18 ديسمبر، 2024 8:33 م

التسريع والتطبيع بين العرب وعهد ترامب وبايدن

التسريع والتطبيع بين العرب وعهد ترامب وبايدن

يتجاهل اغلب الزعماء العرب معرفتهم بالسياسة الامريكية وموقفها الثابت تجاه كل قضايا العالم والشرق الاوسط على الخصوص..
ولذلك نجدهم يحسمون قضاياهم وحتى المصيرية منها بسرعة فائقة لمجرد سماعهم تصريحات رنانه من هذا الرئيس او المتحدث باسمه.
وهذا ينطبق على شعوب المنطقه بكل تفاصيل المواضيع العامة ومايتبعها من مؤثرات جانبية اخرى تلحق أحياناً بسمعة تلك الدولة او سمعة الحاكم عليها… ولو نظرنا نظرة بسيطة جدا الى سياسة الولايات المتحدة منذ تأسيسها ولحد هذه اللحظة نجد ان السياسة ثابتة وكل المتغيرات هي تصريحات تكون دوماً عكسية وحسب مزاج الرئيس فالرئيس الديمقراطي الامريكي يخالف كلامه الرئيس الجمهوري ولكن الاثنان ينبعان من مصب واحد ويكونان سياسة ثابته واحده وكل القرارات وخاصة الخارجية منها والمهمة تجدها من صناعة اللوبي الصهيوني الموجود في امريكا فهو المتحكم الاول بالسياسة الامريكية وخاصة السياسة الاقتصاديه.. فتجد النسبة الاكبر لرؤوس الاموال تعود لجماعات وشركات من اصول يهودية واغلبها يهودية متشددة ومن هنا تجد تأثيرات الاقتصاد الامريكي وتحكمه وتأثيره بالاقتصاد العالمي ومايعرف اليوم بالعولمة والاسواق العالمية والبورصات واسواق الاسهم انما هي مجاراة لتلك السياسة الاقتصاديه المفروضة على العالم ومن هنا نجد ان اي رئيس للولايات المتحدة الأمريكيّة سواء كان من الحزب الديمقراطي او الحزب الجمهوري يعتبر الموظف الاول في البيت الابيض وهو بمثابة واجه اعلامية فقط وليس لديه القدرة على تنفيذ اي قرار يصدره بدون الاستعانة بكبار موظفي البيت الابيض والذين عادة مايكونون ممثلين لتلك الهيئات بافكارهم الرأسمالية والعدائية أحياناً كونهم ينظرون الى شعوب العالم نظرة استخفاف وتخلف ويعتمدون على نظريتهم هذه من خلال نظرتهم لما يحدث بالشعوب وخاصة في منطقة الشرق الاوسط من مجاعة وانتشار امراض يرافقها هجرة جماعية وهم يعرفون جيدا امتلاك تلك الشعوب للثروات المكمونه داخل الارض وخارجها من بترول ومياه ومعادن اخرى ومن هنا تجدهم يتحكمون بتلك الثروات بصورة مباشرة اوغير مباشره من خلال شركاتهم العملاقة التي صنعوها وصمموها لتكملة مخططاتهم الاستعمارية الحديثة بأسماء وهمية جديدة…
اليوم نرى اغلب شعوبنا العربية والاسلامية واغلب دول مصنفات مايسمى بالعالم الثالث المغلوبة على امرها تتابع وبشغف متزايد الانتخابات الأمريكيّة ويحدوا في نفوسهم الضعيفة للاسف ان فوز بايدن سيكون افضل من عهد سابقه ترامب وتناسوا ان كل حروب المنطقه وما رافقها من قتل ودمار هو بسبب السياسة الأمريكيّة المتهورة دائماً بأسم الديمقراطية وان القرار متخذ لتلك الحروب من قبل الحزبين الحاكمين الديمقراطي والجمهوري بالاجماع وان التصريحات الرنانة مجرد عمليات تهديد وابتزاز فقط فلايستطيع بايدن ان يغير من مواقف الدول العربية التي وقعت اتفاقية التطبيع مع اسرائيل في عهد سلفه الذي اعترف علناً بان يهود امريكا خذلوه في الانتخابات واذا صح ادعاءه فالمخذول قدم لاسرائيل تطبيع علني مع دول عربية مهمه فماذا سوف يقدم منافسه الذي انتخبته الجالية اليهودية في امريكا لاسرائيل… وهذا ماسوف نراه في المستقبل القريب بعد هدوء ونهاية التصريحات الانتخابية… عندها سوف يكون لكل حادث حديث ويقوم ابناء شعوبنا بالانتظار لفترة مقبلة وانتخابات امريكية جديدة وكل عام وانتم بألف خير…..