23 ديسمبر، 2024 2:14 ص

لقد فرض ظهور داعش وسيطرته على المناطق الغربية والظروف التي عاشها أبناء تلك المناطق وبروز قوى جديدة وقيادات تختلف كليا عن القيادات السنية السياسية التي سيطرت على المشهد السياسي  لسنوات ،  وخلق هذا الظهور أجواء تختلف كلياً عن المرحلة التي سبقت احتلال الموصل وباقي المدن الغربية ، فأصبح الكثير من القيادات الذين برزوا في مرحلة مقاومة الدواعش من المقاتلين الأشداء الذين ضحوا بجنب الحشد الشعبي وأعطوا الشهداء وبذلوا الغالي والنفيس من أجل دحر الإرهاب التكفيري الذي دمر المناطق السنية أولا و قتل أبناءهم وسبى نساءهم وسرق ثرواتهم ، هذه القيادات التي تؤمن بالعملية السياسية أحق أن تحتضن وتدعم وتأخذ مواقعها الحقيقية في قيادة المكون السني والمساهمة الفعالة في بناء العراق وحكمه ، لا القيادات التي دعمت التنظيم الإرهابي الداعشي ليل نهار ولم يؤمنوا بالعملية السياسية ويريدون ضربها بأي طريقة كان على الرغم من مشاركتهم بها ، فهؤلاء مجرمون يجب أن يحاسبهم القانون ويأخذوا جزائهم العادل ويرموا وراء القضبان لا تكريمهم على الدماء التي سالت وتسيل بسببهم إن كانت بصورة مباشرة عن طريق الأوامر التي تخرج منهم أو بصورة غير مباشرة عن طريق التحشيد الطائفي الذي زرعوه في الساحة ويزرعوه ، فلا نعرف التسوية مع من ؟؟؟؟ 
مع المجرمين من القيادات السياسية فهؤلاء مجرمون يجب معاقبتهم وإبعادهم عن الحياة السياسية أم مع القيادات التي برزت في مقاومة داعش فهؤلاء مؤمنون بالعملية السياسية ويقاتلون في سبيل ألدفاع عن وجودهم ووطنهم وهؤلاء يحتاجون الدعم الكامل في مواجهة كل القيادات المجرمة التي تقطر اياديها من دماء العراقيين ولا يحتاجون الى تسوية بل يحتاجون الى حضن يحتويهم ويقويهم أمام قوى الإرهاب من قيادات سياسية داعشية دمرت العراق والعراقيين ، فكفانا أخطاء إستراتيجية دمرت الحياة السياسية والاقتصادية ويسبقهما الأمنية تحت عناوين غير واقعية وعبثية لا يجني منها العراق غير التدمير وشعبه غير القتل والتهجير ، فمن يريد الإستمرار في عملية التسوية من قيادات بعد أن رفضتها المرجعية الدينية ولم يتقبلها الشارع العراقي بل يرفضها ويثير حولها الكثير من علامات الاستفهام فيجب أن يبعد وينحى من تمثيل القواعد التي تمثلهم المرجعية الشيعية ، على اعتبار الممثل الحقيقي لهذه القواعد هي مرجعيتهم الدينية وقد أعطت رأيها المرجعية بشكل واضح لا لبس فيه وهو الرفض القاطع لهذه التسوية ، فعلينا أن نعرف أولاً هذه التسوية مع من تكون وماذا سنجني من القيام بها فكفانا أخطاء لم نجني منها إلا القتل والدمار.