منذُ أول عملية ديمقراطية في عهد الإسلام والتي عاصرها، وثبّت أبجدياتها إمام المتقين وقائد الغر المحجلين “علي بن أبي طالب” (عليه السلام وآله)، وما أن انتهت فترته بإستشهاده مخضب بدمه وهو يصلي في المحراب، حتى إنتهت تلك الفترة المضيئة، في أول عهد لتلك الديمقراطية، التي يتبجح الغرب أنهم صدّروها للعراق، لنرى الوجه القبيح في تصدر ثلة أناس بعيدين كل البعد عن الشرف والنزاهة، والعمل الذي أقسم على تأديته، وهذا اليمين من المسلمات أنه سيحاسبه الخالق لقاء حنثه باليمين، ولو نظرنا نظرة بسيطة لما تقوم به الدول التي لا تدين بالشريعة الإسلامية، لرأيناهم يطبقونها وفق أبجدياتها التي وضعتها الشريعة السمحاء .
تسارعت الخطى في هذه الدورة الإنتخابية ومعتركها، بلغة أعلى من سابقتها! لم يسبقها اليها أحد من قبل، وهذا ناتج عن الجهالة الذي تعمدت الحكومات السابقة بتعميمها، خاصة النظام البعثي الذي هدم كل ما من شأنه للتطور، حيث قضى على التعليم وجعله مجرد مؤسسات تابعة له، مع الإهمال المتعمد وإذلال الكوادر التدريسية! وجعلهم يعتمدون على الطالب في معيشتهم، التي وصلت حد الإستجداء، وبشهادة الدول المتحضرة، أن العراقي يتمتع بعقلية قلمّا يمتلكُها غَيره، والدليل المواقع التي تصدروها في الدول الغربية، والتي نعتبرها بدورنا دول كافرة.
يقودنا الى الفعل المشين الرائج هذه الفترة، لكتل تم تسجيل عائديتها، وأي حزب أو كتلة تقف خلفهم، والنشر المخجل بتشويه صورة بعض المرشحين، أو الكتل التي ينتمي لها بعض المرشحين، ناهيك عن فبركة بعض المقاطع المقتطعة، لإيهام المتلقي أن الكلام المطروح حقيقة، بينما يجهل أن هذا المقطع مفبرك، ظنّاً منه أنه نال من الشخص الذي يخشاه، وهنا نقف عند هذه النقطة الفاصلة فبدل النيل من الخصوم، والأجدر أن يطرح برنامجهُ، إذا كان لديه برنامج! كون الشارع العراقي مل من الوعود السابقة الكاذبة، لأنها تجربة خاضها المواطن وعانى منها طويلاً وبقي كحاله بل أسوأ .
من خلال الأسئلة حول جملة “المجرب لا يجرب”، وكثرة الجدال حولها، يقودنا لقضية مصيرية بحق التعليم، ويبين حالة الجهل المتغلغل في عقول السائلين، بيد أنها جملة مفهومة.. ولا تحتاج لتأويل، وقسم منهم راح يفند مفردات اللغة العربية، بما تجود به عقليته المريضة، والضرب بجملة شمول الكل، وهذه العمومية مصدرها الأحزاب الفاشلة، التي تدير عجلة الصفحات الممولة، حالها حال “القرد المقطوع الذنب”! هذه القصة كانت موضوع في القراءة لأحد الصفوف الابتدائية في مناهج فترة السبعينات الدراسية آنذاك .
من يملك برنامج فليطرحه للمواطن، كذلك الشخصيات التي كانت تتصدى للمسؤولية، إضافة للنواب السابقين وكتلهم، وطرح المنجزات التي حققوها في الفترة الماضية، بدل التسقيط الذي عبر كل الخطوط وأصبحنا حالها حال المواقع “الإباحية”! وهنا ينطبق البحث على الجملة التي أوضحتها المرجعية، ومن على منبر الجمعة في كربلاء المقدسة، حول البحث عن الشخص الذي ينال ثقة الجميع أو الأغلب، مهما كان إنتمائه، ولا يُعتقد أن المرجعية قد أوكلت لأيّ أحد أن ينوبها عدا منبر الجمعة، وهذه الإسطوانة التي أطرب لها البعض، وكلٌ فسرها حسب الجهة التي ينتمي لها .