19 ديسمبر، 2024 2:19 ص

التراث والتجديد فكر ملتوي

التراث والتجديد فكر ملتوي

العلوم ضرورة ملحة للانسان ، والتفاضل بين العلوم امر لابد منه والعلم الاول لا يعني الغاء الثاني فالمنصة للفائز الاول وهنالك منصة للفائز الثاني وهكذا ، والاختلاف في اي علم هو الافضل ؟ هذه مشكلة رقم واحد، الافراط في العلم الافضل واهمال بقية العلوم هذه مشكلة رقم اثنين ، الاهتمام بالعلم الثاني او الثالث او الذي نتائجه دنيوية وترك الاهم منها هذه مشكلة رقم ثلاثة ، ونبذ كل العلوم والتطفل عليها هذه مشكلة رقم اربعة .

وبين هذه المفارقات اصبح ولوج اي شخص وبامتيازات او من غير امتيازات ما يحلو له من علم ، بل يبتكر علوما لا اساس لها من الابجدية العلمية ولكن قد تخدمها الظروف الاجتماعية التي يعيشها المجتمع، والاكثر تعرضا للنقد والتطفل في اقتحامه والتلاعب بالفاظه هو الدين الاسلامي لانه اصلا ليست له مؤسسة تحاسب من يعمل بالدين من غير ضوابط، ولان الدين الاسلامي فيه جانب روحي يختلف عن كل العلوم اصبح تاثيره اقوى من الكل، لذا بدات العقول التي تستهدف الاسلام العمل على تلويث الروح حتى تتمكن من قيادة البشر وفق اغراض سيئة والا لو كانت سليمة فالاسلام هو من يحث على الحسن والرقي والسعادة وحفظ كيان الانسان .

هنالك من يراوغ بالمفاهيم التي يستخدمها حتى يؤثر على السذج من جهة ويستطيع الهرب من العقلاء من جهة اخرى ، وحقيقة الكتب التي تنادي بالتجديد اغلبها ان لم تكن كلها خليط من التناقضات والتي لايمكن الرد عليها اجمالا بل كل عبارة فيها مغالطات والرد ليس لانه يستحق رد بل لان العقول التي تعاني من فراغ فكري او ثقافي تنخدع بها فلاجل تنبيه هذه العقول نحن نكتب .

كتاب التراث والتجديد انموذجا لهذا الخلط المفاهيمي الذي لا تخرج منه بمفهوم رئيسي تستطيع ان تناقشه فالمؤلف الدكتور حسن حنفي هو القائل في الكتاب التراث غاية والتجديد وسيلة ويعود في نفس الكتاب يقول التراث وسيلة والتجديد غاية ، وكان للدكتور احمد الطيب الاستاذ في جامعة قطر رد موجز ومركز على مفهوم التراث والتجديد فقط وكشف فيه التلاعب بالالفاظ والتي هي عينها كتبت عنها في كتابي التطرف العلماني .

ومن بين مغالطاته الملتوية اخترت هذه العبارة ” فالثورة الصناعية والزراعية في البلاد النامية لا تتم الا بعد القيام بثورة انسانية سابقة عليها وشرط لها لذلك تعثر العمل السياسي في البلاد النامية وفشلت الجهود لقيام احزاب تقدمية وتنظيمات شعبية تملا الفراغ بين السلطة والجماهير فالنهضة سابقة على التنمية وشرط لها والاصلاح سابق على النهضة وشرط لها والقفز الى التنمية هو تحقيق لمظاهر التقدم دون مضمونه وشرطه” التراث والتجديد ص/13 د. حسن حنفي.

التطور لا يتم الا بقيام ثورة انسانية ، السؤال ماذا قصد بالثورة الانسانية ؟ ولعدم وجود ثورة انسانية يقول حنفي تعثر العمل السياسي ، وهنا هل العمل السياسي يعتمد على الثورة الانسانية ؟ وماذا تغير الثورة الانسانية بالانسان وماهي المفاهيم الجديدة التي ترسخها في عقل الانسان ؟ ويؤكد ان تطور العمل السياسي بوجود احزاب تقدمية وماذا قصد بالتقدمية هل قصد بها الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي والحزب الشيوعي ؟ يعني ان الاحزاب التي ياملها المؤلف من طراز خاص ، ومن ثم يضع المعادلة والشروط ، الاصلاح ثم التنمية ثم النهضة ، ولو طلبنا توضيح هذه المفاهيم فسوف لا نخرج بنتيجة ، لان الاصلاح يقابله الفساد والفساد باي شيء بالاخلاق ام بالمعتقد ، والتنمية ما المقصود بها بعيدا عن التعاريف المتداولة فالعلمانية تتلاعب بالتعاريف وفق ما تبغي من غاية او فكرة تريد ترسيخها في العقول الخاوية ، واما النهضة فهذه اصطلاحا تعني الثورة الصناعية والزراعية ويؤكد حنفي ان تحقيق النهضة دون التنمية فهو تحقيق مظاهر التقدم دون مضمونه وشروطه .

لا اعلم هل ان الدكتور سيراجع افكاره اليوم بعد وباء كورونا ليرى ما كان يلمح ويصرح به بخصوص الاحزاب التقدمية الى ما وصل اليه حال اصحاب الاحزاب التقدمية ؟

العودة الى الاسلام وفهم افكاره بشكل صحيح ممن تخصص بدراسة الاسلام وليس كل من منح الدكتوراه بالفلسفة او الادب او التاريخ او اللغة ليصبح مشرعا ومنقحا للاسلام ، والتنمية التي يقصدها الاسلام هي تنمية الروح والعقل بالمفاهيم الاسلامية التي تصقل اخلاق الانسان عبادة وخلقا ومن ثم فليمارس دوره في الحياة وممارسة دوره يتطلب حكومة تعي متطلبات الانسان وتحافظ على حقوقه حتى يتمكن من الابداع اما خلق احزاب فضفاضة بشعارات رنانة وخاضعة لاجندات مجهولة تتلاعب بغرائز النفس الشهوائية وتتربع على السلطة تحت مفهوم الديمقراطية فهذه الاحزاب وهذه الاساليب هي المعضلة وليس الاسلام ولكنهم بطرق ملتوية يلقون لوم التخلف على الاسلام ، والاستشهاد بتطور الاسلام لا يحتاج ادلة فهذه العقول العلمانية هي بذاتها تتهم ابن سينا وتقول عنه اكبر مكرس للفكر الظلامي / الجابري . نحن والتراث، قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي ص 201 ونفسه يدعي ان اللامعقول العقلي ( لاحظوا هذه المفاهيم الشاذة ) سيطر على قمم العقلانية في الفكر الاسلامي واول هؤلاء اللاعقلانيين جابر ابن حيان والرازي ، هكذا عقول تفشت في الشمال الافريقي المنغلق على فكر وتراث واحد  استطاع ان يؤثر عليها  وجعل اعلام الاسلام ظلاميين …الحديث يطول

أحدث المقالات

أحدث المقالات