23 ديسمبر، 2024 4:31 ص

الترجمة بوصفها قناعا ..

الترجمة بوصفها قناعا ..

كتابة : سيسيليا ويديل
ترجمة : خضير اللامي
حين يقارن السارد عمل بيبيانا كماشوس الموسوم ” المرأة الأخرى . ” فإنه يقارن الوجه المنعكس في مرآتها مع الوجه في عملها الموسوم ID، تستغرق في التأمل : ” نعم ، يبدو أنّ كلانا متشابه مع الأخر ، بيد أننا لسنا متطابقين تماما. ” فهذا الوجه الجديد – وبسبب حضوره هنا تحت مفرق شعرها وفوق حنكها – تحاول أن تزعم أنّ هوية ذلك السارد ، لا يعرف الحقيقة تماما. وبسبب توتره هنا فهو شيء مألوف في ترجمة الادب : ذلك أن هذا الشيء ) هو أن القصة باللغة الانجليزية( . التي تتشابه ، ولكن في ذات الوقت ؛ لا تتشابه تماما كما هي في اللغة الأسبانية ). التي ينبغي أن تكون متطابقة تماما ، وبخاصة في هذه القصة التي أسردتها كاماشو (. ذلك أنّ تلك الكلمات ، وبسبب حضورها تحت خط عنوانها ” المرأة الأخرى .” تؤكد أنها ذات الكلمات ؛ بينما الحقيقة ، ليست كذلك ، ولا يمكن أنْ تكون ذاتها .
فهي تؤكد : ” أنّ هذه التباينات هنا ، لم تكن جديرة بالذكر ، إحداها تلو الأخرى . ” لكن ، وبحسب توحيدها تزامنيا فهي غالبا ما تكون واضحة .” فحين أترجم ، فإنني أحشر الحرف ” و” في بعض الجمل التي غالبا ما تكون متوترة معا ، وحين نضع فارزة في النص الأصلي؛ وبفترات حين لا تدعم الإنجليزية الجملة الإعتراضية في اللغة الإسبانية ؛ فإننا هنا نحوّل اللغة الأسبانية الى أسماء في ظروف اللغة الإنجليزية و- بالطبع – تتغير الكلمات من الإنجليزية الى الأسبانية ؛ الى أسماء عادية في ظروف اللغة الانجليزية ؛ و – بالطبع ايضا – فإنّ الكلمات تتغير من اللغة الإنجليزية الى اللغة الأسبانية . وواحدة بعد الأخرى ، ستحدث تغيّرات بسيطة، بيد أن التحولات ستكون واضحة تماما .
تفحّصت الساردة وجهها الجديد المنعكس ؛ في مرآتها ، كي تميزه بدقة عن وجهها الحقيقي : ” وعلى أية حال؛ فإن الوجه الجديد لم يكن سارا، وما زلت أشعر أنني أحبه اكثر منذ ذي قبل . ” رغم ذلك ، مازلت أشعر أنني واحدة من بين كثيرات ،” وذات مرة ، وذات يوم ، وبعد قراءة مع نادية اسكالانتا اندراد ، في ماريدا ، استقبلنا أحد أعضاء النادي ليخبرنا – أن نادية ستقرأ قصيدة شعر في اللغة الأسبانية ، وأنا ساقرأ ذات القصيدة ، ولكن بلغتي الإنجليزية – ويبدو أنّ نادية، إستمتعت بكلتا اللغتين ، ورغم ذلك ، كانت الأسبانية هي الأفضل . وقد تساءلتُ كيف كان رد الفعل ?أخبرتني عن عملي الإبداعي هذا .” بالطبع ” لم يكن بجودة تلك القصيدة الأخرى ، ومن ثم أدركت أنْ لا أحد قد انتبه الى رد فعلي هذا، لأنني كنت الوحيدة في غرفة القراءة )يصحبني شعوري بالسخرية بالطبع ؟ – كانت نادية هي التي رأت أنًّ القصيدة الشعرية بالإنجليزية ؛ فضلا عن فنيتها ، تُعد أحد العوامل المساعدة في اللغة ، لاحظت وضعي النفسي مرتبكا ،مرة أخرى ) ربما كان نوعا من العزاء ( ذلك أن تلك المرأة من المحتمل لا القاريء هوالذي تكون هذه ترجمته تبرهن على نوعيته – ذلك ،أنّ اسبانيتها كانت افضل من لغتها الإنجليزية . لذا فإنها قيّمت تماما اللغة الاسبانية قبل سماعها القصيدة ذات القناع الإنجليزي .
وفي قطارالأنفاق ، فإنّ ساردة قصة كاماشو هي الشخص الوحيد الذي يعرف أن ذلك الوجه ليس وجهها تماما – وبعكس ذلك ، أن كل واحد يراها إمرأة أخرى اذا ما استثنينا أنّ تلك الفرضية التي تؤكد ان ذلك الوجه هوالذي يميزها بفارق شعرها عن حنكها.
ويبدو أن زملاءها السابقين في العمل لا يبدو انهم يلاحظون ما يحدث من تغيير. وهل هذا يعني أن المترجم محكوم عليه بالفشل بقيامه في ذلك ؟. وبخلق شيء ما من هذا النوع يعني” ذلك بالطبع ” لا يبدو تماما صحيحا لأولئك الذين لديهم ذاكرة حميمة واصيلة – ولكن هذا ، مرئي بذاته ، فهل يمكن أن يكون مناسبا ، وقابلا للتصديق بطريقة ، أوأخرى يعادل المواجهة ؟
لا استطيع القول ، إنْ كانت ترجماتي جيدة كما لو أنها إعادت خلق ، بيد أنني أعرف تماما أنّ العمل لابد أنْ يُخلق جيدا. والمترجمون الذين تأثرت بهم هم – كريستينا ماكسويني ، ليسا دلمان غريغوري راباسا وآخرون كثيرون – ويبرهن على ذلك أن الوجه الجديد يمكن أن يكون جميلا كما لو أنه كان طبيعيا ، أي ينبغي أنْ يكون الوجه الطبيعي كما هو بوضوح ، اذا لم يكن هو ذاته تماما . وانا اعرف تماما أنّ هذا هو وجهه الطبيعي دون شك ، وفي الوجوه الجديدة يمكن أن تكون ذات الوجوه الطبيعية التي نتذكرها في الترجمة الأصيلة . والوجه الجديد هو دائما ما يكون وثيق الإرتباط بالأصل . وحين يعود وجه السارد الأصلي ، فإنها تنظر الى عملها ID وترى الوجه الآخر ، ذلك الوجه الذي لم يكن وجهها تماما – الذي يحتل الفراغ الأصلي مرة أخرى .
وبيبيان كاماشو هوإسم مستعار ، pen name ، وهو إسم جدّة المؤلفة التي تبنت توقيع قصصها ورواياتها بهذا الإسم المستعار. وبهذه الطريقة ، فإنّ بيبيانا كاماشو هي إسم إمرأة أخرى تكتب في كل وقت . فضلا عن أنها مترجمة . وحين كنت في مكسيكوستي ، ترجمتُ هذه القصة، وسمعتُ كلماتها تطنُّ في أذنيّ كلما أخذت المرأة – حسب عجلة المترو ، فكرت مع نفسي ذلك أنني سأتحول الى إمرأة أخرى في وقت أقف فيه هنا حيث أتأرجح مع هذه الأجساد المعلبة في ساعة الإندفاع حيث لا أحد يعير إنتباها للآخر . فكرة مرعبة ، ومع ذلك كتبت هذا ، بطريقة أخرى .