15 أبريل، 2024 11:33 ص
Search
Close this search box.

التدين ومحو الأمية!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الظاهرة المشتركة في مجتمعاتنا أن الفقراء والمساكين والجهلة والأميين يتكاثرون حول مراكز العبادة بأنواعها , ونسبة كبيرة من روادها لا يقرأون ولا يكتبون , وتتساءل لماذا الإمعان بالأمية والتجهيل؟
ولماذا لا توجد فيها نشاطات لتعليم القراءة والكتابة؟
ولماذا يتباهى المتأدينون بإنتشار الجهل والأمية؟
ولن يخطر على بالهم تعليم القراءة والكتابة , لأنه في عرفهم من مناهج العدوان عليهم وعلى الدين , وعندما تسألهم , أ لم يكن النبي من أول قادة محو الأمية عندما طلب من أسرى بدر , أن يعلم الواحد منهم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة , كفدية لأسره؟!
لن تجد جوابا بل يحسبونك من المعادين للدين!!
وكثيرا ما سألت وتساءلت , وبحثت في سر إغفال العمل بتعليم المسلمين القراءة والكتابة ومحو أميتهم . والأسئلة تنهض أمامي كلما إقتربت من مركز عبادة في بلداننا العربية , فأجدني أنحصر في جواب واحد خلاصته أن من مصلحة القائمين على الدين تجهيل أمة المسلمين!!
ستقول كيف يكون ذلك؟
والجواب , أنك لو تفاعلت مع المدّعين بأنهم يمثلون الدين , فسيتبين لك أنهم يفترضون أنك من الجاهلين , ويصرّون على ذلك ولو كنت أعلم منهم بالدين , فبدون التجهيل لا يمكن لبضاعتهم أن تروَّج ولتجارتهم أن تربح.
فهم يتاجرون بالدين , ولا يعنيهم الدين إلا بقدر ما يتكسبون منه , فهم مثل الشعراء المتكسبين , يريدون أسواقا لبضاعتهم , ومن أروع وأحسن أسواقها التجهيل.
فيريدون بشرا جاهلا , لا يقرأ ولا يكتب , لكي يرى أن ما يقولونه هو الحق والصدق , فيكون خانعا لهم ومطية لرغباتهم , فهم يعلمون وهو من الأميين الذين لا يعلمون شيئا.
ولهذا تجدعدد الجوامع والمساجد وغيرها من مراكز العبادة تتكاثر , ويتكاثر معها إنتشار الأمية في القراءة والكتابة , وإتساع مساحة التجهيل باللغة العربية والدين , فيكون الناس تبعا رتعا يجيدون عبادة الأصنام الآدمية المرتدية لعباءة الدين.
فهل لديكم تفسيرا آخر لعدم محو الأمية في مجتمعات تدّعي أن دينها الإسلام؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب