الظاهرة المشتركة في مجتمعاتنا أن الفقراء والمساكين والجهلة والأميين يتكاثرون حول مراكز العبادة بأنواعها , ونسبة كبيرة من روادها لا يقرأون ولا يكتبون , وتتساءل لماذا الإمعان بالأمية والتجهيل؟
ولماذا لا توجد فيها نشاطات لتعليم القراءة والكتابة؟
ولماذا يتباهى المتأدينون بإنتشار الجهل والأمية؟
ولن يخطر على بالهم تعليم القراءة والكتابة , لأنه في عرفهم من مناهج العدوان عليهم وعلى الدين , وعندما تسألهم , أ لم يكن النبي من أول قادة محو الأمية عندما طلب من أسرى بدر , أن يعلم الواحد منهم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة , كفدية لأسره؟!
لن تجد جوابا بل يحسبونك من المعادين للدين!!
وكثيرا ما سألت وتساءلت , وبحثت في سر إغفال العمل بتعليم المسلمين القراءة والكتابة ومحو أميتهم . والأسئلة تنهض أمامي كلما إقتربت من مركز عبادة في بلداننا العربية , فأجدني أنحصر في جواب واحد خلاصته أن من مصلحة القائمين على الدين تجهيل أمة المسلمين!!
ستقول كيف يكون ذلك؟
والجواب , أنك لو تفاعلت مع المدّعين بأنهم يمثلون الدين , فسيتبين لك أنهم يفترضون أنك من الجاهلين , ويصرّون على ذلك ولو كنت أعلم منهم بالدين , فبدون التجهيل لا يمكن لبضاعتهم أن تروَّج ولتجارتهم أن تربح.
فهم يتاجرون بالدين , ولا يعنيهم الدين إلا بقدر ما يتكسبون منه , فهم مثل الشعراء المتكسبين , يريدون أسواقا لبضاعتهم , ومن أروع وأحسن أسواقها التجهيل.
فيريدون بشرا جاهلا , لا يقرأ ولا يكتب , لكي يرى أن ما يقولونه هو الحق والصدق , فيكون خانعا لهم ومطية لرغباتهم , فهم يعلمون وهو من الأميين الذين لا يعلمون شيئا.
ولهذا تجدعدد الجوامع والمساجد وغيرها من مراكز العبادة تتكاثر , ويتكاثر معها إنتشار الأمية في القراءة والكتابة , وإتساع مساحة التجهيل باللغة العربية والدين , فيكون الناس تبعا رتعا يجيدون عبادة الأصنام الآدمية المرتدية لعباءة الدين.
فهل لديكم تفسيرا آخر لعدم محو الأمية في مجتمعات تدّعي أن دينها الإسلام؟!!