في مقابلة مع إحدى الفضائيات وعلى مدى ساعة كاملة ، لم يتحدث وزير التخطيط العراقي “علي الشكري ” … سوى عن موضوع واحد فقط … هو تصنيف المقاولين والشركات … وكأن هموم العراقيين في التخطيط،المرتبطة بالخطة الإستراتيجية للتنمية ، و خطة مكافحة الفقر ” ما يعلن تخفيف الفقر ” ، والتخطيط المركزي واللامركزي ، والأهداف الألفية الإنمائية للأمم المتحدة … قد نفذت وتتابع بعدما حققت  الأهداف والغايات المخططة فيها ، أخونا الوزير “متابعاتي المستمرة لتصريحاته …أستاذ في تطيير الفيلة ” …  صرح في المقابلة وبجملة مقتضبة تحمل طابع التمويه عن فشل وزارته … بأنه سيعلن في حزيران نسب الفقر الفعلية في العراق…  وقدره بـ 18% الى 19% …أوفقا للتقديرات العالمية ،التي لازالت مؤشراتها لا تتنازل عن ان نسبة الفقر 23%” تصريح السكرتير العام للأمم المتحدة ” … البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ،إحصائيات البنك الدولي … وأيضا مؤشرات مبادرة جامعة اوكسفورد في دليل التنمية البشرية ومكافحة الفقر وكذلك إحصائيات معهد برووكنك…
الوزير وحسب تصريحاته في النصف الأول من العام الماضي … بان نسب الفقر في المحافظات  …ومنها محافظة المثنى 40% ، ذي قار وبابل وصلاح الدين 35% ، وأي متابع سيتساءل … كيف وخلال ستة اشهر استطاعت الحكومة مع كل الأزمات ” المزمنة والتي تتكاثر بمتوالية ” التي تزاملها ان تخفض نسبة الفقر للنصف تقريبا … انها معجزة عالمية وتجربة رائدة في التنمية البشرية ومكافحة الفقر … وان كل الجهات التي أشرت اليها أما متوهمة أو تتآمر علينا …وأننا وفقا لانجازات حكومتنا هذه …أرشحها وبكل قوة لنيل جائزة نوبل للسلام باعتبار ان مكافحة الفقر الممهد الأول للاستقرار وللسلم الاجتماعي …
ربما والوزير لم يوضحها بان الرقم الذي سيعلنه حول الفقر … رقم خابط اي يشمل البلاد باجمعها بضمنها إقليم كردستان ،  فوفقا للمصادر الموثقة قد انخفضت نسبة الفقر فيه الى اقل من 10% بالنظر للاستثمارات الكبيرة والتي تعتبر الاستثمارات في  محافظات الأخرى مقارنة بها هامشية … ونحن نعرف ان البطالة والفقر يتناسبان عكسيا مع قوة الاقتصاد والاستثمار …
الوزير …ردد اسمه مرات عديد بمتلازمة ” سيقولون علي شكري” طارحا نفسه كبطل في مكافحة الفساد من خلال الإعمال التي أنجزها شخصيا في موضوع تصنيف المقاولين … وان الهجوم على ” علي شكري ” يرتبط بصلابته في هذا الموضوع …وعندما سئل عن قدرته في إدارة الوزارتين ” المالية والتخطيط “…قال ” نجحت في إدارة خمسة وزارات ” … تعليقات الفيس بوك والتي عرضت على هامش مقابلة الوزير اغلبها نصت على أن التـخـطيط… مفقود وفاشل الحكومة الحالية …غير ان احد معلقي الفيس بوك كتب ” لدينا طرزان وزاري آخر… مادام الوزير يستطيع إدارة  خمس وزارات …”.
