23 ديسمبر، 2024 12:42 ص

التخبط في اخذ القرارات…. الغاء التعليم حضوريا نموذج

التخبط في اخذ القرارات…. الغاء التعليم حضوريا نموذج

قبل أيام مرت علينا فاجعة وهي ليست بجديدة وهي فاجعة حريق مستشفى ابن الخطيب، الضحايا هم المرضى، للعلم أن مرتادي المستشفيات الحكومية هم من الطبقة الفقيرة في المجتمع، لان الطبقة الوسطى تذهب للمستشفيات الأهلية وأما الطبقة العليا من مسؤولين بالدولة وتجار ومقاولين فانهم يذهبون إلى خارج العراق للعلاج ولأبسط الأمراض مثل عملية البواسير والتجميل وغيرها.

أي إن في كل فاجعة تمر علينا، يكون الضحية هو الفقير والمعدوم، وأما المسؤول والتاجر فانه يستغل ذلك الأمر لأغراضه الشخصية والحزبية عن طريق توظيف الحدث إعلاميا لا أكثر.

في الأمثال والأحاديث كثير من التي تشير إلى الاستفادة من الأخطاء الشخصية وأخطاء الغير في التعلم ومنها وعدم تكرارها أو عدم وقوعها مرة أخرى، مثل العاقل من اتعظ بغيره، وهكذا.

ويوجد مثل أخر هو عكس الأول وهو أن الجاهل من عثر بالحجر مرتين. الغريب هنا إن المسؤول يخطا مرتين وهو أيضا لا يتعظ من غيره، والطامة الكبرى إن متبعي هؤلاء السياسيين والفاسدين هم كشاكلة المسؤول، هو يخطئ وهم يبررون له ويدافعون عنه، وبالتالي هم أشر منه وأكثر جهل أيضا.

قبل سنين حدثت حادثة غرق العبارة في الموصل والسبب هو إهمال إجراءات السلامة، والمفروض بعد هذه الحادثة أن كل مسؤول يوجه دائرته بأهمية هذه الإجراءات، وكان أيضا قبلها حادثة الحريق في ردهة الأطفال الخدج في مستشفى الحارثية، لكن اليوم نأتي لفاجعة أكبر واشد الم وهو حريق مستشفى ابن الخطيب بسبب إهمال إجراءات السلامة الأولية والضرورية.

​ هذا حال المواطن والمسؤول أيضا فانهم لا يأبهون للسلامة، ويكتفون بالشعارات فقط وبالإمكان النظر لأي دائرة أو شركة ونرى الكثير من الشعارات دون تنفيذ.

الحريق حدث وانتهى، والمرضى بين متوفي ومحروق. لكن والمفروض أن الوزارات والشركات والمحافظات والدوائر تعلن النفير العام في تجنب هكذا حادث مستقبلا عن طريق توفر منظومات الإطفاء الذاتي ومطافئ الحريق بأنواعها ورفع التغليف القابل للاشتعال من وزارات ودوائر الدولة.

لكن وكما قلت/ أننا لا نتعظ من الأخطاء، لا بل نبرر ذلك لهم ونقول انه مجرد تماس ثم نمضي بفعل الأخطاء مرة أخرى متناسين أن هنالك أرواح أزهقت ودماء سالت وأموال هدرت.

لنعود إلى أصل الموضوع وهو التخبط في قرارات وزارة الصحة، فلم نرى ان المسؤولين فيها زاروا المستشفيات البقية للاطلاع على منظومات الإطفاء الذاتية أو إجراءات السلامة. بل انهم تركوا الموضوع وكان الأمر قد وقع في احدى الدول الأفريقية او الأسيوية وانه لا يعنيهم.

الليلة الماضية توصي وزارة الصحة بإلغاء التعليم الحضوري للأطفال ومنع السفر. بدل أن توصي بوضع مطافئ حريق للمستشفيات. متناسين أن الأطفال لا يصابون بالفايروس، متناسين ان الأسواق مزدحمة جدا إلى حد أن الشخص يجد صعوبة بالمشي فيها، متناسين أن الجوامع والمزارات تغص بالمرتادين، متناسين ان موظفي الدوائر قد فرض عليهم الدوام بنسبة اكثر من 80 % ، متناسين أيضا ان المولات والمطاعم مزدحمة وبدون إجراءات التباعد.

إن التفسير الوحيد الذي يدور في خلدي هو انهم يريدون جيل قادم يأتي بشهادات لا علمية ولا رصانة بل شعب ذو شهادة جاهل، هم أعداء للعلم والتعلم.

التخبط للأسف أصبحت سمة سائدة في القرارات التي تتخذ من مختلف الدوائر ومن قبل معظم المسؤولين.

النقطة الاخيرة التي اردت توضيحها هي الحرائق المتكرره. كانت بالصيف كله تحدث الحرائق بعدد الاصابع لكن هذه السنه ان الامر غريب فبدا بعدة مرات بالشهر ووصل الامر الى عدة حرائق باليوم الواحد، لكن في كل مرة يكون التبرير هو تماس كهربائي او هيتر. الحوادث تحدث لا نقول عكس ذلك لكن تكرارها وبشكل يومي، هذا يثير الريبة والشك وربما هي من دسائس السياسيين الكثيره وهي ايضا اما ان تكون لتسقيط خصوم او ايتغلالها لتبييض سمعتها واستغلالها اعلاميا.