26 ديسمبر، 2024 6:02 م

التدخل بين السيد الخوئي والسيد الخميني

التدخل بين السيد الخوئي والسيد الخميني

يقول حميد روحاني في كتابه نهضت امام خميني عندما وصل خبر اعدام قبضة الهدى عطل السيد الخميني دروسه ليومين وصلاة الجماعة وكذلك السيد الخوئي يقول ” فبعث ـ السيد الخميني ـ اليه ـ السيد الخوئي ـ رسالة اكد له فيها ان تعطيل الدرس وعدم اداء صلاة الجماعة لا يكفي ولا بد من اقامة مجالس عزاء وفاتحة في كل مساجد النجف ولكن السيد الخوئي اجاب : اني لا ارى مصلحة في الصدام مع هذا النظام في هذا الظرف واني اخاف …..)

وحين تحدث حميد روحاني مع الامام حول هذا الموضوع انذاك قال له ” لا ادري مم يخاف ( هذا الرجل ) ـ يقصد السيد الخوئي ـ رغم بلوغه هذا العمر ؟!” (نهضت امام خميني ـ حميد روحاني ـ 3/491 ـ 492 )( الشهيد الصدر الاول بين ازمة التاريخ وذمم المؤرخين تاليف مختار الاسدي ص 196)

هذا الكلام سيقف المؤلف امام الله فان صح سيقف معه القائل وان لم يصح فان وقوفه لابد منه ولان السيدين مجتهدان فلكل مجتهد رؤيته ولكن سنعقب على ما قاله المؤلف والناقل مختار الاسدي الذي له غاياته الخاصة في نقل هكذا رواية واتحدث عن موقف وليس عن اشخاص .

اعدام قبضة الهدى كان سنة 1974 ، في حينها كان السيد الشهيد محمد باقر الصدر في قوته وهم اتباعه فماذا كان رد السيد الصدر ؟ واتمنى الحديث عن اثر وليس تعطيل درس ، واما ما طلبه السيد الخميني من السيد الخوئي باقامة مجالس الفاتحة ولم يرغب السيد الخوئي بذلك حسب ما ذكر المؤلف والعهدة عليه ، فهنا ياتي سؤالنا هل اقام السيد الخميني مجالس الفاتحة عليهم واين ؟ وان قلت ان المرجع هو السيد الخوئي فانا اقول السيدان مجتهدان وكلاهما من ايران ولهما مقلدين واتباع ،

واخطر ما قاله المؤلف في ذيل الرواية ان السيد الخميني قال عن السيد الخوئي ” لا ادري مم يخاف ( هذا الرجل ) رغم بلوغه هذا العمر ؟!”

هذا اتهام خطير ان السيد الخوئي يخشى المواجهة حرصا على عمره وهل ان العمر يمنع من قول الحق ايها المؤلف لاني اتحدث مع من كتب ولا اتحدث مع من نقل عنه لشكي في النقل او لربما في الترجمة ، ولكن طالما صدر الكتاب بهذا الاسلوب وعدم الاعتراض من ذوي العلاقة فهذا يعني القبول به .

السيد الخوئي تعرض لمضايقات وحتى اغتيالات نالت بعضها ابنائه وطلب منه فقط تاييد حرب الطاغية على ايران فرفض ، السيد الخوئي كان حريصا على السيد الشهيد الصدر اكثر من الصدر على نفسه ، وقد ندخل في جدال عقيم بخصوص هذا الراي ولكن عندما ننظر الى الواقع العراقي اليوم والى من تغنى بالسيد الصدر وكيف آلت بالعراق هذه الاوضاع الماساوية ومن هو السبب فانك ستعلم ان قراءة السيد الخوئي ولنقل تخوفه كما قلت ايها المؤلف ولكن على الوضع العراقي وليس على حياته .

السيد الخميني قام بثورة ونجحت الثورة وطرد الطاغية بهلوي ، وله وصية يحذر فيها الشعب الايراني من المتلبسين بالعمائم فان دسائسهم مؤلمة وخسائرهم فادحة ، وياتي السؤال هل تم الالتزام بالوصية ؟ لا شان لنا بالاوضاع الداخلية في ايران ونحن اليوم نعيش حرب مع الصهاينة وموقف ايران موقف مشرف ولكن ما تتعرض له ايران في الداخل من اغتيالات اليست من مجاميع ايرانية خونة تسللوا بلباس الدين او باسم الدين وفعلوا فعلتهم الشنيعة ؟

اعود للسيد الخميني ايام وجوده في العراق ومن المؤكد يذكر ما تعرض له السيد الحكيم من جلاوزة البعث وحتى ان جنازته رميت في الشارع وهربوا ، فهل هذه الاجواء سليمة للمواجهة ؟

العراق وخصوصا شيعته مروا بمحن كارثية ومع التضييق على المراجع في استنهاض ثقافة المجتمع فانه لم ياخذ بما فيه الكفاية من جرعات الثقافة الثورية الاسلامية هذا ناهيك من الاحباط الذي تعرض له الشيعة بعد ثورة العشرين من ابناء بلدتهم ومذهبهم .

ولعل صفحة واحدة من تاريخ النجف ايام اغتيال المارشال الانكليزي وما تعرضت له النجف من قسوة ومجاعة واعدامات لم يقف احد معهم .

دائما العلماء يستندون الى اجتهادهم في ارائهم ونحن لسنا بمستواهم فالافضل الاستماع وعدم التدخل والنقاش فيما لا نفقه به

الكلام يطول والاختصار افضل .

أحدث المقالات

أحدث المقالات