18 ديسمبر، 2024 11:29 م

التحولات الدولية في الإتجاه المعاكس لطهران .!

التحولات الدولية في الإتجاه المعاكس لطهران .!

آليّة التحوّل في هذه التحولات هي ردودُ افعالٍ دوليةٍ لأفعالٍ ايرانية تجري وتحدث منذ بداية الأزمة بين الولايات المتحدة وايران < عند انسحاب الأدارة الأمريكية من الأتفاق النووي السابق الذي جرى عقده في زمن الرئيس الأمريكي السابق ” باراك اوباما ” والذي اتاح للأيرانين استراد اموال مجمدة هائلة , ومن ثمّ التوسع في برنامجها النووي حسبما تشير الأخبار , والذي على اثره انطلقت العقوبات النفطية – الأقتصادية الأمريكية على طهران وبتدرّجٍ لم ينتهِ بعد .! > .

لكنّ أساس هذا التحول في الموقف الدولي او الأوربي بشكلٍ خاص هو اصرار الأيرانيين على رفع نسبة التخصيب في مفاعلاتها النووية وبشكلٍ تصاعدي لم ينته بعد ايضاً , وهو ما يستفز الأمريكان والدول الرئيسية في القارة الأوربية , سيما بعد أن اصدرت المانيا وبريطانيا وفرنسا بياناً مشتركاً تطلب فيه من القيادة الأيرانية الوقف الفوري لزيادة نسبة التخصيب والعودة الى ما كانت عليه النسبة المقررة في الأتفاق السابق , وقد انضمت الصين الى هذا البيان وبتلميحاتٍ روسية متعاطفة وعلى استحياء !

ودونما ايّ استجابةٍ من طهران وكأنها تتعاطى مع هذا الموقف الدولي بالأتجاه المعاكس .

الموقف الدولي المضاد هذا آخذٌ بالتصاعد والتصعيد ايضاً جرّاء تصريحاتٍ وتلميحاتٍ شديدة من المسؤولين الأيرانيين بالتهديد بأحتجاز احدى السفن وناقلات النفط البريطانية مقابل احتجاز بريطانيا لناقلة نفطٍ ايرانية في مضيق جبل طارق ” وهذا ما اشرنا له في مقالتنا ليوم امس ” وهذا التهديد الأيراني لا يلقى ايّ تجاوبٍ او مقبوليةٍ لدى الرأي العام الغربي .! بَيدَ أنَّ ارتفاع درجة حرارة موقف بريطانيا بالضد من ايران فيرتكز على الأحتمال الكبير لترشيح السيد ” بوريس جونسون ” لرئاسة الوزراء البريطانية خلفاً للسيدة ” تيريزا ماي ” التي استقالت منذ نحو شهرين , ويلاحظ في هذا الصدد أنّ الرئيس الأمريكي ” ترامب ” قد اعلن عن دعمه لهذا المرشح البريطاني مبكراً بالرغم من وجود مرشحين آخرين , وهذا يعني المزيد من التنسيق البريطاني – الأمريكي بالضد من طهران في حالة فوز هذا المرشح , ولعلّه تجدر الأشارة أنّ السيد ” بوريس جونسون ” سبق له أن شغل موقع وزير الخارجية في حكومة ” تيريزا ماي ” بالأضافة الة إشغالهموقع عمدة لندن , وقد اشتهر في تصريحٍ خاصٍ له عن المنقبات المسلمات في بريطانيا بقوله < انهنّ يتجولن في الأماكن العامة ويظهرنَ كأنهنَ صناديق بريد > , كما معروفٌ عنه انحيازه المطلق لإسرائيل .

الى ذلك , فمن خلال الرصد والمتابعة لمواقف الجانب الأيراني , فالبرغم من شبه التطابق بين موقف قيادات الحرس الثوري ووزارة الخارجية الأيرانية , لكنما تصريحات قيادة الحرس هي الأقوى والأشد أمام المجتمع الدولي ! , وبجانب ذلك ايضاً فأنّ الدبلوماسية الأيرانية لم تستطع اقناع الرأي العام العالمي لإبداء اية مرونة ازاء الدعم العسكري المسلح للحوثيين في اليمن والذي اساسه ليس تعاطفاً مع الحركة الحوثية ومن اية زاوية , وانما موجّه بالضد من السعودية بسبب خلافات ايديولوجيةٍ تمتد الى عصور التأريخ ” على الأقل ” , كما أنّ القيادة الأيرانية وضعت نفسها في موقعٍ من المحال فيه أن تتخلى عن حزب الله في لبنان , ولا نبتغي التطرّق هنا عن < الوضع الأيراني المهيمن بالمطلق على اية حكومةٍ عراقية تتعاقب على السلطة > .!

ولم تبقَ اية زاوية نظرٍ للأزمة القائمة في على ضفتي الخليج الملآى بالبوارج والطرادات والسفن الحربية سوى المزيد من الترقب لأحداثٍ محتملة الحدوث .!