من الاعمال الرابحة التي تفتقد لها البلاد هي قضية التسويق والاستثمار الرياضي حيث تتواجد مئات الشركات المتخصصة بشتى المجلات وخاصة التي تعمل بعد التغير الحاصل سنة 2003 ، ولكن بقيت مشكلة التسويق والاستثمار الرياضى غائبة عن اذهان المستثمرين ورجال الاعمال والشركات ، ورغم طرح هذه الفكرة من قبل اللاعب الدولي السابق للمنتخب الوطني البارع غانم عريبي ومن معه من المتخصصين بشؤون الرياضة في البلاد بشكل متأخر ولكن افضل من ان تبقى الرياضة العراقية دون الاستفادة من تلك الخبرات والممارسات والغرض منها يصب بتطوير وتنشيط واقع الرياضة العراقية بشتى المجلات خاصة ان القائمين على هذه الشركة لهم باعهم الطويل في العمل في الميادين الدولية وعندهم الخبرة الكبيرة التي اكتسبوها خلال عملهم هذا .
لقد غاب التسويق والاستثمار الرياضي في العراق لعقود طويلة بسبب نظام الحكم الدكتاتوري الذي كان يتحكم بكل شئ ، واليوم اصبحت الافق واسعة والعالم كله داعم للعراق ولتجربته الديمقراطية ، ويقع علينا الاستفادة من هذه الفرص المتاحة للبلد وتطوير واقع الرياضة و دعم مشاريع الشباب الذي يعد الاكثر بين سكان البلاد ، وعلى المؤسسات الحكومية وخاصة وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية العراقية واتحاداتها الاستفادة بجدية من هذه التجربة واضحى ضرورة التعامل معها لوجود الكوادر والخبرة لديها ، ولكي نتلافى الاخطاء القاتلة التي حصلت مع الاتحاد العراقي لكرة القدم في استقدام العديد من المدربين واللاعبين الدوليين وخاصة قضية المدرب البرازيلي ( زيكو ) وما حدث من لغطا كبيرا فيها، وقضية محكمة الكأس وغيرها ، وسبل التعامل مع المؤسسات الدولية الرياضية . ان اساليب التسويق الرياضي تشهد نمواً كبيراً في الاعوام الماضية، وأصبحت الشركات في جميع أنحاء العالم تخصص نصيباً كبيراً من ميزانياتها العامة للتسويق الرياضي ، خاصة أن الرياضة أصبحت عملية اقتصادية وبات النمو في مجال التسويق الرياضي كبيراً وبسرعة مذهلة، اما في دورينا مازلنا بعدين تماما عن هذا الموضوع الذي ان تتوفر في ملاعبنا وعرفنا كيف نعمل به بصورة سليمة عن طريق نشر الوعي الثقافي له واستقدام خبراء في الاقتصاد فأن ذلك سيسهم في حل الكثير من المعوقات، وخاصة المادية التي تتعرض لها الاتحادات والأندية الرياضية، وهو المفتاح لتحقيق أهداف المؤسسات الرياضية ويشمل تحديد الاحتياجات والرغبات للسوق المستهدفة
ونرى اليوم ما احوجنا الى التعامل مع تلك الجهات الرياضية الدولية لغرض رفع الحضر عن الملاعب العراقية وعودة البطولات الرياضية الدولية على ارض الوطن اذ تنشر بعض الشركات الامنية تقارير مغلوطة الى الاتحاد الدولي لكرة القدم تشير الى ازمة الوضع الامني في العراق ، ولو كان لدينا من يسوق ويروج الى الاستقرار الامني الكبير التي تشهده الملاعب العراقية على اقل تقدير منذ عقد من الزمن ولم تشهد أي حوادث امنية باستثناء بعض الخروقات القليلة ، وهناك تنظيم رائع للمباريات واخيرا شاهدنا نهائي الدوري العراقي في بغاد والى ساعة متأخرة من الليل .
الان يجب ان يراجع الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) قراراته ويتم رفع الحضر وتستفاد الرياضة العراقية كثيرا من الخبرات وتوفير الاموال واستقدام الفرق الكبيرة واعادة امجاد وبطولات شتى الالعاب الرياضية التي كانت تنظم في العراق .