وزارة التخطيط … اجتهدت في عام 2009 بزعامة ، مهدي العلاق ” بالمناسبة العلاق كان خبيرا في وزارة التخطيط عام 2000 أي في ظل النظام المقبور وبقي خبيرا ووكيل وزارة بعد عام 2003″ … ووضعت خطة وادعت بانها ” إستراتيجية تخفيف الفقر “، الخطة وقعها رئيس الوزراء ومررت للبرلمان واحد رؤساء الكتل السياسية الإسلامية أشاد بها وأطنب بالثناء على من أنجزها ،وحال إقرارها من البرلمان ،جمدت الخطة ، باعتراض هيئات ومنظمات عالمية ، البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ،البنك الدولي ، مبادرة اوكسفورد ، والاعتراض على الطريقة التي تم بها احتساب الفقر اذ احتسب استنادا للمعايير الدولية التي حددت خط فقر لافقر 20 أو 30 دولة في العالم والمعروف بالخط العالمي للفقر ” خط الكفاف ” والذي يتيح تقديم مساعدات للدول الفقيرة جدا بحساب 1.25$ للفرد الواحد  وبما يمكن هؤلاء الافراد للحصول على طاقة”2700 سعرة” للبقاء على قيد الحياة ، اما في العراق وبميزانيته الهائلة ، فالفقر  بما يسمى متعدد الابعاد وفيه تحتسب الصحة ، والتعليم ، والسكن ، والضمان الاجتماعي ، وخدمات النقل والاتصالات ،لآن تصنيف الدخل عالميا يصنفنا كدولة متوسطة الدخل …وعليه فالخطة فاشلة وركنت في ادراج الجهات المعنية وذاك يوم وهذا يوم …لاحس ولأخبر … للمفارقة الفقر النسبي هو الفقر الغالب في البلاد … وذلك لعدم العدالة في توزيع الثروات وبحساب مايسمى بمعامل جيني في عدالة توزيع الثروات فان العراق يحتل المركز الثاني عالميا في هذا المجال وبكل جدارة … للدلالة فقط ، بحساب ما يتقاضاه الرؤساء والنواب والوكلاء والدرجات الخاصة نسبة لما يتقاضاه العمال المؤقتين في دوائر الدولة والمقررة  7دينار في اليوم الواحد …
صالح المطلك … في المؤتمر الاقتصادي في الإمارات وفي المؤتمر الاقتصادي العالمي في الأردن …أكد بان الفساد في العراق هو المعرقل الأول للتنمية …أخونا المطلك  ظهر في المؤتمرات الصحفية الأخيرة التي عقدها رئيس الوزراء … ” جتف بجتف الأيمن” …و حسين الشهرستاني ومع رئيس الوزراء ايضا ” جتف بجتف الأيسر”… والثلاثة هم صناع القرار في العراق … وبيدهم الحد من الفساد ومحاربته …وحتما سنسمع مصطلح ” المحاصصة هي السبب ” … ياعزيزنا يادكتور صالح أنت والشهرستاني  أنتما الاثنان “محاصصة”… وفي سبيل إن تكون نائبا لرئيس الوزراء ضرب الدستور عرض الحائط ” أعلى درجات الفساد “…باعتبارك مشمول بإجراءات  اجتثاث البعث … سادتي الأمثال المصرية “بطلونا واسمعونا …وغيرك كان اشطر ” تناسب الرد على المطلك في مكافحة الفساد …ونحن لانريد ذكر الأمثال العراقية ” السمجة خايسة من راسها …”  لكني أذكر بالقول ” إذا كان رب البيت ….”.
صولاغ وفي مقابلة على هامش المؤتمر الاقتصادي العالمي …علق بان ما يقال عن ان النمو الاقتصادي  في العراق بنسبة 9%… رقم لا يؤخذ به  لأنه ناتج عن إيرادات النفط فقط… وثقل عليه القول بان الناتج المحلي من السلع والخدمات هو المقياس المعتمد في نمو الاقتصاد في العالم …والذي تتصدره دولتان هما الصين وتركيا …تعليق صوغ رد على تصريح رئيس الوزراء بان الخطة الإستراتيجية قد نجحت وان نمو الاقتصادي العراقي هو الأعلى في المنطقة … لكن مقارنة بمن …بإيران التي تعاني من حصار اقتصادي أم الأردن والتي وفق رئيس وزرائها سجلت اقل نسبة نمو في العام الماضي 2،5% ام بسوريا ووضعها العام معروف …
الخلاصة منهج إدارة الدولة في البلاد … منهجا متفردا عن كل بلدان العالم … لأنه يعتمد على سياسة… التخـ…طيط…وليس التخطيط …والدليل  أن البرامج لكافة المرشحين والكتل السياسية قبل انتخابات مجالس المحافظات …لم تذكر ولا واحدة منها مكافحة الفقر والبطالة “وهما المرضان الأكثر فتكا في الشعب” كأولوية للتخطيط في أي محافظة عدا إقليم كردستان … وبالعافية على إخواننا الأكراد … أخيرا صدق من قال التخطيط في بلادنا في حاجة للتخطيط …