23 ديسمبر، 2024 10:38 ص

(التسوية التاريخية)…او مشروع بايدن

(التسوية التاريخية)…او مشروع بايدن

مشرع (التسوية التاريخية) ليس وليد الساعة بل هو توجه امريكي بالدرجة الأولى لكن تأخر تنفيذه لأسباب تتعلق بالجانب الامريكي ذاته وسياسته في العراق وبسبب عوامل اخرى لايسع المقام لذكرها. وللأمانة فإن مخرجات ومضامين مشروع التسوية هي ذاتها مضامين مشروع نائب الرئبس الأمريكي جو بايدن المعروف. وفيما يلي اهم مخرجات هذا المشروع: 
أولا/ إحتواء قوى التمرد: 
تقوم الفكرة الأساسية للتسوية على اعادة احتواء ودمج قوى التمرد الطائفي-البعثي واعادة تأهيلها من جديد بعد تسوية وضعها القانوني والسياسي عبر اجراءات بعضها قضائي وبعضها سياسي من خلال غلق ملف المسائلة والعدالة وتشريع قانون الأقاليم وسلسلة قوانين اخرى. وادناه اهم الفصائل المتمردة المشمولة بالتسوية: 
1- جيش النقشبندية. 
2- الوية الناصر صلاح الدين. 
3- حماس العراق.
4- كتائب ثورة العشرين. 
5- جيش المجاهدين/ناصر الجنابي.

6- مجلس شورى المجاهدين/عبدالله الجنابي. 
7- البعثيين جماعة يونس الاحمد كأشخاص وليس كحزب .
8- البعثيين جماعة عزت الدوري كأشخاص وليس كحزب. 
10- هيئة علماء المسلمين/حارث الضاري
11- الجهاد والتوحيد كأفراد وليس كتنظيم.
12- داعش كأفراد وليس كتنظيم. 
اما الشخصيات التي ستنتفع من التسوية فهم كل من : 
سلطان هاشم وزير دفاع صدام.
طارق الهاشمي ومجموعته.
رافع العيساوي ومجموعته.
اثيل النجيفي ومجموعته. 
علي حاتم السلمان ومجموعته. 
الخناجرة ونقصد بهم خميس الخنجر ومعه كل من مول الاعتصامات والاحتجاجات ومعهم (ثوار العشائر). 
ثانياً/ الالتزامات:

اما الالتزامات التي ستترتب على الاطراف التي ستلتزم بالتسوية فهي كالتالي: 
الطرف الاول/ الشيعة يمثلهم التحالف الوطني. وبوصفه صاحب المبادرة يتعهد بالالتزام بما يلي: 
أ/ السماح للفصائل والشخصيات المشمولة بالتسوية بالعودة الى الحياة السياسية بعد تسوية ملفاتها بما فيها القضائية واسقاط جميع التهم عنها ومنحها الحرية التامة في العمل السياسي وادخالها للعملية السياسية الجارية. 
ب/ الاقلمة: اي السماح بتأسيس الاقليم وفي مقدمتها الاقليم السني وتسهيل مهمة تأسيسه وتذليل العقبات التي تقف بوجهه كحق دستوري وكمطلب جماهيري سني. ج/ المثالثة: اي القبول بإدارة الدولة وفقاً لمبدأ الثلث المعطل المعمول به في لبنان ويعمل بذلك في ذلك على مستوى السلطتين التنفيذية والتشريعية. دً/ الاقطعة: وهي خطوة متأخرة ويقصد بها ترك تمثيل المكونات الأساسية ومنها السنة الى عوائل واقطاعيات سياسية توكل لها مهمتان الاولى تمثيل السنة سياسياً على الطريقة اللبنانية والثانية ادارة شؤون الإقليم السني بالتنسيق مع القوى والشخصيات السنية الاخرى وما يصدق على الإقليم السني يصدق على الإقليم الشيعي. الطرف الثاني/ الفصائل المتمردة ومن ورائها القوى الإقليمية الراعية: أ/ تتعهد بإيقاف تمردها وترك العنف المسلح وتسليم جميع العناصر الأجنبية المتواجدة في صفوفها او طردهم ومنع عودتهم للعراق. 
ب/ الاعتراف بالعملية السياسية والانخراط فيها بطريقة مشابهة لانخراط سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية بالعملية السياسية هناك. 
ج/التعهد بمنع الخطاب التحريضي الطائفي والعنصري ضد بقية المكونات. 
الطرف الثالث/ الأكراد: يقوم كل من ممثلي المكون السني وممثلي الشيعة بتنفيذ المادة 140 من الدستور وبالمقابل يتعهد الطرف الكردي من خلال من يمثله بالبقاء ضمن العراق الواحد بشكل ابدي, والكف عن التلويح بالانفصال بشكل نهائي. 
ثالثا/ الرعاية الاممية: 
بعد ذلك تقوم الأمم المتحدة برعاية اتفاق التسوية وبحضور ممثلين عن القوى الإقليمية التي لها تأثير على قوى التمرد السني ويتم الإعلان عن الإتفاق بشكل رسمي ويتم اعتبار يوم الاتفاق كعيد وطني للعراق.
الخلاصة: 
قد يتحقق امن واستقرار نسبي من وراء مشروع التسوية لكن سيكون ذلك على حساب الاكثرية السكانية في العراق اعني بهم شيعة العراق اذ انهم سيكونوا الخاسر الأكبر ان لم يكن الوحيد من وراء هذه المشروع الذي سيقلص من سلطاتهم الدستورية من خلال الثلث المعطل والذي سيجردهم من اكثريتهم والذي سيلزمهم بتبديد ثرواتهم على ابناء الأقاليم الأخرى من دون ثمن سياسي يذكر اللهم الا اذا اعتبرنا وقف النزيف الشيعي ثمناً لهذه التسوية الغير عادلة. وفي الختام سيكتب التاريخ ان فشل الشيعة الاسلاميين في حكم العراق وادارة الدولة كان سبباً لخسارة الشيعة الحكم الذي كلفهم عشرات الآلاف من الشهداء من دون ان يحافظوا عليه.