ان الاندية العراقية هي بأمس الحاجة الى تلك الخدمات فالاستثمار و التسويق الرياضي من شأنه ان يجعل الأندية الرياضية قادرة على أن تصنع الخامات والمواهب الرياضية لما له من دور مهم وحيوي في تطوير الرياضة لانه أحد أهم العمليات الاقتصادية ذات الفوائد الكبيرة والمتعددة ، وهناك لجان في العديد من الاتحادات العربية والدولية وهي تنشط بهذا الجانب .
كما هناك رغبة لدى المعنيين بشؤون الرياضة وكرة القدم خاصة بالتعامل وتطوير العمل بهذا الجانب ، من خلال التصريحات الاعلامية وتسليط الاضواء من قبل الزميل حيدر عبد الجليل حيث تناول الموضوع .
أن أساليب ورعاية وتسويق الأنشطة الرياضية قد تطورت كثيراً في وقتنا هذا، فبدأت مثلاً باستثمار حقوق الدعاية والإعلان والبث التلفزيوني والأحداث الرياضية تجارياً على نطاق واسع، وهذا أحد المجالات المهمة للتسويق الرياضي، كما أصبح التسويق علماً يستند إلى أسس وقواعد لمقابلة احتياجات ورغبات المستهلك الرياضي من خلال عمليات متعددة ومتشابكة ومترابطة كما يقول مدرب المنتخب الوطني السابق الدكتور كاظم الربيعي .
وهناك رأي للمدرب الدكتور صالح راضي اذ يقول : إن تنظيم الأنشطة الرياضية على المستوى المحلي والدولي يتطلب الكثير من المال، لذا جاءت فكرة التسويق في المجال الرياضي، الذي يعد من الأنشطة الرئيسة والمهمة لأية مؤسسة رياضية، وأن خطة التسويق الرئيسة أولى الخطط التي يجب أن تبدأ بها المؤسسات الرياضية التي في ظلها يمكن تخطيط بقية أنشطة المؤسسة، ومن ثم تصبح الحاجة ضرورية إلى القيام بهذا النشاط على أسس وقواعد علمية وفنية سليمة.
ويرى ان هناك أساليب مختلفة في مجال التسويق الرياضي التي تمثل مجموعة الأنشطة المختلفة التي يمكن تطبيقها باستخدام المجالات الرياضية والبطولات والدورات والمنافسات المحلية والدولية والقارية والأولمبية في التسويق الرياضي وتتعدد ما بين تسويق حقوق الدعاية والإعلان و التسويق التلفزيوني و تسويق البطولات والمباريات ، الا ان هناك معوقات تحول من دون تطوير عملية تسويق اللاعبين منها : عدم وضع الرياضة كمجال من مجالات التسويق ضمن الخطة الاستثمارية لبعض الشركات المؤثرة في عالم التجارة والمال ، و عدم مواكبة قوانين الهيئات الرياضية مع أساسيات ونظم التسويق المعاصر، ونطمح ان يكون وجود الكفاءات البشرية المتمرسة والمتفرغة للعمل في مجال الاستثمار الرياضي لذا نجد لازما على قيادة المفصل الرياضي في البلاد البحث عن إيجاد أساليب الاستثمار والتسويق الرياضي وهي تنعش الجوانب المالية ونحن نواجه ازمة التقشف .
وينبغي على لجنة الرياضة والشباب البرلمانية دعم وتطويرهذا القطاع الحيوي وازالة المشاكل التي تواجهه ، و خلق بيئة للاستثمار الرياضي و وضع الرياضة كمجال من مجالات الاستثمار ضمن الخطة الاستثمارية ،ومقارنة تجارب الشعوب الناجحة التي سبقتنا في مجال التسويق الرياضي ، بالإضافة الى وجود شركات اقتصادية تعنى بالعمل في مجال الاستثمار الرياضي و ازالة المعوقات ، الأهم هو ازالة تخوف رجال المال والأعمال من الاستثمار في هذا المجال وزيادة الخبرات ، ونتمنى وجود كفاءات بشرية متمرسة ومتفرغة للعمل في مجال التسويق و الاستثمار الرياضي ، وكل النجاح والتوفيق للاعب غانم عريبي وكتيبته في مسعاهم للعمل وتحقيق حلم الجماهير الرياضية في الوصول الى المحافل العالمية من خلال تلك الافكار والطروحات البناءة . واخيرا نقول ان طرح تلك المواضيع من دافع التفكير بالمصلحة العليا لبلدنا وتطوير رياضتنا .