تحاول بعض الدول وخاصة النامية تحقيق منظومة التعليم الرقمى لتحقيق الهدف الرئيسي من التغييرات المرتبطة بالتحول الرقمي للتعليم وهو الانتقال إلى التعليم الجيد الشامل الذي يدعم التنمية الشاملة لشخصية الطالب. جوهر التحول الرقمي للتعليم لتحقيق النتائج التعليمية اللازمة من قبل كل طالب من خلال إضفاء الطابع الشخصي على المسارات التعليمية واستخدام التقنيات المبتكرة: الذكاء الاصطناعي ، تقنيات الواقع المعزز والافتراضي ، إدارة البيانات ، إنترنت الأشياء ، blockchain وغيرها من أدوات التحول الرقمى وصولا الى النضج الرقمى في المنظومة التعليمية الوطنية
وتواصل القيادة السياسية الاهتمام بالتعليم الرقمى وقد وجه السيد الرئيس بمواصلة العمل على الارتقاء بالمنظومة التعليمية الرقمية ، ورفع مستوى عناصر العملية التعليمية من طلاب ومعلمين، والاستمرار في جهود التحول الرقمي وتعزيز المكون التكنولوجي بالعملية التعليمية، بما يساهم في بناء مستقبل أفضل للوطن، وإعداد أجيال مؤهلة تأهيلًا متميزًا في كافة المجالات. ولنا رأى.
ما يتم تقديمه هو جزء من كتاب يتم اعداده بعنوان (التحول الرقمى والتعليم من الميلاد الى سوق العمل) وان شاء الله يتم اصداره بواسطة مركز البحوث – جامعة النيل الأوروبية – احد جامعات الجيل الثالث الرقمية بالعالم العربى .
والواضح ان سعادة الرئيس يدعو الى التحديث في التعليم و – نوافقه الرأي – , لان جوهر التحديث كشكل خاص من أشكال التنمية هو الانتقال من مجتمع تقليدي إلى مجتمع حديث وإذا كان التحديث هو هدف تنمية المجتمع في مرحلة معينة ، فلا يمكن تحقيق هذا الهدف بدون عدد من الابتكارات والتحسينات في التقنيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. لهذا السبب، يُنظر إلى التعليم في أكثر بلدان العالم تقدمًا كوسيلة لتجديد المجتمع ، وأي عمليات ذات طبيعة تحديثية في الاقتصاد والسياسة تبدأ بإصلاح التعليم. قبل البدء في التحول ، ومن الضروري إعداد شخص قادر على تنفيذ هذه التحولات. في عمليات التحديث ، ليس فقط المجتمع ، ولكن أيضًا يصبح الشخص مختلفًا وحديثًا بالمقارنة مع المجتمع التقليدي. يتميز باهتمامه بكل جديد والاستعداد للتغيير. مجموعة متنوعة من وجهات النظر ، والتوجه لمجتمع معرفى رقمى بادوات التحول الرقمى والتي يتحدد دورها في ثلاث دعائم أساسية هي 1. انتاج الميديا الرقمية (وليست الالكترونية) الخاصة بالتعليم، 2. استخدام أدوات التحول الرقمى في الإدارة الرقمية لمنظومة التعليم بصورة تكاملية 3. استخدام أدوات التحول الرقمى لاعادة انتاج المناهج من المراحل الأولى للتعليم وحتى مراحل الجامعة وبخصوص التخصصات الجامعية وحسب الأطر الدولية المعتمدة والمتاحة حاليا , لا يمكن استثناء تخصص اكاديمى دون المهارات الرقمية ويمكن تأكيد ان تلك المهارات الرقمية تشمل التخصصات الإدارية والقانونية والتخصصات الصحية والطبية بالجامعات بالإضافة الى التخصصات العلمية وتخصصات الميديا المرئية والمسموعة والمقروءة وحتى تخصصات العلوم الإنسانية بكافة فروعها والمناهج الحالية حتى بعد أسلوب التعديل المتبع لا ترتقى لتحقيق طموحات سعادة الرئيس
وبالحديث عن أدوات التحول الرقمى والتي ان تم تطبيقها بالصورة المثلى نؤكد نجاح تحقيق الحداثة في التعليم وننعرض احد تلك الأدوات وهى سلاسل الكتل (Blockchain) والتي يمكن استخدامها في تحقيق الإدارة الرقمية للتعليم. ويمكن استخدام سلاسل الكتل (Blockchain) فى مجال التعليم بكافة مستوياته وكافة مفرداته والتى تتم بها العملية التعليمية وكما يلى:
1. التلميذ أو الطالب : يوفر (Blockchain) سجل موزع يتابع التلميذ او الطالب منذ مراحله الاولى فى التعليم وحتى التخرج من الجامعة او التعليم الفنى ويشمل ذلك ميول الطالب وكفاءته فى بعض المواد , والتزامه ومواهبه التى يمكن اكتشافها فى المراحل الاولى, حيث أن التلميذ الموهوب ليس بالضرورة ان يكون متفوق علميا
2. الشئون التعليمية لما قبل الجامعة او الاكاديمية لمراحل الجامعة وتشمل تفاصيل عن المحاضرين بكافة مستوياتهم (مدرس لما قبل الجامعة او مجاضر او استاذ بالجامعة) ويشمل البحوث والكتب المنشورة , وكافة الدرجات والانشطة العلمية تكون مسجلة على السجلات الموزعة (Blockchain) بحيث لا يتطلب منهم تقديم اية اوراق .او سيرة ذاتية
3. الشئون المالية والتعليمية للجهات التعليمية يتم تسجيلها بدقة وتحميل التكلفة الحقيقية للطالب وبصفة فورية على السجلات الموزعة (Blockchain) مما يساعد فى التخطيط لمستقبل التعليم.
