سادت العوالم الدينيه المسيحيه والاسلاميه أشكال من تراجيديا الموت المباح دينيآ تحت عباءة (نظريه الحق الإلهي) وتجلت مظاهرها وانماطها في منظومه من( محاكم للتفتيش)سابقا وأخرى (محاكم للتدعيش)لاحقا ..؟
وشكلت محاكم التفتيش الكنسيه في القرون الوسطى الوجه القبيح لحملة تكميم الافواه والقتل برخصه الهيه؟
وأصبحت هذه المحاكم الأداة والقوه الضاربه لرجال الدين لتكريس حكم الملوك واباطره الموت لرجال الكنيسه.. والتي تماثل بهذا القدر أو ذاك بربريه التوحش الداعشي في القرن 21 الذي حدث بالعراق من قبل منظمات ارهابيه أسلاميه راديكاليه أو َمن قبل طغمه أسلاميه طائفيه حاكمه كما هو الحال الآن بالعراق..!! وفي كل الاحوال كان سلاح هذه القوى الدينيه الطفيليه هو شرعنة ( قانون الحق الإلهي) بشكل ظاهر احيانآ أو بشكل َمستتر أحيانآ أخرى والذي يستمد فيه الحكام الطغاة سلطتهم وشرعيتهم من الرب والدين.. ويعتبرون اي نوع من الثوره والعصيان والتمرد على الطغمه الحاكمه هو بمثابة الخروج عن طاعة الله وابتعاد عن القيم السماويه.. وهذا أيضا ما يترك تجلياته حاليآ في العديد من انظمه الحكم الثيوقراطيه بالعراق وإيران والسعوديه وغيرها..
وقديما اعتبرت الكنيسه أن الملك ظل الله في أرضه وهذا لا يبتعد كثيرآ عن (نظريه الحاكميه) بالاسلام أن لم يقترب منها والتي استغلها الحكام لتبرير سطوتهم ودمويتهم في خنق الحريات وانتهاك مواثيق حقوق الإنسان..؟
ومحاكم التفتيش الكاثوليكيه نشأت في القرن13 والتي قامت بحملة إعدامات وحرق لمئات الآلاف من الأشخاص تحت حجية محاربة الهرطقه والسحر والشعوذه كهدف معلن.. أما أهدافها الباطنية فهو تكريس للحكم الكنسي الديكتاتوري ؟
فمثلآ وشايه من جار لك كونك مهرطقآ أو مشعوذآ تكفي لاعدامك أو حرقك بدون تحقيق أو َمحاكمه..!!
وكانت وسائل التعذيب بشعه للغايه فمحاكم التفتيش الاسبانيه مثلآ كانت تستخدم (مقعد يهوذا) وهو جهاز معدني شبيه بالكرسي فيه قمه هرميه خشبيه وكان على الضحيه الجلوس عاريا على تلك القمه الهرميه حتى تجد قمة الهرم طريقها للدخول إلى فتحة الشرج أو فتحة المهبل..؟ ومثلآ
في القرن 13 تم تقديم امرأه فائقة الحسن والجمال الي محاكم التفتيش كانت تهمتها الوحيده انها(ساحره) وتضاجع (الشيطان)وكانت هذه الحسناء قد اجتذبت عيون المحققين وشهواتهم ولكن دون جدوى؟ وبدأوا بتعذيبها من خلال تقطيع وتمزيق مفاتنها الجنسيه والجسديه.. وقطع ثديها وحلقوا شعرها وبحثوا بوحشية عن علاقة الشيطان في جسدها لينتهي الأمر بحرقها.. لأنها وغيرها يضاجعن الشيطان ويخربن مملكة الرب..؟
كان التحقيق في محاكم التفتيش يقوم باغراق المرأه المتهمه بالهرطقه بالماء فإن (طفت) فوق سطح الماء فهي مهرطقه وكافره لأن الماء طاهر ورفضها ولفضت أنفاسها الاخيره؟؟؟
وجدير بالإشارة أن كبار العلماء تعرضوا أيضا لاتهامات السحر والهرطقة من قبل محاكم التفتيش إلا أنهم نجوا منها مثل العالم الإيطالي الشهير (غاليلو) والعالم (كوبر نيكوس) القائل بدوران الأرض حول الشمس وغيرهم.
