقة إلا جزء من تلك المؤامرة للتدخلات الاجنبية وفرض اراداتها بالكذب والدجل.ان المحرك الاساسي لهذه التصريحات والتهديدات هي الحرب الشنيعة ضد شعبنا بعد ان شعروا بأفول نجمهم وتشتت قواهم وعدم وجود برامج لديهم .ولم تبقى لديهم إلا احداث فوضى عارمة ومحاولة زعزعت النظام ووحدة العراق وكيانه وهي لعبة قذرة ومكررة لن تنطلي على شعبنا…
ان المصلحة الوطنية والشعوربالمسؤولية الوطنية يقتضيان الحافظ على جمالية الانتخابات وعلى الإنجاز الباهر الذي تحقق من خلال الاصابع البنفسجية والذي تم بأندفاع الجماهير نحو صناديق الاقتراع في يوم اجرائها والتشكيك بنتائج الانتخابات تمثل رسالة غير مناسبة عن العراق والشعب العراقي وبقدرتهم على إنجاز اي انجاح في العملية السياسية….
والان بعد اعلان النتائج فعلى الكتل السياسية الفائزة الكبيرة منها والصغيرة الجلوس من اجل تشكيل الحكومة تتمثل فيها الكفاءات والتخصصات بعد فشل جميع الوزارء السابقين في اداء عملهم بسبب المحاصصة والذهاب لتشكيل حكومة قوية تمثل فيها القدرات والمهنية في العمل وبعيدة عن مسؤولية ارادة الكتل وكما يريد البعض تجديد فراشها والسعي لاعطاء رئيس الوزراء القادم حرية انتخاب الوزراء لكي يتسنى للجميع محاسبته في حالة القصور بمهامهم عملهم وتؤسس لبناء دولة المؤسسات وحماية الحقوق الشخصية للمواطن وضمان الحريات العامة .وتأيد البرنامج الانتخابي الذي يلبي طموحات الشعب وهو الاصلح لخدمة العراق وازدهاره في المرحلة القادمة وابعاده عن الضعف والضياع والتشتت وعلى الجميع احترام ارادة الشعب لان الممارسة الانتخابية الاخيرة تعني انها ابرز النواحي الانتخابية ومن النماذج القليلة في الاداء والنجاح في العالم كما عبر عنها ممثل الامين العام للامم المتحدة والجامعة العربية والمراقبون الدوليون لابتعادها عن الخروقات الكبيرة وتمت بكل انسيابية وسلام والانسجام والتلاحم والتماسك الشعبي واعطت المصداقية العالية في الكفاءات والاداء…حم الله العراق …وسلام على ارض الرافدين.