ان مفهوم التكامل يعني العلو أو الحركة من الأدنى الى الأعلى في المقامات المعرفية و الأخلاقية والفكرية والعلمية والتطبيق الواعي المسؤول لضوابط واحكام الشريعة والسمو بالإنسانية ليناسب تقويمها الأحسن في الخلقة , وعكس التكامل هو التسافل او الانحطاط في أدنى وأحقر المقامات من الجهل والرذيلة والمعصية والتمرد على الضوابط الشرعية والأخلاقية والسلوك الحيواني , ومن اهم أنواع التكامل هو التكامل الاجتماعي والتاريخي الاكتسابي الحاصل بالتعليم والتعلم وانتقاله كالشعلة من جيل الى آخر , اما التراجع فهو عكس التقدم والازدهار وهو ما يحصل في محيط الانسان وكل ما يرتبط بحياته من خدمات ومؤسسات واقتصاد ونظام عام للدولة والوطن الذي يعيش فيه الانسان, وبما ان المسؤولية مشتركة فبما ان التكامل اكتسابي فهذا يعني حاجة الانسان الى من يكتسب منه ونفس الكلام يجري اذا وسعنا الدائرة الى المجتمع والأمة , وهذا المجتمع والأمة له دور ومسؤولية في التراجع والتقدم كما له نفس الدور في التكامل ولكن يبقى الدور الأكبر والابرز والاصل لمن تولى أمر هذا المجتمع والأمة , والاهم من أن تولي الامة أمرها الى رجل ما بقدر ما هو إذا كان هذا الرجل يتمتع بقيمة علمية ومعرفية ودراية وحكمة ومقام روحي عالي وقد فرغ من تكامل نفسه أولاً ,لأن المفروض هو من يكسب الامة مراتب التكامل أما اذا كان العكس ويفتقر لأي قيمة معرفية وتكاملية روحية وعلمية والذي يعني وجود ضدها من التسافل كالجهل والتكبر والانحطاط , فهذا الأخير هو الذي ينعكس على الامة ويكسبه إياها وهنا نستذكر تحذير الامام الصادق عليه السلام (ما ولت أمة أمرها رجلاً قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم سفالاً حتـى يرجعوا إلى ما تركوا ) .. فكيف اذا ولت الامة امرها لجاهل ! وقد ولت الامة أمرها الى السيستاني وأصبح المتصرف والآمر والناهي في أمرها منذ ثلاثة عشر عاماً حيث أفتى بالتصويت على الدستور ومجلس الحكم وحرمة قتال المحتل وتسليم السلاح له ووجوب انتخاب الساسة الفاسدين لثلاث دورات انتخابية وبارك الحكومة الفاشلة وأفتى بفتوى التحشيد الطائفية ؟ لكن ماذا حصل خلال هذه الفترة , واعتقد ان الواقع يجيب وبكل وضوح ,
تسافل وانحلال وانحراف أخلاقي وجهل منتشر وعصبية وجاهلية وطائفية وانتشار الثقافة العدوانية التحريضية والصراع والتناحر والقتل والتقاتل وحرق جثث والتمثيل بها وحرق ونهب وسلب للأموال والممتلكات وتفكيك الاواصر بين المجتمع والمتاجرة باسم الدين وتخدير وخداع باسم المذهب وانسلاخ لروح المواطنة وتنصل عن المسؤولية وتمرد وعصيان و لا مبالاة وتنافس وتفاخر بالأموال والاملاك وتسابق في الفساد في كل مجالات الحياة ! وكذا في الجانب الآخر نجد التراجع الكبير حتى أصبح العراق في المراتب الأولى في الدول المتراجعة على مستوى الاقتصاد والأمن والأمان والفساد المالي والإداري ونقص الخدمات والافلاس والتهريب للأموال ووكر للمليشيات والإرهاب وانعدام السيادة وتقسيم وتقشف وأرامل وأيتام ونازحين ومهجرين وفقراء ومساكين مائدتهم ومصدر رزقهم النفايات !
وهنا نخاطب الأمة التي خُدعت وغُرر بها إعلامياً , وولت أمرها للسيستاني أن لا تكابر وتعاند وان يرجعوا الى ما تركوا الى من هو أجدر وأعلم الذي لو اتبعتموه لما حصل بكم ما حصل ولما جرى في العراق ما جرى , ها وقد الحجة بالغة في سنن الله تعالى وقوانينه وحلمه فمسيرة ثلاثة عشر عاماً بفسادها ودمارها وعذابها تكفي كحجة وبرهان وها هو قوله تعالى يخاطبكم (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ), فأرجعوا الى الله تعالى وأحكامه وثقافة الإسلام المعتدلة , أرجعوا الى وطنكم , أرجعوا غيرتكم , أرجعوا الى الأعلم , أرجعوا الى نهج التشيع الإنساني الرسالي , واتركوا من ترككم بعد أن ورطّكم وألقى بكم في بطون حيتان الفساد والافساد , وأرجعوا الى من أعطى مشروع الخلاص , واتركوا صاحب مشروع الهلاك !!
hasany.com/vb/showthread.php?t=415439-https://www.al