كما اسلفنا ..بعد 13 سنة من الفشل المتراكم لا بد من تسوية (تأريخية) وتسمية التأريخية لا يطلق جزافا على كل مرحلة او مبادرة او خطاب ، كأن نقول الخطاب التأريخي لفلان ، فالتأريخي هو انتقالة تأريخية حقيقية ، بينما لا نجد في مبادرة التحالف الوطني الا اعادة عرض لبعض مواد الدستور بدون داع بل ونجد تكرارا غير مبررا لبعض المواد التي هي محل خلاف بين اطراف العملية السياسية ، وبينهم وبين الآخرين من خارجها ..مما يجعلنا نتساءل أين الانعطافة التأريخية في الموضوع طالما انها اعادة سرد للدستور تطرح بطريقة الغالب للمغلوب بموجب اسس الغالب ، والغالب هو الذي ((بمشورته تتم الموافقة على الاطراف الاخرى المتحاورة)) فضلا عن وضع ثوابت (محددات) بعدد (14) ثابتا مما لا يترك مساحة يتحرك فيها المتحاورين فالثابت ثابت وغير قابل للنقاش والآخر له ثوابته مما يستدعي تقليص عدد الثوابت لكل الاطراف لأن كثرة الثوابت تعيق عملية الحوار ، وبالتالي يمكن القول انها مبادرة جائت للتأكيد على الدستور وناقضت نفسها بالقول انها تسعى لتغيير الدستور، وهذا بعينه لا يشكل انعطافة تأريخية حيث سبق لكل الاطراف ان نادت بتغيير الدستور
على هذا الاساس يمكن اعادة النظر بالمبادرة المكونة من( 15 ) صفحة وتحويلها الى اعلان مباديء بما لا يزيد عن 5 صفحات بعد رفع كل ما يتعلق بالدستور منها ، ولا شك ان اعلان المباديء هذا يمكن تظمينه خارطة طريق جديدة ، ويسمى اعلان المباديء الوطني للمصالحة فلا يوجد كلمة تلاقي قبولا لدى العراقي ككلمة الوطنية المفقودة فعلا والشائعة الاستعمال
تتكامل المبادرة بدعوة كافة الاطراف لتقديم اعلان مبادئها الذي يتظمن خارطة طريق واضحة لكل منها ، والوضوح ليس بالقول تعديل الدستور مثلا بل بالقول تعديل المادة السابعة مثلا بأضافة حضر الطائفية الى المحضورات كي يتسنى تشريع قانون بحضرها يضع النقاط على الحروف..بعدها يتم تقديم المبادرات كلها الى الجهة الراعية (غير عراقية ومحايدة) كما يقدم كل طرف تحفظه على اية جهة لا يرغب بمشاركتها ، وعلى الجهة الراعية ان تضع الورقة المشتركة التي يتم الحوار بين جميع الاطراف بموجبها ، وهنا سيتحقق مبدأ (اللاغالب ولا مغلوب) فعلا وليس قولا فقط..
الحوار الذي سيبدأ سوف لن يحقق شيئا ذو بال الا اذا اعيدت الثقة المفقودة بين جميع الاطراف ولعل اول خطوات اعادة الثقة ان يراجع الجميع فيعترف س ان للسعودية مثلا نفوذا عليه او ان لأيران الشيء نفسه عليه وأنهم فعلو في الانتخابات كذا وكذا ، ويعترف ص انه مول الميليشيا ك من خزينة الدولة قبل ان تظفى عليها الشرعية ، ويعترف م انه مسؤول عن تسييس وتحريف فتوى الجهاد الكفائي لمرجعية النجف الاشرف ((التطوع في الاجهزة الامنية )) وتحويلها الى حشدا شعبيا ، ويجيبنا ع عن المآل الذي آلت اليه متروكات الجيش الامريكي من قواعد ومعسكرات ، ولمن يتخيل الوضع صعبا فالتسوية (التاريخية ) ستكون مستحيلة اولا ، وأقول لكم انها ليست صعبة فلا النزاهة ولا القضاء سيتعرض لأحد كالمعتاد وقد سبق لاحد النواب الشجعان ان اعلن على الفضائيات انه قبض رشوة 5 ملايين دولار ولم يتعرض له احد ، وقد سبق للسوفييت ان اطلقو المصارحة (الغلاسنوست) قبل التسوية او الاصلاح (البيرسترويكا)
نعم انها المراجعة ( المصارحة) والمصالحة ايها الاعزة فلا موازنة سنوية بدون كشف ختامي ولا تسوية دون مراجعة ولا نظام يستمر ويرتقي دون مراجعة مستمرة ولا حزب يمكن ان يسمي نفسه حزبا دون مؤتمرات للمراجعة كي لا يكتب الخلود لأمنائها العامون حيث ان حتى الوفاة تأتي بالوريث كما كان يجر الحال في الدولتان الاموية والعباسيةوللحديث بقية[email protected]