يعاني التاريخ الاسلامي بكل موضوعاته الى الكثير من حملات التزييف والتدليس التي رافقت تدوينه منذ ابان العصر الاموي والى يومنا هذا ، وقد حوت الكثير من امهات الكتب الاسلامية الكثير من الروايات الموضوعة والتدليس في طرحها وروايتها من قبل ارباب السلطة الاموية انذاك من اجل اعطاء واضفاء مسحة شرعية على افعال امراء بني امية ، فصورا للعالم ان هذا هو الاسلام الحقيقي حتى رأينا وقرأنا الكثير من الطعن في الرسالة الاسلامية ورموز الاسلام سواء من قبل المستشرقين او من قبل الباحثين الاخرين .ويعتبر الفكر التكفيري من اخطر ما تم وضعه في طيات الكتب الاسلامية وخصوصا مؤلفات ابن تيمية التي اصبحت منهجا اسلاميا يدرس ويلقّن للشباب المسلم من اجل زجهم في محارق الصراع الطائفي والمذهبي ولتنفيذ اجندات خارجية ومصالح اجنبية في الدول الاسلامية .
قد برز في السنوات الاخيرة الفكر الوسطي المعتدل الذي يتبناه المرجع والمحقق العراقي السيد الصرخي الحسني من خلال سلسلة بحوث علمية اطلق عليها ( بحوث في العقيدة والتاريخ الاسلامي) ـ التي كرسها المحقق الصرخي من اجل فضح وكشف الزيف والتدليس والتوحيد المشبوه والتجسيمي لابن تيمية واتباعه من مريدي الفكر التكفيري .
وقد حذر المحقق الصرخي بل وتوقع من اتباع هذا الفكر الضال المضل في حالة انكشافه وفضحه امام الجميع فان اتباعه سيحاولون التدليس من جديد واستغفال الناس حيث قال في محاضرته الرابعة عشرة من بحث ( وقفات مع توحيد التيميّة الجسمي الاسطوري) والتي تبث اسبوعيا عبر قناة “المركز الاعلامي” على اليوتيوب انه : ” عندما يصدر كلام من هذا الشخص المتحدّث معكم المذنب العاصي الجاني الحقير الذليل، وأيضًا عندما يصدر من الآخرين ممن يتصدّى للتوحيد الأسطوري وللتكفير التيمي- توقعوا أنهم في الطبعات الجديدة تتغيّر الكثير من الأمور، يحصل الكثير من التدليس وهكذا هم دائمًا مع الزمن يدلّسون بهذا الطريق فيكتبون بصورة جديدة ويمحون ما سبق ويدلّسون في الجديد ومع وجود الجهال ومع مرور الزمن يسير هذا التدليس على الناس ويصعب التمييز، فليس عندهم مشكلة، فهذه قضية قد تربّوا عليها وصارت جزءا من شخصياتهم ودمائهم ومنهجهم وسلوكهم التيمي، كلّ من يدخل هذا الطريق يخرج مدلّسًا من الجانب الآخر ” مبينا ان هذا الفعل وهذا الخط “على طول الزمان وليس فقط في العصر الإسلامي ارجعوا إلى ما قبل الإسلام ستجدون خط هاشمي وهو خط تقوى وأخلاق ونزاهة وصلاح وإصلاح – خط عام- غيرة وشرف وكرامة ، وهذا الخط هو الذي انضم له الكثير من البيوتات والأشخاص ، ويوجد خط آخر ينافس وهو خط الفساد والانحراف والانتهازية والسلطة والمنفعة والتزوير والتزييف وهو الخط الأموي” لافتا الى ان ” الصحابة الأوائل كأبي بكر وعمر وغيرهما ممن التحق بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الخطوة الأولى التي جعلت هؤلاء يسمعون من النبي انهم كانوا من الخط الأول، كانوا من الخط الأخلاقي الذي يخالف الخط الأموي، وأقصد هنا ما قبل الإسلام فأنا لا اتحدّث عن دين والتزام ديني وإنما اتحدّث عن خط أخلاقي والقضية نسبية، ونقول للتقريب: التحالف على أساس الأشخاص والبيوتات والقبائل للصحابة الأوائل كان تحالفهم مع خط بني هاشم مع خط الأخلاق في مقابل الخط الأموي الفاسد ، إذن حركة التزييف والتزوير قديمة ما قبل الإسلام فهذا هو نهج ثابت عندهم فتوقعوا يحصل عندهم تغيير في ما يصدر من إصدارات جديدة” .
وهذا الذي أوضحه المحقق الصرخي ربما قد يحصل بالفعل في الكثير من الطبعات لكتب التكفير الاموي الداعشي وخصوصا ما يتم تنقيحه في الاونة الاخيرة بعد ان ارتفعت الاصوات بحذف تلك الروايات والاحاديث الموضوعة التي تسيء الى الاسلام والى الذات الالهية ، وكل هذا بسبب تلك المحاضرات الاسبوعية للمرجع الصرخي والتي اخذت حيزاكبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي رغم التعتيم والتكتيم الاعلامي من قبل الفضائيات والقنوات الاعلامية الاعلامية .الاخرى .
لذا نقول ان ” الفكر لا يقرع إلا بالفكر” فلا تتم محاربة هذا التطرف والتكفير بالقتل والابادة بل بفكر مضاد يواجه تلك الموضوعات والتزييفات وابطالها باسلوب علمي وعقلي مقبول عند الجميع ، وهذا ما نراه في المحاضرات الاسبوعية للمحقق العراقي الصرخي الحسني ، ويمكن للقارئ العربي الكريم ان يطلع على ذلك من خلال الرابط ادناه .
https://www.youtube.com/watch?v=5GUMmR_HB_o