“التدخين يضر بصحتك ننصحك بالابتعاد عنه”،تحذير تروج له ولغيره شركات صناعات السجائر المحلية والعالمية من خلال الكتابة على علب السجائر نفسها، كما تروج له دوائر الصحة الحكومية المعنية بالصحة المجتمعية، وكذلك منظمات المجتمع المدني ذات الصلة .
ومن الأخطاء الشائعة بين الناس، أن التدخين علاج للرجل العصبي المزاج، فكثيراً ما نسمع احدهم يقول أن فلانا كتلة أعصاب، أو انه متوتر الأعصاب، أو إن أعصابه كالهشيم.
إن صحتنا يجب أن تكون من أولويات ما يجب التفكير به، والاعتدال في المأكل والمشرب من هما في مقدمة هذه الاهتمامات ، كما إن مراجعة الطبيب ولو مرة واحدة في السنة أمر ضروري جداً وخاصة المدخنين منهم، إذ أصبح التدخين من العادات السلبية السيئة جداً التي تؤثّر على صحة الشخص بشكلٍ مباشرٍ، وعلى صحة الأشخاص المحيطين به.
واليوم في بلادنا نرى ملايين الأشخاص من المدخنين الذين يستهلكون التبغ والسجائر المستوردة ويمارسون تدخين الشيشة في الكازينوهات والمقاهي شوب بكافة أشكالها.
لقد وضعت العديد من دول العالم قوانين صارمةً فيما يخص التدخين والمدخنين، ومنعت التدخين في الدوائر الحكومية والمحلات العامة والمراكز والمستوصفات الصحية والمستشفيات والجامعات والمدارس والوزارات وصالات الانتظار في المطارات، حتى تم منع التدخين داخل الطائرات، لمحاولة الحد من هذه الظاهرة.
وفي الوقف الذي تكون ممارسة التدخين ممنوعة أساساً في محطات تعبئة الوقود، إلا أننا نجد وللأسف بعض السائقين والركاب لا يعيرون أهمية للموضوع إلا بعد وقوع الكارثة.
وما زالت الأغلبية العظمى من الناس ومنهم الموظفون لا تأخذ قرار المنع على محمل الجد،فهناك من يتجاوز القوانين التي تمنع التدخين في الأماكن الممنوعة، ويشتكي الكثير من الموظفين والموظفات في الدوائر الحكومية من زملائهم المدخنين.
ومع حرص جميع الإدارات بالتعميم على الموظفين بعدم التدخين داخل الوزارات وداخل المكاتب إلا أنه مازالت شريحة كبيرة ترفض الاستجابة أو التوقف عن التدخين ما يجعل بينه وبين زملائه شحناء بعدم رغبتهم له بالتدخين، فمنهم من يزعجه رائحة دخان السيجارة، ومنهم من يعاني من مرض الربو والبعض يخشى من استنشاق الهواء الممتلئ بالدخان الضار، لمعرفتهم وخوفهم من أضرار التدخين واستنشاقه.
ومن الخطوات الأساسية التي تؤدي بالبعض إلى الإفراط في التدخين، هي تناول الشاي أو القهوة، أو القراءة المثيرة أو مشاهدة بعض القنوات الفضائية والأفلام والمسلسلات المثيرة، والإفراط في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي .
إن مفتاح النجاح هو إحلال عادات جديدة محل عادات سابقة، فليس من المعقول إن يحذر الأطباء مرضاهم من خطر السجائر وهم يدخنون، وليس من المعقول أيضاً أن نشاهد الأب أو الأم أو أحد أفراد العائلة يمارس هذه العادة وسط عائلته.
ومن نعم الله علينا أن البعض من المسئولين لا يدخنون السجائر أثناء اللقاءات معهم في محطات التلفزة الفضائية، والبعض منهم يمسك بيده مسبحة صغيرة توحي للمشاهد، أن هذا الرجل القيادي ترك التدخين منذ توليه المنصب الجديد، ولله الحمد .