7 أبريل، 2024 10:02 م
Search
Close this search box.

التسلح ما بعد النووي!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

القوى الكبرى في سباق تسلحي محموم تجاوز ما كنا نحسبه سلاحا فتاكا , فالعقل أمعن في إبداعات أدوات الشر , وتفوق في إبتكاراتها على كافة الأصعدة الأخرى.
فالدنيا تتحرك على سكة الحروب والدمارات المتعاقبة , وكأنها تلد ممكنات التطور والتقدم والإنهماك في تجديد واقع الحياة , والثمن يكون باهضا وداميا ومزدحما بالأشلاء , والخرابات الفائقة.
ولا تزال آثار الحرب العالمية الثانية تقدم شواهد مذهلة عما أصاب مدن العالم وشعوبها من الأضرار والمعاناة القاسية الفتاكة , لكنها تجاوزتها ونهضت في مسيرة إنطلاق جديدة , والأمثلة في ألمانيا واليايان ووارسو التي مُحقت عن بكرة أبيها.
ويبدو أن الدول القوية لتواصل نشاطاتها التصنيعية العسكرية وتسارعها , تسعى بين فترة وأخرى للتخلص مما تكدس في مخازنها من الأسلحة القديمة , ويكون السبيل المربح لذلك أن تشعل الحروب في المناطق المتأخرة من العالم فتبيعها لهم , ولهذا فالحروب متواصلة في أصقاع الدنيا المصابة بالكسل والتبعية والخنوع والإنهيار.
وتبدو الأسلحة النووية بالنسبة للدول المتأخرة وكأنها إنجاز هائل عظيم , والدول القوية المهيمنة على الأرض قطعت أشواطا بعيدة في تصنيع الأسلحة مستعملة آخر المكتشفات العلمية , ودخلت علوم الفيزياء والكيمياء والأحياء المجهرية في مناهجها التدميرية.
وتجدها اليوم تتحدث عن الأسلحة الفائقة السرعة والإشعاعية , والصوتية والصاروخية العابرة للقارات , ومعظمها نقلت صراعاتها التدميرية إلى باقي الأجرام في مجموعتنا الشمسية التي سنفتك بها ذات حين.
إن العقل أخذ البشرية إلى متاهات فنائية لن تنجو منها الكرة الأرضية , ولربما سيدفعها للإنتقام من خلقها الذي أصابها بويلات وإنتكاسات تزعزع ثبات توازنها وإيقاع دورانها , مما سيعرضها إلى الإحتراق المبيد بأشعة الشمس القاسية.
فالدوران يحمي كيانها وكينونتها البيئية اللازمة للحفاظ على الحياة.
فهل سنرحم أمنا الأرض قبل أن تغضب علينا وتنتقم منا؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب