18 ديسمبر، 2024 10:49 م

أخطر ما يواجه البشرية هو البث الإعلامي المتعدد المحطات , ففي كل بلد توجد عشرات المنصات الإعلامية , وتضاف إليها العديد من مواقع التواصل الإجتماعي المتنوعة , وفي مقدمتها اليوتيوب؟

فتجدنا أمام سيل متدفق من المعلومات المنطلقة وفقا لرؤية المسؤول عن البث الإعلامي , ولكل رؤيته وتصوراته ومناهجه , فيكون الكلام موجها ويخدم مآرب محددة.

وفي هذا الخضم العارم المتلاطم , تضيع الحقيقة ويصاب المتابع بصداع وتشوش , ويتحول إلى ضحية للتوجهات المبرمجة اللازمة لتمرير غايات خفية.

الجميع يدّعي بأنه رسول الحقيقة والمعبر الأصدق عنها , فما الفرق بينه وبين أي فئة متطرفة , تحسب أنها تمتلك الحقيقة المطلقة , ولها جنات الأرض والسماء , وغيرها إلى سقر  وبئس المصير.

فهل أن الإعلام متطرف؟

يمكن القول أن الإعلام الموجه يمثل درجات متفاوتة من التطرف , وهو تبريري مراوغ ومخادع , يحاول صناعة الآراء المتوافقة مع أهدافه.

فهل يوجد إعلام غير موجّه؟

المتابع لوسائل الإعلام يحتار في الوصول إلى تقدير نزيه وخبر نظيف , حتى أصبح يرى أن الأكاذيب المكررة ديدن فاعل في أروقة البث المستعين.

الإعلام يتاجر بالكلمة ويستثمر في المهارات التسويقية للأضاليل والمزاعم , اللازمة لتمرير أجندات معينة ومدفوعة الثمن مسبقا.

ولا تستثنى من هذا السلوك المريب أية محطة تلفازية أو موقع على شبكات التواصل المعاصرة , فالمنابر متعددة والغاية واحدة , وخلاصتها تدويخ المتابعين , وتحويلهم إلى أدوات مرهونة بالسمع والطاعة والخنوع لإرادة الأكاذيب المزوقة والممررة بإحترافية عالية.

فهل لنا أن نتفكر بما يردنا في وسائل الإعلام , وأن لا نكون ضحايا سهلة للمفترسين؟!!