18 ديسمبر، 2024 9:06 م

الترويج للشيوعية من خلال التنظيمات و الاحزاب السياسية

الترويج للشيوعية من خلال التنظيمات و الاحزاب السياسية

إن الانسان في (العصر الحديث) كان قد إرتكب خطأ فادحاً حينما زجّ بالشيوعية في حركة السياسة و نسى أو تناسى أن المرحلة الخاصة بها لم تحِن (تحين) ، و أن الصراع المستمر لم يهدأ بعد حتى نصل الى الشيوعية
إن أخطر شيء هو أن يُوهم الانسان نفسه بان الشيوعية تُفرض فرضاً على المجتمع ، بينما الصحيح أن حتمية تلك المرحلة لاتحتاج حتى الى التثقيف و الاستعداد اللازم لها ، ما دامت أنها آتية لامحالة
إن الشيوعية هي قمة التسامي في العدالة الاجتماعية و ذروة المساواة و جوهر الانسانية و روحها ، و هي مرحلة متقدمة من السمو الاخلاقي و النبل السلوكي للمجتمعات
حينما تلاقفنا الفهم غير الناضج للشيوعية (فِهمنا نحن) كنّا قد خذلنا النتاج البشري المتقدم في أفكاره ، حينما إستخلص و تنبأ بنهايات المراحل الاقتصادية و الصراعات القائمة على مر التاريخ للوصول الى تلك المرحلة النوعية بشكل حتمي (في حالة صحة و دقة إفتراضات تلك الفلسفات التي إستند اليه ذلك التفكير الواعي)
لقد أساءت التنظيمات السياسية ، حينما قرنت إسم أحزابها (بالشيوعية) و لربما كانت قد سببّت لها إنتكاسة في تسلسل الاحداث التاريخية ، في الوقت الذي لم تكن فيه المجتمعات قد تبلورت في وجدانها و عقولها و سلوكياتها بداهة الافكار و الرؤى الشيوعية ، و كان من حق تلك التنظيمات أن تعلن عن وجودها و حركتها تحت مُسميات (إشتراكية) بعيدا عن الشيوعية ، على إفتراض أن المراحل البشرية تكون مُهيأة لهذه الطروحات الفكرية ، أي أن الترويج (للشيوعية) من خلال التنظيمات و الاحزاب السياسية ، لم يكن مُوفقاً ، لان التوقيت الزمني غير مناسب ، و أن التبشير بالشيوعية قبل أوانها لم يكن بالضرورة عنصراً فاعلا في التعجيل بمرحلتها ، إن الاضمحلال و لا نقول (الفشل) الذي رافق تجربة أو تجارب محاولة تطبيق الشيوعية هو شاهداً على ما نقول
حتى خلُص أحدهم الى القول (لاحتميه تأريخية تأتي بالانتظار ، بل من خلال صراع الاضداد ، بين القديم المتمسك بقدمه ، وبين الجديد الذي يقوم على ركام القديم ، وكلا النقيضين له مؤيدون يخوضون صراعا متنوع الأشكال والاساليب ، وأن بعض الاحزاب أطلقت على نفسها تسمية الحزب الشيوعي ، وهي تسمية ليس في وقتها وليس في محلها ، وخاصة في البلدان العربية ، فكانت نتيجة ذلك ، أن خسرت الكثير ، وأخّرت إنجاز الكثير)
إن الحرية والديمقراطية ودولة العدالة الاجتماعية ، هي كل (أو أغلب) ما يحتاج اليه الانسان ، و يبقى السؤال قائماً ، كيف الوصول الى تحقيقها ؟
و تبقى الشيوعية هي الامل المنشود ، يطمح اليه الجميع للوصول الى مرحلتها ، و ليس بالضرورة أن يتحقق ذلك الحلم في المنظور القريب أو البعيد أو على يد حركة سياسية !
فقد تكون كأمنية جلجامش في الوصول الى الخلود الابدي