17 نوفمبر، 2024 9:41 م
Search
Close this search box.

التسوية الوطنية خيار أم مسار ؟!!

التسوية الوطنية خيار أم مسار ؟!!

مرت التسوية التاريخية التي طُرحت من قبل التحالف الوطني بحملات إعلامية قاسية جداً أفقدتها الكثير من القوة ، حتى أمست ضعيفة جداً امام الضربات الموجعة التي تعرضت لها من هنا أو هناك ، ولاقت العديد من كلمات الاستهزاء والاستنكار ، حيث أصبحت ورقة ضعف للتحالف الوطني ، والذي هو الاخر انقسم على نفسه ،فلم يستطع الدفاع عنها أو ترويجها أو إقناع الآخرين بها ، لذلك كانت سهلة الاستهداف من جميع الأطراف سواءً من داخل التحالف الوطني أو المستنكرة لهذه الورقة ، فتنوعت المواقف بتنوع أصحابها الذين أمسوا كالتالي ؛ 
القسم الاول ؛ المستفسر ، وهم الذين لم تتوضح لهم هذه الورقة وأهدافها واليات تنفيذها ، أو انهم لم يطلعوا على بنودها أو مبادئها ، ويحاولون اثارة الاستفهامات والأسئلة حول الورقة ، ويسعون الى اثارة الانتباه حول مواقفهم عبر التصريح أو التلميح في الاعلام عن مواقفهم ، وهولاء يمكن إقناعهم عبر الحوار والنقاش الهادئ . 
القسم الثاني ؛ المتوجس ، وهم الذين المتخوفون ما بعد التسوية ، أو انهم يروون في التسوية الوطنية ضياع لدمائهم ، وهم قوى الحشد الشعبي ، وربما توجسهم حقيقي وواقعي ، وهناك من هو متخوف من تجاوز التسوية الوطنية لهم ، وهم السنة العرب ، الذين يعتقدون ان هذه التسوية ستتجاوزهم ، وأنها ستخلق جواً سياسياً جديداً ، ونخبة سياسية جديدة ، كما في الشيعة التي يعتقد بعض رموزها ان التسوية الوطنية ستخلق جيلاً جديداً سيتجاوزهم تماماً ، وكلا الطرفين يحتاج الى طمأنة ان التسوية الوطنية لا تتجاوز احد ، وينبغي إطلاق رسائل تطمين لهذه الفئة عبر الجلسات الحوارية والنقاشات المستدامة .
القسم الثالث ؛ المستنكر ، وهولاء قد حسموا امرهم في رفض ورقة التسوية ، ورفض اي نتائج لها ، كما أعلنوا وقوفهم ضد اي مبادرة تسعى الى وحدة الوطن وشعبه ، ويسعون الى اجندة وهدف وهو التقسيم على أسس طائفية ، عبر إقامة الموتمرات التآمرية على العملية السياسية في دول الجوار ، والدعم المشبوه للتنظيمات الإرهابية في العراق ، والسعي الى تقويض مساعي التهدئة ، وتطبيق مبادرة التسوية الوطنية ، كما ان هناك من الشيعة من يقف ضد هذه المبادرة ، ويعتبرها تنازل وتخاذل ، في حقوق المكونات الاسياسية للشعب العراقي . 
التسوية الوطنية هي ورقة عبور لما بعد داعش ، وهي خارطة طريق لتهدئة المكونات ، وتجسير العلاقة والثقة فيما بينها ، كما ان هذه الورقة اذا تم تطبيقها ، فإنها ستكون ورقة ضمان ، خصوصا مع التاكيد على التمسك والحفاظ على حقوق الأغلبية ، الى جانب الأقليات والمكونات في البلاد 
 وهو بحد ذاته يعد نصراً لها ، فيما لو كان الجميع مؤمن بضرورة إيجاد نهاية للصراع ، والسعي للتعايش السلمي بين مكونات المجتمع العراقي جميعها ، كما يجب ان يكون للتحالف الوطني دوراً رئيسياً في هذه الورقة 
 عبر بيان تحالفي يسعى الى توضيح المبادرة ، ويجيب عن كافة التساؤلات المطروحة ، الى جانب إقامة الندوات والمؤتمرات مع النخب الإعلامية والسياسية ، للرد على جميع الشبهات والتساؤلات المطروحة ضد التسوية ، كما ينبغي ان يكون هناك قطع للطريق امام المتربصين والذين يسعون لإيقاف عجلة بنود هذه التسوية ، كما ينبغي طمأنة الجميع ، وخصوصاً قوى الحشد الشعبي والجمهور العراقي ان لا تسوية مع مرتكبي المجازر المروعة ضد أبناء المجتمع الواحد ، أو اصحاب الاجندات الخارجية ، والمتعاونين مع الاٍرهاب الداعشي ، وحواضنه ، فلا جدال أو سجال أو نقاش مع هؤلاء ، والسعي الجاد من جميع الأطراف من اجل إدامة الحوار البناء بين جميع الأطراف ، وبث روح التسامح والوقوف بوجه المؤمرات الخبيثة الرامية الى تمزيق وحدة الشعب العراقي ، وتقسيم ارضه . 

أحدث المقالات