سَبَطَ: أذعن , صار سهلا , وفي اللهجة الدارجة يُقال: “إمْسَبُّط” أي مستسلم أو مذعن.
حضرت هذه الكلمة , ومصطلح “الفوضى الخلاقة” أوجع الرؤوس منذ بداية هذا القرن , وكأنه مخترع جديد وما عرفته البشرية مرارا من قبل.
فهو التعبير المعاصر عن “فرّق تسد” , التي أوجعت رؤوسنا أيضا على مدى القرن العشرين , فكنا نلوكها منذ الطفولة , وما وجدنا سوى التطبيق المخلص والجاد لها في ديارنا.
القوى لا تهدأ وتريد التوسع والهيمنة والإمتداد , ولا توجد قوة في تأريخ البشرية لم تحدد لها أهدافا وتنطلق نحوها , وتستحضر أدوات ومهارات الإيقاع بالهدف والإمساك به.
وموضوع إستهداف وحدة وتماسك عناصر الهدف من الآليات الغائرة في القدم , ولا تحتاج لذكاء , وإنما هي أشبه بالبديهيات اللازمة للقبض على الهدف المنشود.
ولهذا ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” .
وقال المهلب بن أبي صفرة (8 -82) هجرية:
“كونوا جميعا يا بني إذا اعترى…خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا…وإذا افترقن تكسرت أفرادا”
وفي واقع الأمة المرهونة بالمصطلحات , يتم طرح توصيفات وتتسابق نحوها الأقلام , فتكتب عنها بحماسة وتكرارية ترسيخية مملة , تساهم في تعطيل قدراتها , وتأهيلها لتسويغ وإستلطاف واقع حالها مهما كان نكيدا , فتفرقوا وتناخروا يا أبناء الأمة , فهذه هي الفوضى الخلاقة , ولا حول لنا ولا قوى , إلاّ “على حس الطبل خفن يا رجلية”.
فهل نظرنا إلى أحوالنا وتدبرنا أمورنا؟
وهل تساءلنا عمّاذا قدمنا للبلاد والعباد؟
وهل تفكرنا بمصيرنا كأمة؟
أمْ كلها على إيقاع “أكلتُ يوم أكل الثور الأبيض”!!