كَما انه في فترة عصر صدر الإسلام وخلال الفتوحات الاسلاميه كانت أيضا هناك عمليات للبطش والقتل مهوله جدا بحيث تشكلت أنواع من طرائق التعذيب خارج مقومات المحاكمة والتحقيق والقيم الانسانيه.. ويذكر الطبري بهذا الصدد أن عدد من إعدمهم ابو مسلم الخراساني دون محاكمه قد بلغ 600الف رجل.. وكذلك يروى أن( زيد بن حارثه) قام بربط( ام قرفه)وكانت شديدة العداء للمسلمين حيث ربطوا ساقيها بين( فرسين) وشقوها لنصفين. ثم قطعوا رأسها وطافوا به بالمدينه..؟
والأستاذ هادي العلوي رحمه الله يشير في كتابه( التعذيب بالإسلام) إلى بشاعات يقشعر منها جبين الانسانيه حيث يقول ان معاقبة الهاربين من الجيش في أيام( بشير بن مروان) شقيق (الخليفه عبد الملك بن مروان) قاسيه للغايه فكان الهارب من الجيش يرفع عن الأرض ويدق في يديه مسماران في حائط ويترك لشأنه حتى يموت.. كما ان قلع الأظافر وقطع أصابع اليد ونتف اللحى والحرق أدوات جاهزه وسائده في طرق التعذيب بالإسلام ولا زالت متوارثه حاليا في الكثير من الانظمه السياسيه الاسلاميه..؟
والمسألة المثيره للتساوؤل هو طبيعة ونمط التحقيق والمحاكمات التي كانت سائده قديمآ والتي تجردت عن كل قيم العداله القانونيه ولكن للأسف نجد بعضا من بصماتها وموروثها قائَم حاليا في العديد من البلدان الاسلاميه كأيران والعراق والسعوديه.. ففي السعوديه متمثله بعضا منها باجهزة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك بقوانين المرافعات وأساليب التحقيق وفق منظور الشريعة الوهابيه.. وفي إيران يبرز بشكل رسمي تسلط مكاتب وسلطة ولايه الفقيه في تحديد موازين وميزان العداله والقانون فرجل الدين هو أعلى هرم السلطه والقضاء وهو من يقرر البريء من المتهم.. وإجراءات التقاضي لا تخضع للمعايير القانونيه والمرأه ممنوعه من تسلم مراكز السلطه القضائيه بايران .. وفي العراق حيث تحولت الأحزاب الاسلاميه والمجمعات الطائفيه للوقفين الشيعي والسني والعتبات والحوزات الدينية تحولت وأصبحت ولمدة 16 سنه هي السلطه الفعليه بالعراق وتقوم بتوظيف نظريه الحق الإلهي والدين والتدين بشكل ظاهر أو مَستتر عن طريق داعاتهم ومعمميهم للبقاء بالسلطه أطول فتره زمنيه ممكنه وفق قانون القوه وليس بقوة الاراده الشعبيه أو عن طريق صناديق الاقتراع البعيده عن شبهة التزوير فتارة بالسلاح والمليشيات وتارة أخرى بالتزوير في صناديق الانتخابات وخارج القيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطه ووفق معايير المحاصصه السياسيه وتوزيع الوزارات والإدارات ضمن دائرة المغانم الماليه والاقتصاديه الكبرى وذلك بتوجيه وتعليمات من الدوله الجاره الجائره أيران وهكذا أصبح العراق سوقآ رائجآ لإيران لاستنزاف موارده ولتصريف أزمتها السياسيه والماليه والاقتصاديه الكبرى …؟