أخطر ما يواجه البشرية هو البث الإعلامي المتعدد المحطات , ففي كل بلد توجد عشرات المنصات الإعلامية , وتضاف إليها العديد من مواقع التواصل الإجتماعي المتنوعة , وفي مقدمتها اليوتيوب؟
فتجدنا أمام سيل متدفق من المعلومات المنطلقة وفقا لرؤية المسؤول عن البث الإعلامي , ولكل رؤيته وتصوراته ومناهجه , فيكون الكلام موجها ويخدم مآرب محددة.
وفي هذا الخضم العارم المتلاطم , تضيع الحقيقة ويصاب المتابع بصداع وتشوش , ويتحول إلى ضحية للتوجهات المبرمجة اللازمة لتمرير غايات خفية.
الجميع يدّعي بأنه رسول الحقيقة والمعبر الأصدق عنها , فما الفرق بينه وبين أي فئة متطرفة , تحسب أنها تمتلك الحقيقة المطلقة , ولها جنات الأرض والسماء , وغيرها إلى سقر وبئس المصير.
فهل أن الإعلام متطرف؟
يمكن القول أن الإعلام الموجه يمثل درجات متفاوتة من التطرف , وهو تبريري مراوغ ومخادع , يحاول صناعة الآراء المتوافقة مع أهدافه.
فهل يوجد إعلام غير موجّه؟
المتابع لوسائل الإعلام يحتار في الوصول إلى تقدير نزيه وخبر نظيف , حتى أصبح يرى أن الأكاذيب المكررة ديدن فاعل في أروقة البث المستعين.
الإعلام يتاجر بالكلمة ويستثمر في المهارات التسويقية للأضاليل والمزاعم , اللازمة لتمرير أجندات معينة ومدفوعة الثمن مسبقا.
ولا تستثنى من هذا السلوك المريب أية محطة تلفازية أو موقع على شبكات التواصل المعاصرة , فالمنابر متعددة والغاية واحدة , وخلاصتها تدويخ المتابعين , وتحويلهم إلى أدوات مرهونة بالسمع والطاعة والخنوع لإرادة الأكاذيب المزوقة والممررة بإحترافية عالية.
فهل لنا أن نتفكر بما يردنا في وسائل الإعلام , وأن لا نكون ضحايا سهلة للمفترسين؟!!