27 ديسمبر، 2024 3:39 م

التخلف في الديوانية وضعف الرقابة

التخلف في الديوانية وضعف الرقابة

قد يعتقد البعض ان هذا المقال قد كتب ليهاجم شخصا معينا او مؤسسه معينه لكن الذي سيكمل القراءه للنهايه سيعرف حقيقة ان الله و ليس غيره من وراء القصد…..
في سبعينيات و ثمانينيات و تسعينيات القرن الماضي كان الاعلام و الصحافه ينقسم الى حالتين هما اناس تكتب لتعيش و لو بذله و اناس تعيش لتكتب و لو رغم الموت …… و الصنف الاخير كان مضطرا لترك العراق بحثا عن فرصة للعيش و الكتابه بدون قيود …. ثم جاء التغيير وصار المكسر و المرسله وبرج الارسال تحت تصرف الجميع و صارت الاذاعات تنتشر مثل النار في الهشيم و اصبحت الجرائد تفرش بدل السفره تحت الطعام و تستخدم بدل ( البازه) لتنظيف الزجاج و في احيان اخرى بدل اوراق التواليت …… المهم ان السفينه تسير رغم الصعاب …. و الاعلام اصبح متنفسا لكل من هب و دب خصوصا مع النفس الديمقراطي الذي سمح حتى للبعث الظالم ان يصرخ من شدة الظلم المسلط عليه من ضحاياه ….. المهم كل من يرغب بالسباب و الشتيمه ليس عليه الا ان يفتتح جريده او مجله او اذاعه او حتى فضائيه ما دام هنالك من يرغب بنقوده ان يشيع بيننا ثقافة السباب و البذائه….. بذلك اصبح ارباب مذهب (الجكم) او اشتم حتى ينوخ لك الاخرون كثره ….. الاخطر ان هذا التنوع الاعلامي قد سمح لبعض من تعود ان يكتب ليعيش و لو بذله ان يعود للساحه و بقوه و تميز لانه تعود ان يلعق احذية المسؤول و يلمعها بلسانه…. و هؤلاء اخطر من داعش لانهم التفوا برداء الدين او اردية الاحزاب الدينيه بعد ان وضعوا عن اجسادهم النتنه رداء البعث الملطخ بدماء الضحايا مستفيدين من سذاجة قيادات هذه الاحزاب أو حاجتها الماسه الى من يصرخ بأسمها او (يبوق) لها …. الموجه عاليه و تغري من تسول له نفسه ان يركب و من هنا فتح الباب الاوسع للجهال و الجهله ان يدخلوا ساحة الاعلام …… التهمه كبيره و الكلام خطير وبحاجه الى اثبات …….. لنذهب للاثبات بعد طرح النظريه…. كم اعلاميا في مدينتنا الديوانيه حاصل على شهادة بكالوريوس او دبلوم في الاعلام او الاداب؟ اتحداكم ان تجدوا اكثر من اربعه في حالة المبالغه بالتخيل ….. سأخفف التحدي لكم …. كم اعلاميا او صحفيا يحمل شهادة البكالوريوس بأي تخصص؟ لن تجدوا اكثر من 10 باحسن الاحوال!!!! سنتنازل عن هذا المطلب المعضله و نقول …. كم اعلاميا او صحفيا يملك شهادة الدبلوم ؟ لن تجدوا سوى حفنة منهم لا يتجاوز عددهم اصابع اليد!!!!!!! ستقولون ان الموهبه اهم من الشهاده فأرد اليكم الطابه الى ساحتكم بالسؤال : كم اعلاميا او صحفيا يحمل شهادة الاعداديه او حتى المتوسطه في احسن الاحوال الآن في الديوانيه؟ سنجد ان العدد يقارب العشرون !!!!!! الآن ساسألكم السؤال المخزي!!!!! كم صحفيا يحمل شهادة الابتدائيه؟ لا تتعبوا انفسكم فالعدد اكبر بكثير و الدليل تجدوه لدى نقابة الصحفيين فرع الديوانيه ….. الاخطر من هؤلاء كلهم هو اؤلئك الذين زوروا شهاداتهم من اجل الحصول على فرصة عمل لدى هذه الاذاعه او تلك ثم صدقوا كذبتهم وصاروا يتباهون انهم اعلاميون اصحاب شهادات !!!!!!
من هنا و لوجود هذا العدد الكبير من هؤلاء الجهله صارت الرقابه العامه المسلطه من قبل السلطه الرابعه التي يصرخ بها البعض او من يكتب حسب ما يتهجأ دون اكتراث لمبادئ الاملاء او الكتابه التي تعلمناها في الابتدائيه دون فهم حقيقي لمعنى السلطه … هزيله و ماسخه و بحاجة الى عكاز لكي تكمل مسيرتها نحو القبر الذي يحفره للاعلام (الجهله ) الذين لبسوا ثوبا يكبرهم بالحجم فاصبحوا سببا لاستهزاء الغير بهم و بالسلطة الرابعه بدون علمهم