29 ديسمبر، 2024 9:15 م

التسول ظاهرة من ظواهر التخلف بلا معالجات استئصالية

التسول ظاهرة من ظواهر التخلف بلا معالجات استئصالية

التسول بات ظاهرة من ظواهر التخلف في العراق وليس على العراقيين فحسب بل حتى وصل الحال الى جنسيات اجنبية أخرى, وبين فترة واخرى يلقى القبض على بعض المتسولين ويطلق سراحهم في معالجات ترقيعية غير استئصالية , فعلى وزارة الداخلية والجهات المسؤولة الاخرى وضع مفارز دائمية في التقاطعات والساحات ترافق شرطة المرور للقبض على هؤلاء المتسولين والقصاص منهم في اجراء شمولي غير ترقيعي , وما اكثر اعداد الشرطة في العراق , ويجب ان تكون حملات الداخلية مستمرة كل يوم لملاحقة هؤلاء الذين يجلبون السمعة السيئة عن العراق بلد النفط وبلد الحضارات , في الآونة الأخيرة بدأت الظاهرة تأخذ مديات أخرى تهدد أمن المجتمع، حيث يتواجد بين المتسولين أناس أجانب دخلوا البلاد عن طريق السياحة، متخّفين في بعض الأماكن خاصة التي يرتادها الزوار من كل صوب، حين تسير في شوارع العاصمة العراقية بغداد، ترى أطفالا وفتية من الجنسين وآخرين متقدمين في العمر يمتهنون التسول طلبا للفتات من الناس، أما إذا كنت في مطعم أو مقهى أو حتى في منزلك فسيأتيك المتسولون ليل نهار, فيما يطالب مواطنون بمعالجة هذه الظاهرة غير الحضارية, ومن خلال استطلاعنا الاستقصائي الذي اجراه الاتحاد العراقي للصحفيين الاستقصائيين والذي اشرف انا عليه شخصياً, نؤكد بان ظاهرة التسول غير حضارية، وغير لائقة في الشوارع، فضلاً عن أنهم يتسببون بمشاكل وتجاوزات على سائقي المركبات ويتكلمون بألفاظ نابية مقززة من الشتائم والسباب والحركات اللا أخلاقية في تلك التقاطعات التي تقف فيها المركبات لدقائق كثيرة بسبب الزحامات الخانقة التي لا حلول لها في الافق, وان بعض تلك المركبات تحمل العوائل والنساء والفتيات وهنّ يسمعّن تلك الالفاظ البذيئة التي لا تليق بمجتمع مثل مجتمع العراق , أصبحت تلك الظاهرة مخزية، وبلدنا العراق فيه خيرات كثيرة وأغنياء كثر، فكيف تكون هذه الظاهرة موجودة ومستفحلة ومزمنة ولا حلول لها ؟

استقصينا معلومات دقيقة انا وزملائي في الاتحاد “ع, ز, ك,وأ” بان جهات متنفذة تقف وراء المتسولين في الطرقات، وتوزيعهم بشكل يومي، ومركز انطلاقها ” دولة البتاويين المتحدة ” وان هذه الظاهرة باتت أشبه بالمستعصية على الحكومة ووزارة الداخلية بوجود مافيات تدر أموالاً على جهات منتفعة منها، وعلى الجهات المعنية التشديد على ضرورة معالجة تسرب الأجانب بطرق غير شرعية ومتابعة وضعهم القانوني في العراق , يضاف الى هؤلاء المرتزقة حالات تقابلها فقر لعائلات عراقية قد يدفعهم العوز إلى الاستجداء بطرق مختلفة, ومن خلال متابعاتنا الميدانية للفريق الاستقصائي تبين ان هناك صفحات للتواصل الاجتماعي “الفيس بووك ” ترتبط عنكبوتياً عبر اتصالات بأسماء مستعارة واماكن تواجدهم وانطلاقهم للعمل ضمن قواطع مختلفة يشرف عليها “مقاولون ” مختصون بذلك يملكون سيارات الحمل لنقلهم وتوزيعهم كل حسب منطقته المسؤول عنها , وتختلف اجور المتسولين بين طفل ومعاق وامرأة عجوز وكهل هرم , وهناك اجور مضاعفة لمن يمتلك طفلاً معوقاً او طفلا رضيع , وقد تبين لنا بالحقيقة والواقع ان شخصيات وأحزاب ومافيات تدير تلك الشبكات من المتسولين في العراق, وقد اخذت مهنة التسول منحى آخر، حتى دخلت شخصيات متسلطة ومافيات تتربح من إدارة شبكات للمتسولين، فضلا عن وجود آلاف من اللاجئين السوريين وآخرين من الأجانب امتهنوا التسول. كثيرة هي الأسباب التي ساهمت في زيادة ظاهرة التسول بالعاصمة العراقية، منها الأزمات السياسية والاقتصادية التي ألقت بظلالها على المواطنين حتى بلغت نسب الفقر في البلاد نحو 40% من العراقيين البالغ تعدادهم أكثر من 40 مليون نسمة، بحسب تقرير للبنك الدولي عام 2021.