18 ديسمبر، 2024 5:42 م

التسول آفة مجتمعية ام حاجة فعلية

التسول آفة مجتمعية ام حاجة فعلية

(“من استجد الناس جاء يوم القيامة وهو اجذم لا لحم على وجه” صدق رسول الله (ص)
تمر الشعوب بظروف صعبة نتيجة الحروب المفروضة , أوبئة , أزمة اقتصادية ,تنعكس على حياة المواطن اليومية بعاهات مستديمة وأمراض نفسية وفقر مدقع ,من الصعوبة شفائها أو تحمل تبعاتها فتحبط نفسيته وتثقل كاهله وتحط من وزره ,شعوب العالم الثالث أكثر عرضت لهذه المظاهر ,العوز والحاجة, تعليم , صحة , كرامة ,الجهل يضرب أطنابه بالعديد منهم . الفقرواحدة من هذه التبعات التي يتحمل ثقلها بعض ضحايا المجتمع وهي حالة مذمومة وسيئة ومرفوضة والحديث النبوي الشريف: “الفقر سواد الوجه في الدارين” ويعني رسول الله(ص) يجعل الانسان في الدنيا ذليلاً حقيراً لا قيمة له، وكرد على آفة العوز والفقر قال أمير المؤمنين علي السلام {: “ما دخل الفقر الى بلد الا قال الكفر خذني معك” وفي كلمة اخرى قال: “لو تمثل لي الفقر رجلاً لضربت عنقه” هذا لأن الفقر له آثار سيئة، يخرس الفصيح، يفقد الانسان الحيلة مهما كان ذكياً يجعله مخلداً الى الارض، لا يتحرك ساكناً راكداً،} , على الأنسان ان يكون عزيزاً منيع المقام محترماً، يكد ويجتهد ويعمل ولا يجعل الفقر يتسلل الى حياته , لأنه يورث ذل في الوجه ونقصا في الدين وخفة بالعقل ,قال سلمان المحمدي ر. ض وارضاه عجبت لرجل يدخل على عياله ولم يجد قوت يومه كيف لا يستل سيفه ,اذن الحاجة والعوز ذل ومهانة تدفع الانسان لأن يمد يده ويطأطأ راسه من ضعفاء الأيمان و النفوس ( من يهن يسهل الهوان عليه … ما لجرح بميت أيلامُ ), صفة مذمومة لا تليق بالإنسان , يقول الخالق {بسم الله الرحمن الرحيم وتحسبهم أغنياء من التعفف } أذن هي عفة وكرامة ليس من السهولة ان تجعل صاحبها ذليلا مهانا ,والمجتمع المثالي يتصف بالتكافل الاجتماعي بين بعضهم البعض سوآءا على مستوى الأفراد والجماعات , ومنظمات إنسانية هدفها مساعدة الفقراء, مؤخرا رأينا تسابق الناس والمنظمات في مساعدة العوائل المتعففة بحصار كورونا امتدت لأشهر . التسول الآن بازدياد ملحوظ و ظاهرة تقض المواجع بانتشارها الواسع عند كل تقاطع وزقاق حتى ان البعض يطرق الابواب طلبا للحاجة مدعيا فقر الحال , بعد التحري والمتابعة في أكثر شوارع بغداد والمحافظات واللقاء بالبعض يظهر انها حرفة لها قوانينها ودوائر متابعيها وحماية ممتهنيها , قسمت المناطق بين المتنفذين واصحاب الشأن من الراعين والممولين والمستفيدين من هذه الشريحة بعد ان وفرت لهم ,مأكلا ,ملبسا ومناما , محميات ومقاطعات فرضت على واقع الشارع العراقي وأصبحت مألوفة ومستساغة تسيطر على حركتها مافيات وعصابات للترويج لهم وكسب المزيد منهم تحت طائلة الخوف والعوز والتشرد , قرب كل سيطرة عسكرية وخاصة مدخل بغداد سيطرة (75) ,تجد النساء المتسولات بجمال شكل وصغر سن , هذه المافيات تتحكم بهم وتسيطر عليهم وتوجههم . ظاهرة لا يستبعد الكثير ان تكون عين استخبارية راصدة لجهات أجنبية , مافيات أجرام يستدرجون ضحيتهم والايقاع به والنيل منه اما مقتولا أو مسلوب , يستخدمون لترويج المخدرات والممنوعات , تجارة أعضاء , تمزيق المجتمع , كلها واردة ان احكمنا ضبط ايقاعها وتابعنا عمل المسؤولين عنهم , أضافة الى انها ظاهرة غير حضارية ودلالة على انفلات مجتمعي غير محكوم بقانون ,
.

يروي لي احد الاصدقاء حادثة جرت معه مؤخرا في واحدة من مناطق بغداد يعمل سائق تكسي , أمرأه لازالت في سن الشباب رمت بجسدها داخل العجلة طالبت منه ان يوصلها الى منطقة البتاويين وارجاعها وافق على ذلك وتحركت العجلة , دار حديث بينه وبينها عملك ؟ متسولة , ما لغاية من التسول؟ نزهت وقليل من التعب , كم محصولك اليومي ؟ يتراوح بين 250ألى 350أما ايام الجمع والاعياد والزيارات يصل الى 500 ألف , عندك اطفال ؟؟ لا , متزوجة ؟ نعم , تملكين دار سكن ؟ نعم , ما لداعي لهذا العمل ؟ قلت لك نزهه واستفادة لمساعدة زوجي الذي يعمل بالدولة , وصلنا الى البتاويين , تكلمت مع أمرأه وجلبت لها طفلة جميلة وصعدت في العجلة طالبت العودة لمكانها الاول , طفل جميل جدا هادئ مجرد ان صعد بالعجلة نام , من هذا الطفل ؟ قالت أجرته ليوم بمبلغ 25 ألف دينار وفي نهاية النهار ارجعه لهذه المرأة التي تنظم عمل التأجير في هذه المنطقة , عندك اطفال ؟؟ لا . نزلت مودعه وتركته في حيرة من أمره . إجراءات لابد من اتخاذها لحماية المجتمع وحل آني نقترح :-

01القاء القبض عليهم والتحقيق معهم بغية معرفة خيوطهم والتعرف على عالمهم ومن يمولهم وايجاد حل آني لمشاكلهم .

02تخصيص راتب شهري عبر شبكة الرعاية الاجتماعية لمن يستحق منهم المساعدة.

03أيجاد سكن مريح لمن لاسكن له أو ايداعهم في دور الدولة وفرض قيود على حركتهم .

04تكليف الشرطة المجتمعية بمتابعة نشاطاتهم وادخالهم دورات تأهيلية على يد مشرفين أكفاء لاحتوائهم وحمايتهم من منزلقات الرذيلة .

05فرض رقابة صارمة من الأجهزة الأمنية عليهم ومعرفة توجهاتهم والتدقيق بأسمائهم

وعناوينهم وانحدارهم المناطقي .