4. المناهج التفاعلية: بمتابعة إنتاج المناهج التفاعلية واحتياجها الى «الكتب التفاعلية» ورفعها على البوابة الإلكترونية أرى من الواجب توضيح ضرورة استخدام سلاسل الكتل (Blockchain) لانتاج منهج تفاعلى حقيقى وكما يلى:
أ. الكتب التفاعلية لسيت بالقطع الكتب التى يتم مسح الكتاب وتصويره ووضعه بصورة بى دى اف ( (PDF على موقع الوزارة او الجامعة وهذ لم يكن ابدا و لاينتمى الى المناهج التفاعلية. لا يوجد كتاب لمنهج سواء ورقى أو بصورة بى دى اف ( (PDF ولكن يوجد مصادر معلومات لمنهج حسب الهدف المحدد لذلك المنهج ومجهود الطالب من اجل تحقيق هذا الهدف وحسب معايير محددة تشمل تحديد قوائم بمراجع تُشجع الطالب على البحث والاطلاع والمناقشة والمقارنة والاكتشاف وليس مجرد كتاب يحفظه ليتجاوز الاختبارات. فالكليات النظرية تعانى من مناهج مكدسة بالكتب لم يستطع الدكتور صاحب المادة الوصول إلى نهاية الكتاب قبل الامتحانات، مما يدفعه لالغاء بعضا من اجزاء الكتاب.
ب. التصميم التعليمى الرقمى
عند القيام بالتصميم التعليمي الرقمي لابد من اتباع مجموعة من الإجراءات لتحويل المقرر التعليمي إلى مقرر تفاعلى إليكتروني متوافق مع المعايير الدولية , وفي الوقت ذاته هذه المادة التعليمية تكون قائمة بذاتها, هذه الاجراءات يتم اتخاذها في عدد من مراحل التصميم التعليمي وتبدأ بتحديث الهدف من المنهج ثم يتم فيها تحويل مواصفات التصميم إلى صيغ مادية كتأليف وإنتاج المواد التعليمية لتحقيق الهدف التعليمى. يتم تجزئه المقرر وتقسيمه إلى كائنات تعليمية صغيرة تعرف بـ (Learning Object), ويجب أن يكون الكائن التعليمي ذو هدف تعليمي مميز لا يرتبط بكائنات تعليمية أو يتفرع إلى كائنات تعليمية أخرى. ويتكون الكائن التعليمى (الدرس) من ثلاثة أجزاء مرتبطة مع بعضها لتحقق الهدف التعليمي الذي صمم من أجله هذا الكائن, وهذه الأجزاء هي:
• التعلم: وفيه يتم عرض المادة المراد تعلمها.
• التطبيق: وفيه يتم ربط المعلومة المتعلمة بتطبيق مباشر.
• الاختبار الذاتي: وفيه يختبر المتعلم مدى استيعابه للهدف التعليمي المراد تعلمه.
الخلاصة
منذ التسعينات والعالم الغربى (العالم دون العرب) يقوم يقوم برسم استراتيجيات التحول الرقمى للتعليم للوصول للنضج الرقمى ويوفر نموذج النضج هذا للتحول الرقمي هيكلًا لمساعدة مقدمي التعليم على المستوى الوطنى لتقييم نضجهم الرقمي في جميع جوانب الأعمال. يتوافق الهيكل مع الأطر الدولية المعتمدة للتحول الرقمي والذي يهدف إلى إثراء تطوير الرؤية والتخطيط الاستراتيجي
ا.د فكرى فؤاد أحمد
أستاذ النظم والتحول الرقمى
رئيس مجلس امناء جامعة النيل الأوروبية